سجون الاحتلال الإسرائيلي

كشفت تقارير حديثة، أن أكثر من 308 آلاف مواطن فلسطيني، تعرضوا للاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع انتفاضة الحجارة الفلسطينية عام 1987.

وأكد مركز "أسرى فلسطين للدراسات"، أن من بين المعتقلين 210 آلاف حالة اعتقال من بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، و10 آلاف حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 2000 ، و88 ألف حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى وحتى الآن ليصل مجموع من ذاقوا مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال 308 آلاف مواطن من مختلف الأعمار والفئات والشرائح ، بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن وأعضاء المجلس التشريعي وطلاب الجامعات.

وبيّن الناطق الإعلامي للمركز، الباحث رياض الأشقر، في تقرير للمركز، بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لاندلاع الانتفاضة الأولى، أن الاحتلال فشل بشكل واضح في تحقيق أهدافه من تكثيف سياسة الاعتقال، وهي بث اليأس والخوف في صدور أبناء الشعب الفلسطيني، وأن يوقف مقاومته أو يثنيه عن طريق الجهاد والتضحية من أجل إنهاء الاحتلال، واستعاده حقوقه في أرضه، حيث أنه رغم الأعداد الهائلة التي دخلت السجون منذ الاحتلال عام 1967 والتي وصلت إلى ما يقارب من 800 ألف فلسطيني، إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم ويطالب بحقوقه في أرضه ومقدساته .

ولفت أن أوضاع الأسرى خلال الانتفاضة الأولى كانت أسوأ بكثير مما هي عليه الآن، وكانت السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة البسيطة، ولا يتوفر فيها الكثير من الأدوات والأجهزة التي تنتشر في السجون في الوقت الحالي، وكان الطعام في حالة سيئة كماً ونوعاً بشكل يفوق ما عليه الآن من السوء والقلة، ولا يوجد أغطية أو ملابس، وكانت السجون تتكدس بالأسرى إلى حد أن ينام الأسير على جانبه لكي يفسح مجالاً لغيره من الأسرى للنوم، كذلك كان يمنع الزيارات بشكل نهائي، وكان العنف الجسدي هو السائد في التعامل مع الأسرى، حيث استشهد نتيجة ممارسة أساليب التعذيب القاسية والمحرمة دولياً ضد الأسرى 23 أسيرا.

وأبرز الأشقر أنه لا يزال في سجون الاحتلال 30 أسرى معتقلين منذ الانتفاضة الأولى وقبلها وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج، عنهم ضمن الدفعة الرابعة لاتفاق إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، منهم 9 أسرى من الضفة الغربية أقدمهم الأسير محمد أحمد الطوس من الخليل.

وأوضح الأشقر أن نسبة الاعتقالات خلال الانتفاضة الأولى كانت كبيرة ً قياساً بالانتفاضة الثانية نظراً للاحتكاك المباشر بين المواطن الفلسطيني، وقوات الاحتلال التي كانت تسيطر على الأراضى الفلسطينية بالكامل، لذلك لجأ الاحتلال إلى افتتاح سجون جديدة لاستيعاب هذا العدد الهائل من المعتقلين، ومن أبرز وأكبر السجون التي افتتحها الاحتلال سجن النقب حيث اعتقل في هذا السجن ما يزيد عن 120 ألف أسير، وكانت تُمارس فيه أشكال الإهانة والتنكيل بالمعتقلين.