القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
حذّرت المجموعة العربية للتنمية والتمكين الوطني، من أنَّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل حوالي 3000 أسير فلسطيني في محيط مفاعل "ديمونا" النووي والمناطق التي تدفن فيها مخلفاتها النووية في صحراء النقب جنوب فلسطين، الأمر الذي يهدد حياة هؤلاء المعتقلين بأمراض فتاكة جراء ارتفاع نسبة التلوث الإشعاعي. وكشفت المجموعة التي تتخذ من جنيف مقرًا لها في بيان، الأحد، أنَّ الاحتلال يحتجز نحو 3 آلاف أسير ومعتقل فلسطيني في سجون تقع في النقب، وريمون، ونفحة، وبئر السبع، القريبة من مدافن المخلفات النووية والمعرض غالبًا لنسب كبيرة من التلوث الإشعاعي.
وأوضحت أنَّ الظروف البيئية المحيطة بتلك السجون ملوثة، وتشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الأسرى هناك، حيث أنَّها قريبة جغرافيًا من مفاعل "ديمونا"، وفي منطقة تُستخدم لدفن النفايات النووية للمفاعل ومادة الأسبست التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مسرطنة.
وأضافت في بيانها "إنَّ وزارة البيئة الإسرائيلية كانت قد حذرت في وقت سابق من خطورة وجود نفايات سامة وخطرة في تلك المنطقة وتأثيراتها السلبية على الإنسان، ما قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض خبيثة منها السرطان، وذلك في تقرير لها نشر عبر وسائل الإعلام العبرية في كانون ثاني/ي ناير عام 2010.
وأشار البيان إلى أنَّ الحكومة الإسرائيلية لم تعر التقرير أي اهتمام يُذكر، ولم تتحرك لإنقاذ آلاف الأسرى، في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي المتبعة في السجون، مؤكد أنَّ ذلك تعمد واضح لإيذائهم وإلحاق الضرر بأحوالهم الصحية. مما يتناقض وبشكل فاضح مع المواثيق والاتفاقيات الدولية كافة.
وتابع البيان "ربما هذا ما يُفسر انتشار الأمراض الغريبة والمسرطنة بين أوساط الأسرى في تلك السجون، وارتفاع أعداد الأسرى المصابين بالسرطان، الأمر الذي يكشف أهدافًا غير معلنة لسلطات الاحتلال من وراء احتجازهم هناك ومنها الانتقام من الأسرى ومن ذويهم الذين يعانون عناء السفر والمسافات الطويلة وسوء الأحوال المناخية هناك، صيفا وشتاء، وتوريث الأسرى أمراض خطيرة تفاقم من معاناتهم طوال فترة اعتقالهم، وتبقى تلازمهم لما بعد التحرر".
ودعا رئيس المجموعة العربية محمد يحيى شامية، جميع المؤسسات الدولية، إلى التحرك الجاد والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتوفير العلاج اللازم والضروري لكل من ظهر عليهم المرض في تلك السجون، والعمل وبشكل جدي وفاعل من أجل إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق كل السجون التي تقع في تلك المنطقة الخطيرة والبيئة الملوثة".
يُذكر أنَّ العدد الإجمالي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قد بلغ مع نهاية العام المنصرم 2014، قرابة 6 آلاف و500 أسير ومعتقل فلسطيني، موزعين على 18 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف، بينهم 200 طفل تقل أعمارهم عن 18 عامًا، و21 فتاة وامرأة، و23 نائبًا منتخبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني.
ويعاني أكثر من 1500 معتقل من أمراض مختلفة، بينهم عشرات بحالة حرجة وخطيرة، كما أنَّ البعض منهم قد فقد القدرة على الحركة وقضاء حاجته بمفرده، جراء خطورة المرض وشدة الألم، حسب آخر تقرير إحصائي صدر عن هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية.