غزة – محمد حبيب
أدى 200 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة للاحتلال الإسرائيلي على المعابر والحواجز التي تفصل مدينة القدس عن محافظات الضفة الغربية، وحرم الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من الفلسطينيين بعد فرض القيود وتحديد أعمار المصلين على أهالي الضفة الغربية للدخول إلى مدينة القدس.
وأعادت قوات الاحتلال إصدار تصاريح لـ500 مواطن من قطاع غزة بينهم 100 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لصلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى المبارك. وكان الاحتلال أعلن أول أمس عن إلغاء إصدار تصاريح زيارة العائلات والأقارب من مواطني الضفة المحتلة إلى غزة خلال شهر رمضان، عدا عن مجموعة قيود.
وعزا الجيش هذه القرارات التي تعد بمثابة تراجعًا عما أعلنه سابقا من تسهيلات لاسيما في شهر رمضان إلى "التصاعد الملموس" في عمليات المقاومة في الضفة خلال الأيام الأخيرة. فيما نشرت شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" الآلاف من عناصرها في أنحاء القدس المحتلة وبما يتضمن غلاف البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات الصباح.
وذكرت مصادر عبرية أنَّ تصاريح وتأشيرات دخول الفلسطينيين إلى القدس تأتي انسجاما مع قرارات وزير الحرب "الإسرائيلي" بهذا الشأن. ويتوجب على النساء من جيل 16-30 عامًا الحصول على تصريح لأداء الصلاة بالحرم القدسي الشريف، الجمعة، كما ينطبق هذا الإجراء على الرجال من جيل 30-50 عاما.
وسمح للأطفال المرافقين دون سن 12 عاما بالدخول دون تصريح وللرجال ما فوق سن 50 عاما بالدخول دون تصريح كما وللنساء ما فوق سن 30 عاما بالدخول دون تصريح. وبالنسبة للفتيات ما دون سن 16 عاما سمح لهن بالدخول دون تصريح بينما للفتيان والرجال ما بين سن 12-30 عاما فلن يسمح لهم بالدخول إطلاقا.
وأوضح مدير عام أوقاف وشؤون القدس، الشيخ عزام الخطيب، أنَّ حوالي 200 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، مشددا على ضرورة السماح لكافة الفلسطينيين من الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في الأقصى دون قيد أو شرط. وأشاد بالدور المشترك لحراس وسدنة الأقصى وفرق الكشافة والشبان لتوفير النظام في المسجد الأقصى.
بدوره؛ خاطب خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، الأهالي الذين توافدوا للصلاة في المسجد الأقصى: لقد زحفتم إلى المسجد الأقصى لأداء صلوات الجمعة والفجر والعشاء والتراويح، إنما يمثل ذلك ردًا عمليًا إيمانيا ورسالة واضحة للطامعين في المسجد الأقصى، ويعكس حب أهالي بيت المقدس وأكنافه وتعلقهم به، فالأقصى يمثل جزء من إيمانهم وعقيدتهم بقرار رباني لا مجال للتفاوض أو المساومة عليه ، ولا يحق لأحد التنازل عن ذرة تراب منه.
وأضاف: يا أهالي فلسطين أنتم المعادلة الصعبة لحماية الأقصى ولا مجال لاختراقها. وتابع الشيخ عكرمة: طوبى لمن صلى الجمعة في المسجد الأقصى، ونال فضيلة الجمعة والشهر المبارك وفضيلة الصوم. ودعا إلى شد الرحال الدائم إلى المسجد الأقصى المبارك طوال أيام السنة، مشيرًا إلى أنَّه من يمنع من الوصول إلى الأقصى بسبب الحواجز الظالمة فإنه يصلي حيث يمنع وله ثواب من يصلي في الأقصى.
وتطرق الشيخ صبري في خطبته إلى ذكرى استشهاد الفتى محمد أبو خضير على أيدي 3 مستوطنين، وذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي. كما تحدث الشيخ الخطيب عن ما تناولته وسائل الإعلام بشأن قرار سلطات الاحتلال بإقامة مركز تهودي في الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، مؤكدًا أنَّ الساحة هي وقف إسلامي مملوكي، وإقامة هذا المركز هو اعتداء صارخ على حق المسلمين ولن يكسب الاحتلال أي حق فيه.