بيت لحم - منيب سعادة
حضر رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، حفل "الاستقبال"، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، الذي أقامته بلدية بيت لحم في ساحة كنيسة المهد، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والاعتبارية والوزراء ومدراء المؤسسة الأمنية.
اقرا ايضا : "الحمد الله يترأس اجتماعا للجنة الوطنية لإصلاح "التعليم
وقال الحمد الله، خلال كلمته في الحفل، "لقد قدم شعبنا على مدار الأعوام، نموذجًا فريدًا وجميلًا لتعايش وتسامح الأديان، فهذه الأرض لم تكن يومًا إلا مساحة رحبة وحاضنة ومهدًا للديانات السماوية الثلاث، ولهذا عملت القيادة والحكومة على الحفاظ على هذا الإرث النفيس بصون حرية الأديان وتكريس التكامل والتعايش والتكافل التي ظل شعبنا يعيش في ظلها منذ قرون، وحرص الرئيس محمود عباس على الاحتفال دومًا بالأعياد المجيدة مع أخواتنا وأخوتنا المسيحيين، وباتت الأعياد المسيحية، عطلة رسمية في سائر مؤسسات الدولة".
وأضاف، "إنه لشرف عظيم أن أنضم إليكم في هذه الليلة المباركة، في غمار هذه الأجواء المبهجة والنفسية، في بيت لحم، موطن البشارة التي يطل منها عبق التاريخ والحضارة الإنسانية وعلى مقربة من القدس المحتلة، مهد الديانات والعاصمة التاريخية والأبدية لدولتنا".
وأوضح رئيس الوزراء، "نجتمع اليوم، معززين كل عوامل وقواسم وحدتنا وتلاحمنا في وجه الحصار والاستيطان والجدران والممارسات والقيود الاحتلالية، التي تطوق أرضنا، وتفصلنا عن القدس الشريف، وعن غزة المحاصرة المكلومة، وتتهدد الحضور المسيحي المتأصل والأصيل في فلسطين، وتمنع أجيالًا متلاحقة من أبناء شعبنا من الوصول إلى مقدساتهم المسيحية والإسلامية والصلاة في رحابها، حتى في أكثر الأيام قداسة ونقاء وفرحًا".
وتابع الحمد الله، "نيابة عن الرئيس محمود عباس، أهنئ أبناء شعبنا وجميع الطوائف المسيحية ومسيحيي العالم أجمع، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، وأحيي ضيوفنا الكرام الذين يشاركوننا اليوم فرحة الميلاد من على أرض فلسطين، ويطلقون معنا رسالة الأمل بعام جديد يسوده الوئام والوفاق والوحدة، وتنتصر فيه إرادة الحرية والحياة وتسمو على كافة أشكال التمييز والعنصرية والاستحواذ".
واستطرد، "نجتمع على هذه الأرض المقدسة، على وقع الكثير من الألم والحزن والفقد الذي يعترينا، حيث يحاصر الاحتلال أرضنا، ويهدم البيوت والمنشات، ويحاول اقتلاع شعبنا في القدس والخليل والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، ويحكم حصاره الخانق على قطاع غزة، وفي هذه الأوقات المباركة، تحول إسرائيل دون وصول مسيحيي غزة وضيوف فلسطين من الدول العربية الشقيقة إلى بيت لحم والقدس، وتمنع مسيحيي الضفة من التوجه إلى القدس في انتهاك صارخ لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها الشرائع والمواثيق الدولية، كل هذا في محاولة لاقتلاع الفرحة والأمل من قلوب الفلسطينيين، وتدمير حلمهم وحقهم المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها".
وأضاف الحمد الله، "سنبقى مترابطين، ومرابطين على هذه الأرض، التي باركنا الله بها، والتي منها انطلقت رسالة سيدنا المسيح عليه السلام إلى العالم أجمع، لتكون حامية التعددية والتسامح، وسنحمي أمننا وسلمنا الداخلي من أية محاولات للعبث به أو إضعافه، وسنحمل دومًا القيم التي جسدها في المحبة والسلام ، وسنُضيء الدروب المظلمة بالمزيد من الإيمان والتشبث ببشرى الحرية والكرامة، وبتحقيق تطلعات شعبنا في الخلاص من الاحتلال، والتحرر من قساوة وألام الحصار والعدوان والاستيطان".
وأشار رئيس الوزراء، "لن يفلح الاحتلال مهما طال أمده أو تصاعد جبروته في انتزاع القدس أو فصل غزة أو طمس هويتنا الحضارية والإنسانية الجامعة، ونعول دائمًا على صمود شعبنا في القدس ومحيطها وفي الخليل والأغوار وفي جميع تجمعاتنا البدوية، ونراهن على قوة وثبات مؤسساته الوطنية والدينية وكنائسه المحلية، لتبقى حامية حقوقنا وبقائنا".
واختتم، "من قلب بيت لحم، مهد سيدنا المسيح، التي يلتف حولها اليوم الاستيطان والجدار، نناشد دول وشعوب وقيادات العالم، اتخاذ خطوات جادة لصون مستقبل أطفالنا وإعمال حقهم في حياة أمنة وهانئة وطبيعية، وسنواصل عملنا مع الدول الصديقة والشقيقة والمتضامنين وأحرار العالم، لمواجهة العدوان الإسرائيلي والقرارات الأميركية غير القانونية، وحماية مقدساتنا وإنهاء الاحتلال الاستعماري، وإنقاذ حل الدولتين، فنحن لن نبيع القدس أو مقدساتنا، ولن نساوم أو نقايض على حقوقنا الوطنية، وسيظل شعبنا صامدًا ملتفًا حول قيادته الوطنية، وعلى رأسها الرئيس، مؤمنًا بحتمية الانتصار وبمجرى العدالة التي من شأنها أن تنتصر لعذاباته، وتنعم عليه بالسلام الذي حرم منه، وتعيد لبلاده نسائم الحرية والاستقلال، لتظل بلادنا عنوانًا للتعايش وللعبادة وتسامح الأديان، كما أرادها رسول المحبة أن تكون وتبقى".
قد يهمك ايضا : الرئيس الفلسطيني يصل "بيت لحم" للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد