مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال

أصيب أكثر من 18 مواطنا بالرصاص الحي والمطاطي والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات جماهيرية نصرة للأقصى خرجت الثلاثاء في مدن مختلفة من الضفة الغربية.

وأصيب 12 مواطنا، ثلاثة منهم بالرصاص الحي و6 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فضلًا عن عشرات الإصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام والمدمع إثر قمع قوات الاحتلال للمسيرة الجماهيرية التي دعت إليها القوى والفعاليات الوطنية، والتي انطلقت في رام الله، تضامنا مع الأسرى ونصرة للمسجد الأقصى، فيما شل الإضراب الشامل المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والأهلية لمدة ساعتين.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابًا مصابًا من داخل إحدى سيارات الإسعاف، واعتدت عليه بالضرب، ومنعت الصحفيين من تصوير جريمة الاعتداء عليه.

وانطلقت المسيرة من على ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله، وسار المشاركون في المسيرة لأكثر من 6 كيلومترات، وصولًا إلى ضاحية البالوع في البيرة، حيث مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي مواطني البيرة.

وقمع جنود الاحتلال المسيرة السلمية، ما أسفر عن إصابة العشرات من المشاركين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، نقل بعضهم إلى مستشفى رام الله الحكومي لتلقي العلاج.

واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والحي والمياه العادمة لقمع المتظاهرين والصحفيين الذين عملوا على تغطية الأحداث، حيث استهدفتهم قوات الاحتلال بقنابل الغاز والمياه الآسنة.

وصرَّح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور واصل أبو يوسف، أن المحافظات الفلسطينية خرجت لتدافع عن المسجد الأقصى ورفضا لأي محاولة إسرائيلية لتهويده والاعتداء عليه. وطالب المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته وتقديم آليات لتعزيز صمود شعبنا.

وأكد الدكتور أبو يوسف تمسك القيادة والشعب بأقصاه، مشيرا إلى أن الرئيس يجري اتصالات رسمية مع رؤساء وقادة العالم لوقف الممارسات الإسرائيلية ضد الأقصى والمقدسات.

من ناحيته، أوضح رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، أن الحراك الشعبي مستمر لنصرة الأقصى ورفضا لكافة الممارسات الإسرائيلية بحق القدس ودعما لقضية الأسرى، ودعا إلى ضرورة الاستجابة لمطالب الأسرى بخاصة المضربين عن الطعام والذين دخلوا مرحلة خطرة، مطالبا بضرورة الإفراج عن الأسير سامر أبو دياك الذي يعاني من خطأ طبي تتحمل مسؤوليته إدارة مستشفى سوروكا.

بدوره، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، إن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له الأقصى من اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال.

ودعا بكر المواطنين إلى الخروج للشوارع ليتكامل العمل على المستويين الشعبي والرسمي، مؤكدا على التزام المواطنين بالإضراب التجاري الذي دعت له القوى الوطنية تزامنا مع المسيرة.

وفي بيت لحم أصيب العشرات من الشبان بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سلمية خرجت بالقرب من مدخل بيت لحم الشمالي "قبة راحيل".

وأفادت مصادر طبية بأن العشرات أصيبوا بالاختناق وجرى معالجتهم ميدانيا بعد أن استهدفت قوات الاحتلال المسيرة بالقنابل الغازية والرصاص المطاطي .

وفي بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم أصيب العشرات من الطلبة بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة نظمها الطلبة نصرة للأقصى، حيث وقعت مواجهات عنيفة بمنطقة المدارس أمطر خلالها الجيش مدرسة تقوع الثانوية بالقنابل الغازية .

كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق خلال مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في محيط مصانع غاشوري الإسرائيلية غرب مدينة طولكرم، عقب مسيرة تضامنية مع الأقصى، أطلق الاحتلال صوبها قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وكان الإضراب التجاري والمؤسساتي قد عم الثلاثاء مدينة طولكرم مدة ساعتين، استنكارًا للهجمة البربرية ضد القدس والمسجد الأقصى التي تنفذها سلطات الاحتلال.

من جهته صرَّح المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف، "لن نسمح لإسرائيل بالاستفراد في المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ مخططاتها العنصرية الهادفة إلى السيطرة عليه وعلى القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".

وأضاف عساف في تصريحات صحافية أثناء مشاركته في المسيرة الحاشدة التي دعت لها حركة "فتح" والقوى الوطنية، وانطلقت من ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، "هذه المسيرات التي خرجت اليوم في مدن الضفة تؤكد أن حركة فتح والشعب الفلسطيني على استعداد لتقديم التضحيات مهما غلت من أجل الحفاظ على المسجد الأقصى والدفاع عنه".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى موقف عربي وإسلامي جاد للدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين الأولى التي تنتهك حصانتها في كل يوم من قبل جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين.