طهران - فلسطين اليوم
دعت المملكة العربية السعودية، قادة العالم العربي والإسلامي، للحشد ضد التهديدات الإيرانية في المنطقة، وتدخلها في شؤون الدول العربية والإسلامية، المر الذي استجاب له عدد كبير من زعماء ورؤساء الدول العربية والإسلامية.
تنطلق اليوم الخميس في مكة المكرمة أعمال القمتين الطارئتين -العربية والخليجية- اللتين دعت لهما المملكة العربية السعودية، فيما تعقد، غداً الجمعة، أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "قمة مكة يداً بيد نحو المستقبل".
وتبحث قمم مكة التهديدات الإيرانية والتوترات الأمنية في الخليج بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، والهجمات التي تعرضت لها السعودية من قبل الميليشيات الحوثية.
وتركز القمم على عملية السلام والقضايا والأزمات العربية.
وقال وزير الخارجية السعودي، إبراهيم العساف، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي مساء الأربعاء في جدة، إن "عالمنا الإسلامي يمر بتحديات أخطرها التدخل بشؤونه الداخلية"، مشيراً إلى أن "أمتنا الإسلامية تواجه تحديات في سوريا وليبيا والصومال وغيرها من الدول".
وأكد العساف أن "المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً كبيراً للاستقرار في اليمن الشقيق وتأسف لاستمرار الانقلاب على السلطة الشرعية من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران الذي يعد مثالاً واضحاً على استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية في الدول، وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها ومع المواثيق الدولية"
ولفت إلى أن "تلك التدخلات أدت إلى تزايد معاناة الشعب اليمني، مجددين التأكيد على تأييدنا لمساعي المبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي وفق قرارات مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ونتائج اجتماعات ستوكهولم".
وتابع قائلاً: "تمر الذكرى الخمسون لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي ولا يزال النزاع مع إسرائيل أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وأود أن أؤكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى وبالذات حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المؤيدة من قرارات القمم العربية والإسلامية المتعاقبة وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية في تحقيق ذلك".
وأكد وقوف "المملكة مع جمهورية السودان الشقيقة ودعم المجلس العسكري الانتقالي والإجراءات التي اتخذها في مصلحة الشعب السوداني الشقيق وإلى ما يراه الشعب السوداني حيال مستقبله".
وشدد على تأييده للخطوات التي أعلن عنها المجلس في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، معرباً عن أمله بأن يحقق ذلك الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية للسودان.
قمتا مكة العربية والخليجية للحشد ضد إيران
يجتمع قادة الدول العربية والخليجية في مكة بدعوة طارئة من السعودية لحضور قمتين تتبعهما قمة إسلامية، في ظل التوتر مع إيران.
وتأمل الرياض أن تخرج قمم مكة برسالة قوية إلى طهران، التي تتهمها باستهداف منشآت نفطية وتخريب ناقلات نفط في الخليج.
فقد اتهمت السعودية إيران بأنها أمرت بتنفيذ هجمات بطائرات دون طيار، تبناها الحوثيون في اليمن. كما قال مسؤول أمني أمريكي إنه من "شبه المؤكد" أن ألغاما إيرانية استعملت في تخريب ناقلات النفط في مياه الخليج.
ولكن إيران نفت ذلك.
واستبق وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، القمتين الطارئتين بتصريحات لبي بي سي قال فيها إن بلاده "لا تريد حربا مع إيران"، ولكنها لن تتسامح مع "نشاطات طهران العدائية" في المنطقة.
وكتب مدير المخابرات السعودية السابق، تركي الفيصل، مقالا، نشرته قناة العربية يقول فيه إن "القادة المجتمعين في القمة سيبحثون سبل تجنب الحرب، ولكن الملك سلمان حريص على الدفاع عن المصالح السعودية والعربية في ظل التوتر بين الولايات المتحدة وإيران".
وقال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، إن تخريب ناقلات النفط أمام السواحل الإماراتية، مرتبط بالهجمات على منشآن نفطية في السعودية، وإن "واشنطن ليس لديها أدنى شك في المسؤول عن هذه الهجمات".
وأضاف: "من المهم أن تعرف القيادة في إيران أننا نعرف"، محذرا طهران من الإقدام على أي هجمات جديدة.
واشنطن: ألغام إيرانية استخدمت على الأرجح للهجوم على سفن قبالة الإمارات
ورد مسؤول إيراني على تصريحات بولتون، واصفا إياها بأنها "اتهامات سخيفة"، مضيفا أن بلاده "ستدافع عن نفسها في وجه أي اعتداء عسكري أو اقتصادي".
ووجه الملك السعودي دعوة لحضور القمة إلى أمير قطر، الذي تتعرض بلاده إلى مقاطعة شاملة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 2017.
وقالت الدوحة إن رئيس الوزراء، عبد الله بن ناصر آل ثاني، هو الذي يمثل بلاده في قمة مكة.
ويحضر قمة مكة دولتا العراق وعمان وتعرفان بعلاقتهما الجيدة مع واشنطن وإيران. ويقول مسؤولو البلدين إنهما سيعملان على تخفيف التوتر بين الطرفين.
وعرضت قطر أيضا خدماتها في هذا المجال.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أعلن في زيارة للعراق أن بلاده تريد علاقات متوازنة مع دول الخليج واقترح توقيع معاهدة عدم اعتداء" معها.