الجيش اللبناني

أطلق الجيش اللبناني، الأربعاء، عملية واسعة في أنحاء البلاد لفتح الطرقات المقطوعة منذ نحو أسبوع بسبب الاحتجاجات، واستخدم القوة في فتح بعضها شمالي بيروت، في وقت كثفت قوات الأمن وجودها في عدد من المناطق.

وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في العاصمة بيروت، بانتشار كثيف للجيش في نهر الملب، وسط توتر مع المتظاهرين، في حين طلب من المصورين الصحافيين عدم التصوير. 

ولجأ الجيش إلى استخدام القوة من أجل إعادة فتح الطريق في منطقة نهر الكلب شمالي بيروت، كما وقعت مناوشات بين متظاهرين وقوات الجيش اللبناني في صيدا جنوبي البلاد أثناء محاولة فتح الطرق المقطوعة.

وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" بجرح شخصين على الأقل نتيجة المناوشات في صيدا، كما تم توقيف شخصين قبل أن يفرج عنهما في وقت لاحق. ولم تسفر محاولة الجيش عن فتح الطريق في المدينة.

وأوضح الجيش اللبناني، على حسابه على موقع تويتر، أن محاولات فتح الطرق هدفها «تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبيّة ومواد غذائيّة ومحروقات وغيرها».

وأكد: «الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب».

ولفت الجيش إلى أنه «لم يألُ جهدا في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين».

وطمأن المحتجين بالقول: «جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم».

وقطع محتجون طرقاً رئيسية في مناطق بالعاصمة بيروت وغيرها لمنع المواطنين من التوجه لأعمالهم ومنع الطلاب من الانضمام إلى جامعاتهم وفرض إضراب عام.

وتسبب هذا في تكدسات مرورية، بينما يحاول الجيش اللبناني فتح بعض الطرقات بالقوة في العاصمة بيروت وضواحيها.

وأقفلت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها، كما أقفلت المحال التجارية والشركات في بعض المناطق وفتحت في أخرى.

ولا تزال عشرات الطرق في طول البلاد وعرضها مقطوعة، على الرغم من دعوة الجيش اللبناني في بيان بعدم قطع الطرقات، ومحاولات قوى الأمن، الثلاثاء، فتح بعضها، لا سيما في العاصمة اللبنانية بيروت.

ويواصل المحتجون في لبنان اعتصاماتهم في الساحات العامة والشوارع الرئيسية في عدد من المدن الكبرى، مثل طرابلس شمالي البلاد، وصور في جنوبها، رافضين مقترحات الحكومة الإصلاحية.

ودعا المتظاهرون اللبنانيين كافة للمشاركة في الإضراب العام، الأربعاء، والنزول إلى الشوارع في محاولة للضغط على رموز السلطة في البلاد من أجل الرحيل، ومع استمرار المظاهرات واتساع نطاقها، تحاول أطراف سياسية بكل السبل تخفف حدتها واحتواء تصاعدها، وذلك من خلال تقلل الضوء عليها عبر وسائل الإعلام المحلية، التي فتحت موجات مباشرة على مدار الساعة لتغطيتها.

وذكرت مصادر لبنانية أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، اتصل بوسائل إعلام محلية وطلب منها التوقف عن التغطية المباشرة للمظاهرات وتحركات الشارع، كما أكد إعلاميون لبنانيون إجراء اتصالات رئاسية معهم للغرض ذاته.

ووافق مجلس الوزراء اللبناني الإثنين، على حزمة إصلاحات طارئة، في مسعى لنزع فتيل أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقود، والإفراج عن مليارات جرى التعهد بها في باريس العام الماضي، إلا أن حزمة المقترحات الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، لقيت معارضة من المحتجين الذين أبدوا رفضهم لها، وواصلوا ترديد هتافاتهم الداعية إلى رحيل جميع رموز السلطة الحالية.

وقد يهمك أيضًا:

بوتن يؤكد أنه الوقت حان لإعادة سورية إلى حضن الشعوب العربية

أردوغان يرفض تمديد "الهدنة" ويُهدِّد بـ"الردّ القوي" والأسد يُؤكِّد أنَّ معركة إدلب "الأساس"