بيروت ـ فادي سماحة
حلّ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع ضيفًا على برنامج "صار الوقت" مع الاعلامي مرسال غانم عبر الـmtv متطرّقًا إلى مجموعة من ملفات الساعة، ومطلقًا سلسلة مواقف في أكثر من إتجاه.
تحدّث جعجع بداية عن تجربته في الاعتقال, قائلا: "في السّجن الصغير لا يُمكن أن تتواجد إلا في البعد الروحي الآخر، أما في السّجن الكبير فيمكنك أن تعيش كل الأبعاد وحرية التحرك تكون أوسع بكثير، وأي شيء تربحه على المستوى الروحي من المستحيل أن تخسره، وتجربة الاعتقال لمدة 11 عامًا كانت أهم مرحلة في حياتي".
ومن هذه التجربة، إنطلق جعجع الى حادثة البساتين الاخيرة، مشدّدًا على أنه "لا نريد إحالة حادثة البساتين على المجلس العدلي لأن الصراع في البلد لا يزال بين 8 و14 آذار وأي شيء يطال 14 آذار لن أسمح بحصوله"، مضيفًا "رئيس الجمهوريّة يملك تسجيلات عن هجوم بالبيض والطماطم على موكب الوزير الغريب"، وأردف "هناك إمكانية كبيرة لتركيب ملف في حادثة البساتين، والوزير جبران باسيل يقول انه كانت هناك محاولة لاغتياله ووزارة العدل لمن؟ والمحقق العدلي من سيعيّنه؟ ألا يمكن الوصول الى العدالة إلا من خلال المجلس العدلي؟".
وأوضح رئيس "القوات": "وزير العدل هو من يعيّن المحقق العدلي، وهذا سبب آخر لعدم قبولي بإحالة حادثة البساتين على المجلس العدلي"، معتبرًا أن "لبنان يعيش اليوم في وضع إستثنائي من الناحية الاقتصادية والمالية، والأولوية القصوى يجب أن تكون لإنقاذ هذا الوضع، ونحن بصدد تحضير مشروع قانون لالغاء المحاكم الاستثنائية كلها في لبنان من المجلس العدلي الى المحكمة العسكرية".
وسأل جعجع "لو لم نكن موجودين في الحكومة من كان ليأخذ أصواتنا؟ صديقنا العزيز الوزير جبران باسيل. تعطيل الحكومة في هذا الوضع جريمة وكيف يعمل رجل العهد الأول أي جبران باسيل ضدّ العهد؟"، مشيرا الى أنّ "أكثر ما نحن بحاجة إليه اليوم هو الاستقرار السياسي، والشرعية السياسية لباسيل تنطلق من نجاح العهد، وأي شيء آخر غير صحيح، وهو يسبّب أكبر ضرر للمسيحيين واللبنانيين لأنّه يخضّ الأوضاع".
ورأى جعجع أنّ "حزب الله هو من يعطّل مجلس الوزراء، وهناك محاولات من سوريا و"حزب الله" لمحاولة عزل وليد جنبلاط، وللعهد أيضًا دور في هذا الموضوع لأنه يعتبر ان حادثة البساتين كانت في مواجهته، ومشكلة بعض الاصدقاء في "التيار الوطني الحر" انهم يطرحون الأمور نظريًا لا على أرض الواقع متناسين الواقع بأكمله".
إقرأ أيضًا:
الرئيس عباس يعزي سمير جعجع بوفاة والداته
وعن ملف الرئاسة، قال جعجع: "إذا أصبحت رئيسًا في العام ٢٠٢٥ فسيكون اللبنانيّون في حالٍ أفضل بالتأكيد". وردّا على سؤالٍ عمّا اذا يدعم قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية، أجاب جعجع "في السياسة كل لحظة بلحظتها، ومن قال قبل 5 دقائق من تأييدنا للعماد عون بأننا سنفعل ذلك؟"
ورأى جعجع "صديقنا العزيز حبران باسيل لا يريد أي فريق مسيحي قويًا، وانتخاب عون أدى كل المطلوب منه على مستوى التوازن في الدولة، لكنه لم يؤدِّ المطلوب منه على مستوى السيادة وإدارة الدولة".
من جهة أخرى، جزم رئيس "القوات اللبنانية" أنّ "كل التهريب يحصل عبر المعابر غير الشرعية بين جرود القاع والهرمل، وإقفالها يتطلب قرارًا سياسيًا ولم أفهم توضيح وزير الدفاع بو صعب"، مضيفًا "السيد حسن نصرالله قال أكثر من مرّة ان لبنان سيدخل بأي مواجهة إقليمية، ومن منّا يفترض أن يقول له ان هذا الكلام لا يجوز؟ أنا أم رئيس الجمهورية؟"، وتابع "رئيس الجمهورية لطالما قال انه متحالف مع "حزب الله" ليجرّه الى الداخل اللبناني، ولكن نرى أن الحزب يجرّه الى مكان آخر".
وأوضح جعجع "في إنتخابات نقابة الأطباء صوّتنا لمرشح "التيار الوطني الحر" شرف أبو شرف، وهناك علاقات تجمعنا بمسؤولي "التيار"، ولكنّ باسيل يختصر العهد بشخصه هو، وأقصى تمنياتي حتى هذه اللحظة هي نجاح عهد الرئيس عون"، وأضاف: "باسيل يريد أن نقول له "بأمرك" إذا قرّر السير ببواخر الكهرباء أو غيرها". ولفت جعجع في السياق ذاته الى أنه "في مجلس الوزراء كنّا نواجه فريقين حليفين في ملف البواخر هما "التيار" و"المستقبل" وبالتالي نحن لم نسكت"، مؤكّدا "لا نريد حصّة في التعيينات، إنّما نريد آلية".
وردّ جعجع على الوزير صالح الغريب بالقول: "أفتخر جدًا بأنني محكوم سابق من قبل سلطة الوصاية، وسنعمل لكي لا يكون هناك محكومون جدد".
في سياق منفصل، رأى جعجع أنّ "لا جدية في عمل الحكومة من قبل الأكثرية الوزارية، ونحن لم نوظّف أي أحد في الدولة"، مشيرا الى أنّ "إقفال المعابر غير الشرعية يدخل الى الخزينة حوالى 100 مليون دولار سنويًا، والطريق غير معبّدة اليوم أمام "سيدر" وما ينقص هو الجدية في العمل".
وعن خطّة العمل، قال رئيس "القوات": "وزير العمل وضع أولويات في وزارته، ومنذ اللحظة الأولى تكتل "الجمهورية القوية" قال له إن تنظيم العمالة يجب أن يكون أولوية الأولويات، وهو قبل البدء بتنفيذ خطته أرسلها الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ولكن لم يجتمع، وهذا لا يعني ان وزير العمل لا يجب أن يسير بالخطة، وموقف برّي حول هذا الموضوع لم أفهمه، أما الحريري فدعم وزير العمل بالكامل ولم يتركه".
وردّ جعجع على طرح النائب سامي الجميّل حول إجراء إنتخابات نيابية مبكرة بالقول: "هذا الموضوع مزحة"، وتابع: "هناك إختلافات في وجهات النظر مع الحريري في بعض الملفات آخرها الموازنة، والرّئيس عون سيسلم البلد أفضل مما تسلمه من ناحية التوازن، لكن من ناحية إدارة الدولة لا".
وردّا على سؤال عن المصالحة مع رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، قال جعجع: "تُترجم كل يوم في الشمال"، وردّا على سؤال آخر، أجاب: "قضية ميشال سماحة لم تُحل على المجلس العدلي مع العلم أنها من صلب صلاحياته".
وأكد جعجع في سياق آخر "وزير الخارجية الوحيد القادر على القيام بحلول عملية في موضوع النازحين السوريين لو أراد ذلك".
وعمّا إذا سيدعم اقتراح قانون استعادة الاموال المنهوبة، سأل "عن أي أموال نتحدث؟ أموال المازوت الاحمر أم البواخر؟"
قد يهمك أيضًا: