قوات الجيش العراقي

أنهى الجيش العراقي الصفحة الأولى من عملية «إرادة النصر»، التي أطلقها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أوائل الأسبوع الحالي ضد عناصر تنظيم «داعش» في 3 محافظات غربية. وتزامنت عملية إطلاق هذه العملية مع الذكرى السنوية الثالثة لتحرير مدينة الموصل في 10 يوليو (تموز) عام 2017، والتي كانت بمثابة المفتاح لنهاية التنظيم الإرهابي عسكرياً أواخر العام ذاته.

ودعا زعيم تيار الحكمة الوطني المعارض عمار الحكيم إلى وضع استراتيجية شاملة سياسية وأمنية وخدمية ومجتمعية للحفاظ على النصر. وقال الحكيم، في بيان له أمس الخميس، إنه ينبغي «الحفاظ على هذا المنجز التاريخي، بوضع استراتيجية شاملة سياسية وأمنية وخدمية ومجتمعية، ولا سيما في المناطق المحررة»، داعياً الحكومة العراقية ومجلس النواب إلى «اتخاذ هذه المناسبة وثبة صوب مشوار إعمار المدن المحررة ومدن المحررين ونقطة انطلاق لتحقيق ثورة تنموية وخدمية كبرى في البلاد».

أقرأ أيضًا : 

مستوطنون يقتحمون مقبرة شهداء الجيش العراقي جنوب جنين

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس، عن انتهاء الصفحة الأولى من عملية إرادة النصر. وذكر نائب قائد العمليات، الفريق قوات خاصة الركن، عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان له، أن «القطاعات العسكرية المشاركة في العملية من جيش وشرطة و(حشد شعبي) و(حشد عشائري) تمكنت من تحقيق الأهداف المرسومة لها»، مبيناً أنه «تم تفتيش وتطهير المناطق الواقعة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار باتجاه الحدود الدولية العراقية السورية بمساحة 270 كيلومتراً مربعاً، وخلال عمليات التطهير تم تدمير بقايا قدرات للعدو».

وأضاف يار الله، أن «القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي نفذت إسناداً مباشراً لعملية إرادة النصر، وذلك بواقع 4 طلعات للقوة الجوية العراقية، و37 طلعة لطيران الجيش، و77 طلعة لطيران التحالف الدولي». 

وأشار يار الله أن «القوات المشتركة المسلحة مستمرة بجميع تشكيلاتها، والصنف الساندة لها، في تنفيذ العمليات الأمنية لتحقيق الأمن وحماية مصالح المواطنين والقضاء على بقايا الإرهاب». إلى ذلك، عثرت قوة من «الحشد الشعبي» مسنودة بقوات أمنية عراقية على ما يسمى بـ«المحكمة الشرعية» في ولاية الجزيرة التي كانت يستخدمها عناصر «داعش» الإرهابي. وقال «الحشد» في بيان له إن «قوة تابعة لتشكيلاته مسنودة بالقوات الأمنية ضمن عمليات إرادة النصر، تمكنت من العثور على ما يسمى بالمحكمة الشرعية في ولاية الجزيرة، ضمن حدود محافظة الأنبار».

وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي نايف الشمري عن قيام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإصدار قرارات تخص عملية إرادة النصر. وأضاف الشمري، في مؤتمر صحافي، عقد أمس (الخميس) في مبنى البرلمان، أن «لجنة الأمن والدفاع البرلمانية كان لها لقاء مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تمّ خلاله التطرق إلى عملية إرادة النصر في الجزيرة، وضرورة تعزيزها، وضرورة أن تكون هناك قطعات كافية لمسك الأرض وضرورة تشكيل لواء الجزيرة لمسك الأرض للمناطق النائية»، مبيناً أن «عبد المهدي وعد بمتابعة الوضع وإصدار قرارات مهمة بهذا الشأن».

وتابع الشمري أنه «تم التطرق أيضاً، إلى ضرورة مسك الحدود العراقية - السورية، بلواءين من الحدود»، لافتاً إلى أن «عبد المهدي سيتخذ قراراً بمسك الحدود بلواءين من قوات الحدود؛ خصوصاً أن المعلومات المتوفرة لدينا أن قسماً من عناصر (داعش) استطاع الهروب من أرض المعركة إلى الجانب السوري، ونحن نريد مسك الحدود بقبضة حديدية».

وأكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر اللافت للنظر في عملية إرادة النصر أنها يشترك فيها 3 قيادات عمليات في آن واحد، مع جهد استخباري ومعلومات استخبارية، وبالتالي فإن مثل هذه العملية لن تؤتي أكلها ما لم تكن عملية استثنائية، بمعنى دورية موسمية فصلية، لأن تنظيم (داعش) يعيش بطريقة أميبيّة، بمعنى أنه كلما شطرته وقسمته إلى قسمين فإن هذا النصف يعيش، وهذا يعيش نظراً لقدرته على العيش في أماكن مختلفة». وأوضح أبو رغيف أنه «من المتعذر التأكيد على أن هذه العملية قاصمة له حيث إنه يمرض، لكنه لا يموت، لذلك من المستحسن بمكان أن تكون هذه العمليات دورية». وتابع أن «التنظيم كلما تعرض لعملية، دون أن تكون مستمرة، فإنها بمثابة تقوية له كما لو كانت جرعة منشطة، ما لم يستمر الطرق المستمر عليه دون هوادة».

على صعيد آخر، ذكر بيان لهيئة المنافذ الحدودية في العراق، أمس (الخميس)، أنه تم تسليم الجانب الإيراني رفات 44 ممن قتلوا في الحرب العراقية - الإيرانية (1988 - 1980) في منفذ الشلامجة الحدودي بين البلدين.

وقال البيان: «تم تبادل رفات الحرب العراقية الإيرانية، بإشراف مديرية تسلم وتسليم الشهداء في مديرية حقوق الإنسان التابعة لوزارة الدفاع العراقية، وبحضور اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأشار إلى أنه جرى تسليم رفات 44، منها 21 معلومة الهوية، و23 مجهولة الهوية، تم العثور عليها بعمليات حفر مشتركة بين الجانبين في محافظتي البصرة وميسان.

قد يهمك أيضًا :

 داعش يفقد السيطرة على معبر القائم بعد فراره من الجيش العراقي

  بغداد وأربيل تتفقان على إدارة المناطق المتنازع عليها بشكل مشترك