القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
طلبت الولايات المتحدة الأميركية من رعاياها الموجودين في الأراضي الفلسطينية مغادرتها خشية من تجدد القتال في قطاع غزة.
كما شمل الطالب الأميركي عدم سفر مواطنيها للضفة الغربية وقطاع غزة بعد تزايد المؤشرات على إمكان عودة فصائل المقاومة الفلسطينية للقتال في ظل مواصلة إسرائيل التنكر لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار على غزة الذي نص على استئناف المفاوضات بشأن القضايا العالقة منذ لحظة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وعدم حدوث أي تقدم في قطاع غزة بشأن رفع الحصار الإسرائيلي المفروض عليه أو فتح المعابر.
وتشكو الأوساط الفلسطينية في قطاع غزة أن إسرائيل لم ترفع الحصار ولم تفتح المعابر ولم تزد من كمية البضائع التي يسمح بدخولها للقطاع، ما فاقم من صعوبة الأوضاع الحياتية في القطاع جراء ما طاله من دمار إسرائيلي خلال العدوان الذي استهدف البشر والحجر.
كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر 51 يومًا، قد أسفر عن استشهاد 2140 فلسطينيًا معظمهم من المدنيين، فيما قتل في الجانب الاسرائيلي 67 جنديًا وستة مدنيين، وذلك قبل أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 26 من شهر أغسطس/ آب الماضي، على أن تسمح إسرائيل بدخول احتياجات قطاع غزة من خلال فتح المعابر، وهو الأمر الذي مازال حبرًا على ورق ولم ينفذ على أرض الواقع.
وفي ظل تنكر إسرائيل لما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار وخاصة رفع الحصار وفتح المعابر قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تساحي هنغبي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإذاعة الجيش الاسرائيلي، اليوم الخميس، إن حركة حماس ستستأنف القتال في حال تأكدت في الأسابيع المقبلة أنها لم تحقق "أي نجاح سياسي" لها في محادثات القاهرة المرتقبة.
وبحسب هنغبي فإن "حماس ستنتظر استئناف المفاوضات في القاهرة بالإضافة إلى مؤتمر المانحين لإعادة إعمار القطاع، والمقرر عقده في منتصف 12 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ولكنها قد تعاود القتال إذا وجدت أنها لن تستطيع تحقيق أي نجاح سياسي".
كان الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي قد أعلنا وقفًا لإطلاق النار في 26 أغسطس/ آب الماضي تطبيقًا لمبادرة مصر التي ترعى هذه المفاوضات، وهي المبادرة التي تتضمن استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين خلال شهر بعد إقرار وقف إطلاق النار.
وعن المطلب الفلسطيني ببناء ميناء ومطار قال هنغبي "من أجل ميناء ومطار من الضروري أن يتوقف قطاع غزة عن كونه مملكة إرهابية ويصبح كيانًا سياسيًا معقولاً وطبيعيًا"، مؤكدًا ـ فيما يتعلق باستيراد مواد البناء لإعادة إعمار القطاع الذي تعرض لدمار كبير بفعل الغارات والقصف الإسرائيلي ـ أنه "سيتم فحص كل ما سيدخل قطاع غزة من خرسانة وأسمنت للتأكد من استخدامه بحكمة".
كانت حماس قد سيطرت على غزة عام 2007، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تفرض حصارًا على القطاع ومنعت دخول الأسمنت والرمل والحديد إلى القطاع خشية أن يُستخدم في بناء أنفاق تنطلق منها هجمات ضد إسرائيل.