عملية "عاصفة الحزم"

أثارت عملية "عاصفة الحزم" التي أطلقتها المملكة العربية السعودية للدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن ولمواجهة التمدد "الحوثي"، ليل الأربعاء، ردود فعل عربية وعالمية مؤيدة ومتحفظة بداية من دول الشرق الأوسط وصولًا إلى باكستان التي كشفت عن نيتها المشاركة.

وأعلن البيت الأبيض أنَّ الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري للقوات السعودية في هجماتها ضد "الحوثيين"، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر عن رجل أعمال سعودي أن أكثر من 150 ألف جندي استعدوا لهجوم بري، مع مصر وباكستان والأردن والسودان، وتلك الدول كانت على استعداد أيضًا للمشاركة.

وفي علامة على اتساع نطاق التدخل الأميركي للرئيس باراك أوباما، أفاد مسؤولون في واشنطن بأن الولايات المتحدة تؤسس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الضربات الجوية ضد "الحوثيين" الذين يسعون للإطاحة بالحكومة اليمنية.

كما قادت مصر تحركات مكثفة مع الدول العربية قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب، الخميس، في إطار التحضير للقمة العربية التي تعقد السبت المقبل برئاسة مصر في مدينة شرم الشيخ.

وأعلن وزير الخارجية سامح شكري، مشاركة مصر بسفن حربية وقوات جوية وقوات برية إذا لزم الأمر، وبذل الوزير المصري جهودًا لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية حول ما حدث في اليمن، نظرًا لدورها الإقليمي والمحوري في المنطقة والتي تعتبر العمود الفقري للمنطقة العربية.

وشدد على أنَّ الواجب يحتم على مصر أن تعمل على تلبية طلب الرئيس اليمني الشرعي هادي منصور بوقف انقلاب المتآمرين على الشرعية اليمنية بمساندة الخارجين والمتواجدين في الداخل.

وأكدت مصر تأييدها للضربات العسكرية التي جاءت في وقت مفاجئ ومتأخر بعد نفي مصر والسعودية الدخول عسكريًا حتى تم القضاء على مخطط الحوثيين بالسيطرة على عدن إذ سابقت الدول الزمن لتوجيه الضربة في موعد حاسم.

 وخلال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية صدر الخميس، أعلنت من خلاله المملكة تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية وتأييدها في الحفاظ على الشرعية في اليمن والدفاع عن المملكة العربية السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أراضيها أو يمس من قريب أو بعيد الحرم الشريف.

وشدد وزير الشؤون الخارجية المغربي في مداخلته خلال اللقاء التشاوري الذي سبق الاجتماع على أنَّ هذه القمة العربية تشكّل لحظة مفصلية في تشكل الوعي والتضامن العربي المشترك في مواجهة أخطار التطرف والفوضى التي تعم الوطن العربي، مع تأكيده على أنه لا ينبغي نسيان الوضع الخطير الذي تجتازه القضية الفلسطينية والقدس الشريف في ظل تهديدات واستفزازات اليمن "الإسرائيلي".

وأضاف أنَّ الوضع في ليبيا يفرض أيضًا موقفًا عربيًا موحدًا لدعم نجاح المفاوضات الجارية في المغرب بين الفرقاء الليبيين من أجل إنهاء الاقتتال وصد التطرف في ليبيا في أفق التوصل إلى حل سياسي متوافق حوله الليبيين.

كما جدد مزوار التأكيد على الدعم المغربي للسعودية في درء مخاطر الوضع في اليمن ودعم الشرعية بها، وحماية سيادتها ووحدتها واستقرارها.

وأعلنت القيادة الفلسطينية الخميس، دعمها العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد "الحوثيين" في اليمين.

وأعربت الرئاسة الفلسطينية، عن دعمها قرار السعودية ومجلس التعاون الخليجي والدول العربية المشاركة في عمليات القصف الجوي الرامية إلى الحفاظ على وحدة اليمن، ودعم الرئيس اليمني عبد الهادي المنصور بوصفه الرئيس الشرعي لليمين.

وأكدت الرئاسة أهمية الاستجابة لدعوة الحوار التي نادى بها مجلس التعاون الخليجي في الرياض والتمسك بالحوار سبيلًا لتحقيق مصالح الشعب اليمني واستعادة أمنه واستقراره ووحدة ترابه الوطني.

وأكد وزير خارجية الجزائر رمضان العمامرة في تصريح خاص، أنَّ بلاده لن تشارك في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد معاقل "الحوثيين" في اليمن، قائلًا "إنَّ الجزائر لديها موقف سياسي وهو أنَّ جيشها يحارب داخل أراضيها فقط، موضحًا "نعتقد أنَّ الجزائر تغلبت على التطرف في إطار ترابها الوطني".

وأعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري رفض بلاده الضربة العسكرية التي حدثت في اليمن من قبل تحالف دعم الشرعية اليمنية.

وأكد الجعفري في تصريحات للصحافيين أمس، أنَّه مع الجهود العربية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، موضحًا "نؤكد أنَّ استخدام السلاح خارج كل دولة سيضع كل دولة من البلدان على مرحلة جديدة وعسكرة الخلافات السياسية، ونحن مع الجهود السياسية وأن تكون جهود بحجم القمة العربية تعمل على حل أزمة اليمن".

وشدَّد الوزير العراقي على أنَّ الحل السلمي هو الحل الوحيد؛ لأن التدخل العسكري يزيد الأمر تعقيدا ويؤدي إلى عسكرة الأمور ونحن من الشرعية والحلول السياسية، ونعتقد أن ما يحدث لا يحصى على الحلول السياسية".