صحيفة "هآرتس" العبرية

ادّعت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير صحافي لها، الخميس، أنّه "في قيادة حركة "حماس" يشتد أخيرًا الشرخ بين القيادة السياسية وقادة الذراع العسكري، وتتعلق الأزمة بجانبين موضع خلاف يتداخلان الواحد بالثاني، مكان المنظمة في ضوء الهزة في العالم العربي وبناءً على ذلك السياسة التي يتوجب عليها أن تتخذها في القطاع، في ضوء المواجهة الطويلة مع الاحتلال والتوتر بينها وبين مصر".

وأكد محلل الشؤون الفلسطينية في الصحيفة والمقرب من أجهزة الاستخبارات عاموس هاريئيل، أنّه "في جهاز أمن الاحتلال يعتقدون بأن الخلاف الداخلي يجعل من الصعب على المنظمة الوصول إلى اتفاقات مبدئية على وقف نار طويل المدى مع الاحتلال كما أن من شأنه في ظروف معينة، أن يشجع مبادرات هجومية ذاتية من الذراع العسكري، من دون تنسيق مع القيادة السياسية".

وأوضح هرئيل "قبل نحو ثلاثة أعوام بدأت "حماس" تنقطع بالتدريج عن علاقاتها بإيران وبسورية، على خلفية الحرب الأهلية السورية التي اصطدم فيها في البداية نظام الأسد بحركة "الاخوان" السنية، المرتبطة أيديولوجيًا بـ"حماس" وأجبر ذبح النظام السوري للمواطنين السنة، في إطار حربه ضد المعارضة، "حماس" على الخروج ببيان صحافي تنديدًا علنيًا للأسد وإخلاء مكتبها السياسي في دمشق".

وأحدثت هذه الخطوات بحسب الصحيفة "شرخًا علنيًا بين حماس وإيران التي تدعم نظام الأسد؛ ولكن الذراع العسكري للمنظمة في القطاع حافظ على اتصال مع إيران بمستوى أدنى وواصل الاستعانة بالحرس الثوري؛ لغرض تهريب السلاح إلى غزة، على الرغم من أنّ إيران نقلت معظم المساعدة إلى تنظيم "الجهاد الاسلامي" في القطاع".

وأضاف "بعد الحرب في صيف 2014 بذلت جهود لتحسين العلاقات بين غزة وطهران، ونشرت إيران مديحًا للجهود العسكرية لـ"حماس" ضد الاحتلال، واستضافت وفدًا من كبار رجالات المنظمة أما أخيرًا، وعلى خلفية المواجهة بين محور الدول السنية المعتدلة والثوار "الحوثيين"، المدعومين من إيران في اليمن، أثار مجددًا التوتر مع "حماس" أيضًا ونشر الذراع السياسي للمنظمة تصريح تأييد لموقف الدول السنية من اليمن، ويبدو الآن أن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل يتطلع إلى التقرب من السعوديين، بينما الذراع العسكري في القطاع يسعى إلى الحفاظ على علاقة وثيقة مع طهران".

وتواجه بحسب الصحيفة "تهريبات السلاح من إيران إلى القطاع مصاعب عدة، في ضوء الجهود الواسعة من جانب مصر والاحتلال لإحباطها، فمصر تدمر بمنهجية المنازل على مقربة من الحدود مع القطاع في رفح وأخيرًا تسعى إلى أن تثبت هناك منطقة فاصلة بعرض اثني كيلومتر على الأقل، ستدمر فيها المنازل تمامًا وإلى جانب ذلك، فإن أسلحة البحرية للاحتلال ومصر تعمل على إحباط التهريب البحري من سيناء".

وتتركز "المساعدة الإيرانية لـ"حماس" الآن في تحويلات مالية بعشرات ملايين الدولارات، إلى البنوك في القطاع ولما كانت تهريبات السلاح النظامي انخفضت على ما يبدو إلى حجم بالحد الأدنى، فإن الذراع العسكري لـ"حماس" يضطر إلى التركيز على إنتاج محلي للمواد المتفجرة والصواريخ وعليه، فإن المنظمة تجري على نحو دائم تجارب إطلاق للنار باتجاه البحر المتوسط، يشخصها الاحتلال بالرادارات".

وتابع "من أجل تثبيت منظومة إنتاج السلاح الذاتي لديها، تحاول "حماس" التهريب عبر معبر "كرم أبو سالم مواد تشترى من تجار اسرائيليين وتجار فلسطينيين في الضفة، وتخبأ في ارساليات مدنية، تبدو بريئة، في الشاحنات وهذه مواد ثنائية الاستخدام، للصناعة والزراعة وأيضًا لإنتاج السلاح"، وأردف "يبدو أنّه بهذه الطريقة نجحت "حماس" في أن تهرب كمية لا بأس بها من المواد إلى درجة أنّ جهاز أمن الاحتلال لاحظ الثغرة وفي الشهرين الأخيرين بدأ بإحباط منهاجي لتهريبات مشابهة".