رام الله – محمد حبيب
كشف عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية قيس عبد الكريم، اليوم السبت، أنَّ وفدًا من المنظمة سيتوجه إلى العاصمة السورية دمشق، الاثنين المقبل، لبحث الوضع في مخيم اليرموك المحاصر.
وكتب عبد الكريم في صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك": "الوفد سيكون برئاسة الدكتور زكريا الآغا، وبعضوية الأعضاء في اللجنة التنفيذية تيسير خالد، وأحمد مجدلاني، وماهر الطاهر، وصالح رأفت، وسينضم إليه في دمشق عدد من المسؤولين الفلسطينيين المقيمين هناك".
وكان مسؤول ملف مخيم اليرموك في المنظمة أحمد مجدلاني، قال: "وفدًا مكونًا من أربعة أعضاء من اللجنة التنفيذية للمنظمة سيزور سورية في وقت قريب لبحث ملف المخيم مع النظام السوري."
وأضاف مجدلاني: أنَّ الوفد سيبحث مع النظام السوري وضع الفلسطينيين في سورية عامة ومخيم اليرموك خاصة، وسبل تجنب الشعب الفلسطيني الصراع الدائر في البلاد".
من جهته، أكّد أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، أنَّ المنظمة تجري إتصالات عربية ودولية لإيجاد حل لمخيم اليرموك في سورية، وتجنيب المخيم الحل العسكري تفاديًا للدمار والخسائر البشرية التي قد تنجم عنه.
ونفى أبو يوسف، وجود إتصالات مع تنظيم "داعش"، لافتًا إلى أنَّ المنظمة تجري حوارات مع دول العالم من بينها روسيا والصين لإيجاد حل سياسي ينهي أزمة المخيم.
وأضاف أبو يوسف، في حديث صحافي أمس الجمعة، أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية عقدت اإتماعًا لبحث كيفية حماية الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وعدم زجهم في مزيد من الكوارث الإنسانية، أو في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
وصرّح بأنَّ قرارَا صدر بعد الاجتماع، أكّد تكثيف الاتصالات مع المجتمع الدولي لتحييد وضع مخيم اليرموك ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ورفض أي إمكانية لاقحام المخيمات في الصراع الجاري، والتأكيد على عدم وجود حل عسكري ينعكس سلبًا على تدمير المخيم ويكلف سكانه المزيد من الخسائر، وتشكيل وفد من اللجنة التنفيذية يتوجه إلى سورية لبحث سبل تجنيب سكان المخيم أي حل عسكري.
وأشار إلى أنَّ الحل الذي تؤكد عليه منظمة التحرير، أنَّ ينتهي القتال في مخيم اليرموك وأنَّ يعاد إلى سكانه من اللاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من العودة إليه.
وأعلن أبو يوسف، أنَّ هناك بوادر إيجابية للتوصل لحل سلمي وأنَّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يجمع 300 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين من سكان المخيم المتضررين، داخله والهاربين من جحيم القتال فيه.
وبيّن أنَّ الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، اقتطع يوم عمل من موظفي الدولة الفلسطينية تبرعًا لسكان المخيم المتضررين.
وأفاد أبو يوسف، بأنَّ تنظيم "داعش" ما زال يحتل الجزء الجنوبي من المخيم القريب من منطقة الحجر الأسود، فيما تحتل "جبهة النصرة" بقية الأطراف الشمالية، وأنَّ الاشتباكات ما زالت مستمرة داخل المخيم، لافتًا إلى أنَّ "الأكناف" يتبعون حركة "حماس" ولا صحة لانضمام بعضهم إلى "داعش" أو "النصرة".
ونوْه أنَّ وفدًا من منظمة التحرير سيصل العاصمة السورية دمشق، الاثنين المقبل، لبحث ملف أزمة مخيم اليرموك.
يشار إلى أنَّ مسلحو تنظيم "داعش" اقتحموا مخيم اليرموك، منذ الأول من نيسان/ ابريل الجاري، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين مسلحي تنظيم "كتائب أكناف بيت المقدس"، تسببت في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين.
بدورهم، أشار ناشطون محليون، إلى أنَّ الوضع الإنساني للمخيم سيء للغاية مع استمرار الاشتباكات، وحصار قوات النظام السوري للمخيم الذي تقطنه غالبية فلسطينية.
يذكر أنَّ قوات النظام السوري تحاصر مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.
ودخل الصراع في سورية عامه الخامس، إذ خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.