السفير عمرو أبو العطا

أكّد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير عمرو أبو العطا، الجمعة، في بيان مصر أمام جلسة مجلس الأمن، بشأن الوضع في الشرق الأوسط، أنّ استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية يوفر للفكر التكفيري المتطرف، ضمن عوامل أخرى، أرضية خصبة يعتاش عليها، وهو ما يزيد الأوضاع تعقيدًا، ويؤثر على عملية السلام، التي نأمل أن تعود لمسارها، لتنهي الاحتلال، وتقام الدولة الفلسطينية في سلام مع إسرائيل.

وأبرز السفير عمرو أبو العطا، أنَّ هناك توافقًا دوليًا واضحًا في شأن محددات الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية، تتمثل في ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووجوب إقامة دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة على كل أراضيها وفقًا لحدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، مع التوافق على وضعية القدس الشرقية كعاصمة لتلك الدولة، وضرورة التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين في إطار الشرعية الدولية.

وأوضح أنَّ "تلك التوافقات انعكست في مشروع القرار العربي، الذي قدم لمجلس الأمن أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، للبحث عن أفق زمني لإنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام، إلا أنه وللأسف فإن مشروع القرار العربي لم يلق الدعم الكافي في المجلس، ليعتمد كسائر مقررات الشرعية الدولية".

وشدّد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة على "وجوب توافر الإرادة الحقيقية لدى الأطراف الدولية للدفع نحو الحل النهائي، إذ أنّ بعض تلك الدول، على الرغم من مطالبتها لأطراف النزاع باتخاذ القرارات الصعبة، لم تمارس الضغوط على تلك الأطراف لحملها على تغيير مواقفها، أو كبحها عندما يتعلق الأمر بممارسات تضر بعملية السلام، وتهدد بنسف أسسها، كالاستيطان وحجب أموال الضرائب عن السلطة الفلسطينية".

وطالب بـ"ضرورة توافر الإرادة السياسية الجادة لدى أطراف النزاع، بعيدًا عن الاعتبارات  الانتخابية، أو الخلافات والمزايدات بين هذا الفصيل أو ذاك، إذ يتعين أن تسمو أطراف النزاع على تلك الاعتبارات، وألا تعيرها ما يطغى على  مصالح شعوبها".

وأشار إلى أنّه "لا يخالج مصر أي شك أن الشعب الإسرائيلي يتطلع للسلام ويحتاجه بقدر ما يصبو إليه الفلسطينيون، وسائر الشعوب العربية"، مؤكّدًا أنّ "مبادرة السلام العربية المطروحة منذ 2002 هي رسالة سلام ممتدة من العرب للشعب الإسرائيلي، فهل من مجيب".

ولفت السفير عمرو أبو العطا إلى أنّ "استمرار المجتمع الدولي في التعامل مع إدارة النزاع العربي الإسرائيلي دون السعي الحقيقي لحله أمر لم يعد ممكنًا استمراره، إذ تكفي نظرة على تواتر المواجهات، والأعمال العسكرية في غزة، لإدراك أنَّ الوضع الراهن غير قابل للاستدامة، ومرشح للانفجار مجددًا"، مبرزًا أنَّ "الحل النهائي للنزاع بات حتميًا أكثر من أي وقت مضى، لذا على مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين".

وبيّن مندوب مصر الدائم أنَّ "الشعب السوري يعاني من ويلات أزمة تدخل عامها الخامس، دون بوادر للتسوية". مستذكرًا محددات التسوية، المتمثلة في ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأهمية تلبية المطالب المشروعة للشعب السوري في الإصلاح والتغيير، وضرورة القضاء على الإرهاب في سورية".

وأعرب عن "دعم مصر الكامل لجهود مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، وأملها في أن تؤدي إلى إطلاق مسار سياسي يجمع أطراف النزاع لتسوية الأزمة"، كما حيّا جهود روسيا لدفع الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية.

وجدّد التزام مصر بجمع أطراف المعارضة السورية المعنية كافة في القاهرة، بغية توحيد رؤاها، بما ييسر حل ذلك النزاع الدامي، وذلك استثمارًا لعلاقاتها الجيدة مع الأطراف السورية، دون أيّ انحيازات سوى لمصالح الشعب السوري وأمنه واستقراره.