معبر رفح البري

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة عدم وجود ردود إيجابية بشأن الاتصالات مع الجانب المصري فيما يخص فتح معبر رفح البري، موضحة أنَّ "الجانب المصري يشترط لفتح معبر رفح استتباب الأمن في المناطق الشمالية "سيناء"، مشيرة إلى أنَّ اتصالات فلسطينية من أكثر من جانب جارية للعمل على فتح المعبر في أسرع وقت ممكن".

وكان الجانب المصري أعلن إغلاقه معبر رفح في الـ25 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حتى إشعار آخر؛ بسبب الحادث الأمني الذي أودى بحياة أكثر من 30 جنديًا مصريًا شمال سيناء.

من جهته، أكد السفير الفلسطيني لدى مصر جمال الشوبكي، أنَّه لا جديد بشأن فتح معبر رفح حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى أنَّ الجهات المعنية أبلغتهم بأنَّ المعبر سيفتح فور انتهاء العمليات العسكرية في سيناء.

وأضاف الشوبكي في تصريح صحافي مساء السبت، أنَّ الجهات أبلغتهم بأنَّ قرار فتح معبر رفح بيد الجيش وليس بيد الجهات السياسية، وهو مرهون بانتهاء العمليات العسكرية في سيناء، موضحًا أنَّ الجهات المعنية تتوقع انتهاء هذه العمليات في فترة قصيرة، لكن الأمر معقد وصعب.

وبيّن أنَّ السفارة مستمرة في اتصالاتها مع جميع الجهات للتخفيف من المعاناة والسماح بعبور العالقين على الأقل، قائلًا "إنَّ هناك اتصالات فلسطينية مصرية على أعلى المستويات لإدخال العالقين على الجانب المصري من معبر رفح، وذلك إثر إغلاق المعبر المفاجئ عقب العمليات التي شهدتها سيناء بحق الجنود المصريين".

وتابع الشوبكي أنَّه أجرى اتصالًا بوزير الخارجية المصري سامح شكري، بناءً على تكليف من الرئيس محمود عباس لفتح المعبر لإدخال العائلات والأسر الفلسطينية العالقة، مشيرًا إلى أنَّ الجانب المصري وعد بفتح المعبر بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في سيناء.

وأوضح أنَّ هذه المشكلة بدأت تتفاقم خصوصًا وأنَّ العائلات العالقة في مصر أصبحت غير قادرة على تدبير مصاريف الإقامة، وهناك عدد من جرحى العدوان كانوا في ألمانيا للعلاج لم يتمكنوا من العودة إلى القطاع، بالإضافة إلى أنَّ هناك عددًا كبيرًا موجودًا حاليًا في المطارات الدولية ينتظر فتح معبر رفح ليتمكن من مغادرة الدولة الموجود فيها.

وأشار الشوبكي إلى أنَّ الاتصالات جارية الآن، عن آلية لفتح المعبر لمدة يوم واحد في الأسبوع ليتمكن العالقون من العودة في قافلة واحدة تكون باتجاه معبر رفح لإدخالهم القطاع.

وما زالت العمليات العسكرية مستمرة في محافظة سيناء للأسبوع الثاني على التوالي، بعد تفجيرات استهدفت جنودا من الجيش المصري بحسب روايته، وقد أعلنت مصادر فلسطينية عن وجود محادثات تجريها وزارة الخارجية مع جهات سياسية في مصر لإدخال العالقين على الأقل، لكنها لم تسفر عن شيء لهذه اللحظة.

وكانت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية في غزة أعلنت رفضها لمقترح السفارة الفلسطينية في القاهرة لفتح معبر رفح ليوم واحد في الأسبوع للسماح بعودة العالقين إلى قطاع غزة، معتبرة أنَّ ذلك يزيد من معاناتهم، مطالبة بفتح المعبر بشكل كامل دون شروط.

وأكد رئيس الهيئة ماهر أبو صبحة في وقتٍ سابق، رفض تبني ودعم مقترح السفارة الفلسطينية في القاهرة، معتبرًا أنَّ ذلك "يفاقم معاناة العالقين والمحتاجين للسفر، ويرسخ لزيادة عذابات المواطنين"

وأشار أبو صبحة إلى تفاقم الأوضاع الصعبة للعالقين الفلسطينيين في القاهرة، الذين تقطعت بهم السبل بعد نفاد أموالهم، والعالقين في دول شتى، ولا يتمكنون من العودة إلى ديارهم، مؤكدًا على حق المواطن في قطاع غزة في حرية التنقل والسفر، وهذا حق كفلته كل القوانين والأعراف الدولية.

وطالب السلطات المصرية بسرعة إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وعلى مدى الساعة، وإنهاء معاناة آلاف الفلسطينيين العالقين من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات.