القاهرة ـ حاتم الشيخ / أكرم علي
افتتح مجلس الأمن الدولي جلسته الخاصة بمناقشة الأوضاع في ليبيا، الأربعاء، بكلمة لمبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون، استهلها بتقديم التعازي لأسر الضحايا الأقباط الذين ذبحوا على يد تنظيم "داعش" في ليبيا.
وعبَّر ليون عن استيائه لبربرية تلك الأعمال الهمجية التي يعاني منها المدنيون في ليبيا لا سيما في بنغازي المحاصرة، مضيفًا أنَّ "ليبيا ما بعد الثورة أضحت أرضًا خصبة لعمل المتطرفين"، مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية معقدة، وساهمت العديد من العوامل في انهيار الدولة ومؤسساتها.
وشدد على ضرورة إخراج ليبيا من الضياع الذي يغذي التطرف والعنف والدمار، على حد قوله.
وأضاف "علينا مواجهة قوى التطرف بالتعاون الإقليمي والدولي." ولفت إلى وجود بصيص أمل في إخراج البلاد من هذا الوضع الخطير. بحسب تعبيره.
وألقى وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، كلمة استنكر فيها الجريمة التي اقترفت في حق 21 مواطنًاً مصريًا، مؤكدًا أنَّ التطرف يشكل ظاهرة خطيرة تهدد الدول وأمنها.
وأبرز الدايري أنَّ ليبيا في حاجة إلى مساعدة دولية لبناء جيشها، لافتا إلى أنه لم يعد هناك أي مجال لغض الطرف عن العمليات المتطرفة في ليبيا.
وتابع أنّ تنظيم "داعش" ومقاتلي المجموعات المسلحة يعملون على تحويل ليبيا إلى مركز للعمليات التخريبية في المنطقة العربية كلها.
واتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري، الجماعات المتشددة بدعم وتمويل عمليات الاختطاف والاغتيال واستهداف المؤسسات العسكرية في ليبيا، مشيرًا إلى أن ذلك جاء بعد فشل التيار المتشدد في الفوز في الانتخابات.
وعبَّر شكري، خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة في نيويورك، عن تقديره لموقف الدول المتضامنة مع مصر، مضيفًا "العزاء وحده لا يكفي، بعد ذبح 21 مصريًا في مدينة سرت الليبية".
وأكّد الوزير المصري أنَّ "المستفيد من تلك العملية هم من يريدون إسقاط ليبيا، وسبق أن حذرت القاهرة عبر اتصالات مكثفة من تردي الأوضاع واستهداف الآمنين".
وبيَّن أنَّ "قانون العزل السياسي في ليبيا أقصى غالبية الشعب طمعا"، معتبرًا أنه على الرغم من حوادث اقتحام وحرق السفارات، واغتيال السفير الأميركي واختطاف الدبلوماسيين المصريين، لم يتحرك المجتمع الدولي للحفاظ على أمن الشعب الليبي ودول الجوار.
وأبرز أن جماعات التطرف دمرت البنية التحية الليبية، للسيطرة على البلاد، وتابع قوله "نحن أمام لحظة تاريخية والخطر يهدد البشرية كلها، والمجتمع الدولي عليه مسؤولية أمام العالم كله".
وطالب شكري برفع القيود القانونية علي حصول الحكومة الشرعية والجيش الليبي لمواجهة التطرف، إلى جانب تفعيل الإجراءات العملية للحيلولة دون وصول السلاح إلى المجموعات التخريبية، وكذلك حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.
وأعرب عن أمله في أن يستجيب مجلس الأمن لمطلب جامعة الدول العربية، بشأن تسليح الجيش الليبي ومساعدة الحكومة بالأسلحة اللازمة.
وشدد على أن مصر تدعم مجلس الأمن وتقدر دوره في إدارة الأزمة الليبية، من أجل تشكيل حكومة توافقية، وتابع "لا يجوز التعامل مع جماعات مثل (داعش) إلا بالقوة العسكرية".
وأكَّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن "محاربة التطرف قد تستغرق وقتا طويلا، وحذرنا المجتمع الدولي من العنف وجذوره"، لافتًا أنَّ المواجهة ليست عسكرية فقط، وأنه من الضروري مواجهة الدور الإعلامي للتنظيمات الدموية وتصحيح الأفكار التخريبية.
وحذر من خطط تنظيم "داعش" الذي يحاول استقطاب الشباب وتجنيدهم للقتال في سورية والعراق وغيرها من البلدان.
وندد مندوب إيطاليا لدى مجلس الأمن الدولي بمقتل المصريين في ليبيا، موضحًا أن بلاده تدعم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فضلا عن دعم جهود المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب من العمليات التخريبية. وأعلن عن استعداد بلاده لتقديم الدعم الطبي للشعب الليبي.