مئات القتلى والجرحى في تفجيرات متزامنة

أعل ن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن العمليات الانتحارية التي استهدفت دور عبادة في العاصمة اليمنية ومحافظة صعدة شمال البلاد المعقل الرئيسي لجماعة "الحوثي" أثناء أداء صلاة الجمعة، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى والجرحى إلى 540 في حصيلة مرشحة للارتفاع. وأكدت مصادر طبية في تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم"، أنَّ عدد القتلى والجرحى في صفوف مصلين استهدفتهم تفجيرات متزامنة نفذها انتحاريون ارتفع إلى 140 قتيلًا و400 جريح بينهم أطفال .

وأضافت المصادر أنَّ "عدد القتلى مرشح للارتفاع، لاسيما أنَّ هناك حالات حرجة بين الجرحى الذين تم توزيعهم على مستشفيات "الكويت" و"المؤيد" و"الثورة" و"الشرطة" و"العسكري"، ولا تزال تلك المستشفيات توجه نداء إلى المواطنين للتبرع بالدم للمصابين".

وكانت سلسلة انفجارات انتحارية متزامنة استهدفت جموع من المواطنين أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجدي "الحشوش"، و"بدر" في حي الصافية.

وتبنى تنظيم "داعش"، في بيان له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الهجومين الانتحاريين على مسجدين في اليمن، الجمعة، مؤكدًا أنَّه قتل أكثر من 120 شخصًا في التفجيرين اللذين وقعا في العاصمة صنعاء، والذين استهدفا مسجدي بدر والحشوش.

وأثارت التفجيرات الانتحارية في صنعاء، ردود فعل واسعة من مختلف الأطراف السياسية في اليمن، حيث دان حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الحادثة إلى جانب حزب "الإصلاح والرشاد" السلفي ومكونات وتنظيمات سياسية أخرى.

واستنكر "المؤتمر الشعبي" وأحزاب "التحالف الوطني"، بشدة التفجيرات التي استهدفت مسجدي بدر والحشوش في العاصمة صنعاء، والتفجير الذي وقع في محافظة صعدة، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

واعتبر "المؤتمر الشعبي" العام كبرى الأحزاب السياسية اليمنية وأحزاب "التحالف الوطني" في بيان لهم، هذه التفجيرات جريمة متطرفة "شنيعة تعكس ثقافة دخيلة على المجتمع اليمني الذي عرف بسلمه وتسامحه وتعايشه بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف".

وأضاف البيان "تجسد هذه التفجيرات مدى ما وصلت إليه العناصر المتشددة التي تخطط وتنفذ هذه الأعمال من حقد على المجتمع وأبنائه وأمنهم واستقرارهم بحيث لم تعد تلك العناصر تعيش إلا من خلال مناظر الدماء وأشلاء الضحايا الأبرياء واستهداف بيوت الله ومساجده أثناء الصلاة في مشهد يؤكد مدى الإجرام الذي يمارسه هؤلاء المتطرفون دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق".

وشدَّد على أنَّ "هذه الأعمال المتطرفة لا صلة لها بالدين الإسلامي وقيمه في التعايش والتسامح، بل هي جرائم تندرج في إطار تشويه الإسلام وتسعى إلى خلق فتن مذهبية وطائفية مقيتة لم يعرفها شعبنا اليمني على مدى تاريخه".

وحذَّر  من "مخاطر ثقافة التطرف والعنف والغلو والتكفير ومن يقف وراءها من القوى التي تدعمها سياسيًا وإعلاميًا وتساندها بنشر ثقافة الحقد والكراهية على أمن واستقرار ووحدة اليمن، وهم يحذرون اليوم من سعي تلك القوى إلى جر البلاد إلى سيناريوهات مشابهة لما يجرى في بعض البلدان الشقيقة كسورية والعراق وليبيا من حروب مدمرة تأكل الأخضر واليابس".

وجدَّد المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه دعوتهم إلى خلق اصطفاف وطني واسع لمواجهة ثقافة التطرف فكرًا وسلوكًا وممارسة عبر استراتيجية وطنية يشارك الجميع في صياغتها وتنفيذها على أرض الواقع.

وحمَّل "المؤتمر" وحلفاؤه الأجهزة الأمنية، مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع من انفلات أمني، مطالبين تلك الأجهزة بكشف من يقفون وراء هذه الأعمال المتشددة وضبطهم وتقديمهم إلى العدالة واتخاذ الإجراءات التي من شأنها حماية أمن واستقرار المجتمع.

 ودعا البيان كل القوى السياسية إلى استشعار مخاطر ما يجري في اليمن من استهداف للأمن والاستقرار وإدخاله في دوامة العنف ما يجعل الجميع أمام مسؤولية تاريخية تفرض عليهم سرعة استكمال الحوار الجاري برعاية أممية والتوصل إلى اتفاق وطني ينهي الأزمة القائمة ويهيئ لإعادة الدولة وأجهزتها لممارسة مهامها.

وأعرب "المؤتمر الشعبي" وأحزاب "التحالف الوطني" عن تعازيهم الحارة لأسر الشهداء الذين سقطوا في هذه التفجيرات المتطرفة، سائلين المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل.