إحصاءات إسرائيلية بشأن تفاقم الفقر

تفاقم مستوى الفقر في إسرائيل بشكل خطير، حيث بات يذهب حوالي 35 % من الأطفال الإسرائيليين للنوم وهم جوعى وفق ما أظهرته إحصاءات إسرائيلية رسمية الأثنين.

ويشير تقرير نشرته جمعية "لاتيت" الإسرائيلية، المعنية بشؤون الرفاه الاجتماعي والفقر في إسرائيل، إلى أنّ مشكلة الفقر في إسرائيل أخذت تتفاقم حيث ازدادت الصعوبات التي تعترض سبيل الخروج منه.

وجاء في تقرير "الفقر البديل"، المبني على معايير حددتها جمعية "لاتيت"، في مجالات السكن والتعليم والصحة والأمن الغذائي وغلاء المعيشة، أنّ هناك في إسرائيل أكثر من 2.54 مليون فقير – أي ثلث الإسرائيليين - منهم 930 ألف طفل "35% من الأطفال"، والكثير من هؤلاء الأطفال يخلدون إلى النوم وهم جوعى.

وعكس التقرير الذي نشر صباح الأثنين، صورة أصعب بكثير من تلك التي تظهر من تقرير الفقر الذي تصدره "مؤسسة التأمين الوطني" التابعة للحكومة، الذي جاء فيه أن 1.6 مليون إنسان في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر، بينهم 750 طفلًا.

وأشار التقرير إلى أن فئتي المسنين والأطفال هما الأكثر عرضة للفقر في البلاد، منوهًا إلى أن نسبة المسنين المضطرين إلى التخلي عن الأدوية والعلاجات الطبية بسبب الفقر قد ازدادت خلال العام الماضي بـ14%. وقد فكر الكثير من بينهم على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية التي يعانون منها. وأفاد 41% من الإسرائيليين أنهم يعانون من ضائقة اقتصادية.

وربطت الجمعية بين نسبة الفقر المتزايدة وبين سياسة إسرائيل الحربية، حيث ذكرت أنّ "الانتخابات القريبة هي فرصة، ربما تكون الأخيرة، للحسم فيما إذا كان يتعين شراء دبابة أخرى أو إنقاذ طفل من حياة الفقر، وإذا كان علينا الاهتمام بمستقبل المجتمع الإسرائيلي أو حراسة حدود الدولة فقط".

وأضافت الجمعية، أن "انعدام القدرة على الحكم وانعدام الاستقرار السياسي أديا إلى وضع تغيرت فيه أربع حكومات خلال ثمان سنوات، ورغم الوعود والتعهدات من جانب ثلاثة وزراء رفّاه اجتماعي، فإنه حتى اليوم لم يصل ولو شيكل واحد من ميزانية الدولة إلى المبادرة الوطنية من أجل الأمن الغذائي".

وبينت الجمعية وجود 60 ألف عائلة تعيش على المعونات الغذائية في إسرائيل من قبل جمعيات ناشطة، بالرغم من أن 50% من بينهم يعملون. وأوضح التقرير أن 24% من العائلات التي يعمل فيها الزوجان تعيش تحت خط الفقر.

وبالرغم من هذه المعونات، فإنّ 25% من الأطفال في هذه العائلات "ينامون على لحم بطونهم"، عدة مرات كل شهر، و22% من الأولاد في هذه العائلات لا يأخذون الشطائر معهم إلى مدارسهم، وثلثهم اضطروا للدراسة في مدارس داخلية لتضمن لهم عائلاتهم لقمة الخبز، عدا أن 27% من هؤلاء الأطفال الذين اضطروا إلى ترك مقاعد الدراسة بسبب الوضع الاقتصادي، حيث التحق 36% من بينهم إلى سوق العمل لتأمين الغذاء لعائلاتهم – ما يشكل ارتفاعًا بنسبة 45% عن العام 2013.

وأردف التقرير أنّ 10% من العائلات التي تحصل على معونات غذائية اضطروا إلى المبيت في نزل عام أو في الشارع، و54% من هذه العائلات تم قطع التيار الكهربائي عن بيوتهم بسبب عدم تسديد فاتورة الكهرباء، و63% لم يتمكنوا عدة مرات من تسديد إيجار الشقة، و36% عبروا عن تخوفهم من اضطرارهم لإخلاء مكان سكناهم.

وقالت 72% من هذه العائلات إنها اضطرت التنازل عن شراء دواء، نصفها عدة مرات خلال العام. وأضاف 94% من المسنين أن مخصصات الشيخوخة لا تسمح لهم بالعيش بكرامة، و56% منهم يعانون من نقص في الوجبات التي تمنحهم تغذية جيدة.