غزة – محمد حبيب
أعلن أمين سر الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في غزة إبراهيم أبو النجا، أنَّ ملف المصالحة الفلسطينية متوقف ولم يتحرك منذ أن وقعت التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات في الحركة في قطاع غزة ولم يعقبها أي تحسن.
وأوضح أبو النجا في تصريح صحافي له الجمعة، أنَّ هناك اجتهادات يجريها بعض القادة من الفصائل فلسطينية من أجل تهدئة الأجواء بين حركتي "فتح وحماس"، مضيفا "فتح من حيث المبدأ لن تكون إلا مع المصالحة لكن المصالحة بحاجة لنوايا صادقة وإجراءات عملية والقضية ليست مجرد حديث وتمنيات".
وأضاف "طريق المصالحة معروف وكان لابد أن تتبع كل الخطوات التي تم الاتفاق عليها في ملف المصالحة، شعبنا أصبح قلقًا لأنه لا يوجد شيء على الأرض، فالإعمار متوقف والحكومة لم تأخذ دورها والمؤسسات متفردة والحصار مازال قائمًا والمعابر مازالت مغلقة ولم يحدث أي تحسن ولم يلمس شعبنا أي تغيير وهو صاحب المصلحة الحقيقية في المصالحة".
وشدَّد أبو النجا على ضرورة وجود رؤية حقيقية من كل المعنيين لتحرك المصالحة وألا تكون الأمور جامدة، مستدركًا "لكن للأسف كثير من الإجراءات على الأرض غير مساعدة"، وتابع "إنْ لم يكن القادة حريصين على مصلحة الشعب وإنْ لم يخرجوه من أزمته التي يعيشها فإن الأمور للأسف ستكون صعبه".
ومن جهته رد القيادي في حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل على اتهامات رئيس وفد المصالحة عن "فتح" عزام الأحمد بالقول "إنّ حركة فتح والسلطة تتهربان من استحقاقات المصالحة الفلسطينية وليست حركة حماس وذلك بعدم مطالبة حكومة الوفاق باستلام الأمور في قطاع غزة".
وأضاف البردويل في تصريح صحافي مساء الخميس، "الأحمد لا يستطيع أن يقول الحقيقة والتي تقول إنَّ الرئيس عباس لم يعطي الأوامر لحكومة الوفاق الوطني للعمل في قطاع غزة واستلام أمنها"، مؤكداً أنَّ "حماس" على جهوزية تامة للتعامل مع حكومة الوفاق وتسليمها زمام الأمور.
وأوضح البردويل، أنَّ حكومة الحمد الله لا تريد أن تعمل في غزة وأن تعمّر ما دمره الاحتلال في غزة ولم تضع في موازنتها للعام المقبل ما يحتاجه قطاع غزة.
وفيما يتعلق بمنع إجراء تحقيقات بشأن تفجيرات منازل قيادة "فتح" ومنصة الشهيد أبو عمار، قال "رحبنا بلجنة التحقيق الصادرة عن وزارة الداخلية في غزة ولجنة القوى والفصائل الوطنية للتحقيق لكن اتهام عباس مباشرة لحماس بارتكاب التفجيرات وعدم اهتمامه بإجراء التحقيقات أدى إلى وقف إجراء التحقيقات لأجل غير مسمى".
وأوضح أنَّ عباس لم ينتظر للحظة معرفة نتائج التحقيقات ولا يريد إجراء تحقيق فلماذا يتهمون "حماس" دون إجراء التحقيقات، مستطردًا "الرئيس الراحل أبو عمار استشهد في عام 2004 ولم يتم العثور على دليل لمعرفة طريقة استشهاده أي منذ 10 أعوام وهم يحققون، وما زال عباس يبرئ الاحتلال من جريمته دون إيجاد الدليل، فكيف لنا أن نكتشف من أقترف التفجيرات في ليلة وضحاها".
وعما إذا تريد حركة "حماس" لإجراء التحقيقات بالحادثة، استرسل البردويل "لن نجري تحقيقات ما دام الطرف المعني لا يريد تحقيقات، فحماس لا تُصدر أوامر لأجهزة الأمن وإنما على عباس أن يصدر تعليماته لوزير الداخلية رامي الحمد الله لإجراء تحقيقات بالحادثة وعلى الأخير أن يجري اتصالات بأجهزة الأمن للبدء بإجراء التحقيقات".
وشدَّد على أنَّ عزام الأحمد وحركة "فتح" يبحثون عن مخرج لهم من المصالحة بافتعال الأزمات، فعباس يحرق سفينة المصالحة بخطوة غير مضمونة في الأمم المتحدة، متسائلًا على أي أساس سيذهب عباس إلى الأمم المتحدة؟ فهو لا يريد استخدام ورقة المقاومة كأداة ضغط على الأمم المتحدة كما فعل الرئيس الراحل أبو عمار عندما رفع غصن الزيتون بيد والسلاح بيده الأخرى".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، اتهم الخميس، حركة "حماس" بأنها تريد إدارة الانقسام وليس إنهاءه لتستمر في سياسة الابتزاز، أن هدف التفجيرات 15 الأخيرة التي حصلت كان تعطيل مسيرة إنهاء الانقسام.
وبيّن الأحمد "إنَّ إقدام حركة حماس على مداهمة مقر المحافظة الوسطى، ومطالبة المحافظ عبد الله أبو سمهدانة والموظفين بإخلاء مقر المحافظة وإغلاقه، بالمتناقض لاتفاق المصالحة والتفاهمات الأخيرة التي تمت في القاهرة بتاريخ 26/9، والتي أكدت على تمكين حكومة الوفاق الوطني ومؤسساتها كافة من بسط نفوذها في الضفة كما في غزة".
وذكر الأحمد في بيان صحافي أنَّ عناصر "حماس" المعتدين على المقر ادعوا أنَّ هذا الإجراء تم بأمر ما يسمى بالنائب العام، وأنَّ المحافظ اتصل بوزير العدل في حكومة الوفاق الوطني الذي أفاد بأنه لم يتصل به أحد ولا علم له بالموضوع.
وتابع الأحمد "كما هي العادة، الكذب والخداع والمناورة، وأردف: نؤكد ونكرر أنه لم يعد هنالك مجال للوساطات، وأنه لا بد من الجميع، قوى وفصائل وفعاليات أن تنحاز لإنهاء الانقسام نظريا وعمليا، وأن تجابه كل الانقساميين، فمصلحة شعبنا واجتثاث جرثومة الانقسام تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية والتصدي لكل محاولات تكريس الانقسام من خلال إدارته، والعمل على إنهاء معاناة شعبنا بتوحيد جهوده في معركته من أجل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصي".
واستكمل "مطلوب إنهاء الانقسام ومعاناة أهلنا في قطاع غزة، من أجل دعم التحرك السياسي الذي تقوم به القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وإعادة إعمار غزة، وإنهاء الانقسام يحرم الاحتلال من أحد أسلحته في مجابهة أبناء شعبنا".
وكان عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية" طلال أبو ظريفة، كشف النقاب عن بلورة فصائل فلسطينية ورقة موحدة تهدف لإنهاء الخلاف بين حركتي "فتح وحماس"، وتثبيت المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني واقعيًا لا نظريًا.
وأكد أبو ظريفة في تصريح سابق إلى "فلسطين اليوم" أنَّ جهود الفصائل في إنهاء الانقسام والخلاف الواقع بين حركتي "فتح وحماس" مستمر، لتحقيق الوحدة وتحسين العلاقة وتوطيد معاني الثقة بين الطرفين.