باريس مارينا منصف
تحدث رجال الإنقاذ ومسؤولين، الثلاثاء الماضي، عن "الصورة المرعبة" على أحد سفاح الجبال الفرنسية، حيث تحطمت طائرة الركاب الألمانية في ظروف غامضة، مما أسفر عن مقتل أغلب من كان على متن الطائرة، وهم 150 شخصًا.
وأرسلت الطائرة الألمانية "جيرمان وينغز" A320 أيرباص، إشعار استغاثة قبل أن تطير فوق جبال الألب على ارتفاع 9 آلاف قدم، وهي المنطقة الأكثر تغطية بالثلج في الجبال الفرنسية.
ويعتقد أنه لم ينج أحد من الركاب البالغ عددهم 144 شخصًا و6 أشخاص من الطاقم، كانوا على متن الرحلة من برشلونة الإسبانية إلى دوسلدورف الألمانية، وقد كان على متنها 16 تلميذًا من المدرسة الألمانية واثنين من المدرسين، ويعتقد أنهم نجوا بالفعل.
وذكر أحد عمال الإنقاذ أنه لا يمكن التعرف على الجثث، ومن جانبه أوضح وزير الخارجية الأماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي حلق فوق موقع الحادث: الصورة مرعبة وحزن أسر وأصدقاء الضحايا لا يقاس، وعلينا الآن أن نقف معًا.
واختفت الطائرة من على شاشات الرادار في الساعة 10:53 بالتوقيت المحلي، بعد 52 دقيقة من إقلاعها من برشلونة، وبعد الإبلاغ عن ارتفاعها بشكل مطرد فوق الجبال بمدة 8 دقائق، كما انحرفت قليلاً عن مسارها، دون الإبلاغ عن وقوع أي مشكلة في الإشارة "ماي داي".
وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس: يمكن استبعاد أي تفسير لتحطم الطائرة في هذه المرحلة.
ورفض وزير الخارجية، برنار كازينوفا، التكهن بشأن أسباب الحادث، وطالب بتوخي الحذر.
وسارعت طائرة مقاتلة فرنسية في البحث عن الطائرة الألمانية بعد 8 دقائق من انحرافها عن مسارها، وأكد مسؤولون أنهم يتوقعون سقوط الطائرة بسبب إحدى عمليات التطرف، ولكن في هذه المرحلة لا يوجد دليل على أسباب الحادث.
وحدد عمال الإنقاذ موقع أحد الصناديق السوداء ومسجلات الطيارين، إذ يأمل الجميع في تفسير لغز تحطم الطائرة في غضون ساعات عدة.
وأجرت السلطات الفرنسية تحقيق جنائي باتهام القتل غير المتعمد.
كان الحادث الأول من نوعه بعد خفض أسعار الطيران في أوروبا، حيث تثار الشكوك الآن بشأن الطائرات العادية الرخيصة، والتي تحلق في الأجواء الأوروبية كل يوم.
وشركة "جيرمان وينجس" الذراع الأيمن، ولكن بأسعار رخيصة، للشركة الألمانية "لوف هانزا".
من المقرر أن تزور المستشار الألمانية أنجيلا ميركل موقع الحادث، بصحبة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي.
وأظهرت الصور الجوية المنشورة عبر الإنترنت تفتت الطائرة، ونثر حطامها في أنحاء الجبل، مما يشير إلى أن الطيار لم يحاول الهبوط كحالة طارئة.
ولفت الجنرال جان بول بلوي، وهو من كبار ضباط الدرك، والذي وصل إلى مكان الحادث: حطام الطائرة منتشر في كل مكان على أكثر من فدانين ونصف، هناك عشرات القطع الكبيرة لحطام الطائرة، وتناثرت بقايها على نطاق واسع، وقد تستغرق أيام عدة للتخلص من الحطام".
وفي البداية أرسلت الطائرة إشارات استغاثة، وهذا يتناقض مع تصريحات هيئة الطيران المدني الفرنسي، والتي أوضحت أن الطائرة لم ترسل أيّة إشارات.