رام الله ـ مازن الأسعد
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ضريح سلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي توفي بمرض غامض، سينقل في أقرب فرصة إلى القدس.
وأكد عباس، في حفل انتهاء الأعمال الإنشائية لمتحف ياسر عرفات وتجديد الضريح والمسجد في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل رمز القضية الفلسطينية التي تصادف الثلاثاء أن "الشهيد عرفات يستحق أكثر من ذلك بكثير يستحق أن يبقى خالدا في قلوب أبناء شعبنا والأمة العربية".
ولفت إلى أن "المتحف ما هو إلا إشارة ومكان لكي يزوره من لم ير ومن لم يعرف ياسر عرفات ليتعرف على بعض متعلقاته وما كان لديه في هذه المنطقة".
حضر الاحتفال، رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، ووزراء في الحكومة .
وأكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الشهيد ياسر عرفات"، ناصر القدوة "نفخر باستمرار البناء والعمل في المتحف وعندما كانت إسرائيل تقوم بتدمير قطاع غزة وتواصل استيطانها كنا نواصل البناء لنؤكد أننا نبني ونعلي الثقافة والقيم وهم يقتلون ويدمرون ويستعمرون ولكن نحن من سينتصر".
وتوفي عرفات في 11 تشرين الأول/ نوفمبر 2004 عن عمر يناهز الـ 75 عاما في مستشفى عسكري في باريس بمرض غامض، لم تحدده سلسلة من التحاليل أجريت للكشف عن السبب الحقيقي للوفاة. وعلى الرغم من مرور 10 أعوام على رحيل ياسر عرفات إلا أن الرجل لازال حيا في قلوب ملايين الفلسطيين الذين يأسفون "كون رحيله شكل ضربة للقضية الفلسطينية" التي تبناها منذ ريعان شبابه.
و أجمع عديد من سكان مدينة رام الله التي حوصر فيها عرفات فى مقر الرئاسة، من طرف جيش الاحتلال طيلة أسابيع بسبب مواقفه النضالية وتمسكه بقضية شعبه وعدم رضوخه للمطالب والإملاءات الإسرائيلية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني على أن " أبو عمار لازال حيا في قلوبنا هو والأفكار النضالية التي كان يتبناها".
و انضم الرئيس الراحل عرفات المولود عام 1929 إلى فصائل المقاومة الفلسطينية للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وهو في ريعان شبابه، قبل أن يشارك في حرب 1948 عند الإعلان عن قيام الكيان الإسرائيلى.
وأسس عرفات حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي أعلنت عام 1965 عن اندلاع الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتولى فيما بعد رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأصبح ياسر عرفات الذي اشتهر بكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 التي قال فيها "جئتكم بغصن الزيتون بيد و بندقية الثائر في يد فلا تتركوا غصن الزيتون يسقط من يدي"، رئيسا لدولة فلسطين التي أعلن عن إنشائها في الجزائر في 15تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988.
وفى الوقت الذي خططت فيه حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، لتنظيم مهرجان جماهيري كان مقررا أن تقيمه في قطاع غزة، الثلاثاء لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات كخطوة ضمن عملية المصالحة بين غزة والضفة الغربية أدت سلسلة تفجيرات استهدفت مكاتب ومنازل 13 قياديا في الحركة، إضافة إلى منصة المهرجان الذي كانت تحضر له الحركة في قطاع غزة إلى إلغاء هذا المهرجان.
وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) زكريا الأغا رسميا، الاثنين في غزة، أنه "بعد سلسلة الانفجارات والاعتداءات التي طالت قيادات في (فتح) أبلغنا من الجانب السياسي والأمني في حركة (حماس) أن الأجهزة الأمنية في القطاع لا تستطيع تأمين المهرجان وحماية المشاركين".
وأضاف الأغا "تبع ذلك طلب الأجهزة الأمنية من القائمين على إصلاح منصة المهرجان في ساحة الكتيبة في غزة، بمغادرة المكان، بالإضافة إلى الطلب من شركات النقل والمواصلات عدم تأجير حافلات لحركة فتح".
ودعا القيادي في (فتح) أنصار الحركة في غزة إلى إحياء ذكرى عرفات "وفق الطريقة التي يرونها مناسبة".
و أدت تلك التفجيرات الى تعكير أجواء العلاقات من جديد بين حركتي "فتح" و"حماس" بشأن تنفيذ تفاهمات المصالحة بينهما وتمكين حكومة الوفاق الوطني من بسط سيطرتها على القطاع.
واتهمت "فتح" حركة "حماس" بأنها "تقف عائقا أمام إحياء ذكرى وفاة عرفات ومن شأنها المس بالمصالحة الفلسطينية والتأثير سلبا على الوضع الفلسطيني الداخلي".
كما اتهم مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد في بيان حركة حماس، "بوضع العراقيل أمام مسيرة إنهاء الانقسام وعمل حكومة الوفاق الفلسطينية، ضاربة عرض الحائط الاتفاقات والتفاهمات التي وقعتها مع حركته والفصائل الفلسطينية عبر تصريحات بعض قادتها".
وأوضحت وزارة "الداخلية" في غزة، أنها أبلغت "فتح"، اعتذارها عن تأمين وحماية مهرجان الحركة لإحياء ذكرى رحيل عرفات "خوفا من انفلات الأمور وخروجها عن السياق في ظل حالة الاحتقان الداخلي، لا سيما في ظل الصعوبات اللوجستية والإدارية الناجمة عن عدم تواصل رئيس الوزراء ووزير الداخلية رامي الحمد الله مع الأجهزة الأمنية في غزة منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني".
وشدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أن حركته "ليس لها علاقة بالمطلق بالتفجيرات".