عباس وجون كيري

أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أنَّ الرئيس محمود عباس، سيلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري في العاصمة الأردنية عمان الخميس، لبحث تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأخير في القدس والمسجد الأقصى والذي أدى إلى نشوب مواجهات مع الفلسطينيين.

وأوضح أبو ردينة، أنَّ مسألتي التصعيد الاحتلالي في القدس والضفة والمسعى الفلسطيني لاستصدار قرار يُحدّد سقفا زمنيًا لإنهاء الاحتلال على أراضي 1967، سيهيمنان على الاجتماع المقرر بين الرئيس عباس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في العاصمة الأردنية.

وأضاف أنَّ الرئيس، سيؤكد للوزير الأميركي أنَّ القدس والمسجد الأقصى هي خط أحمر وأن التصعيد الإسرائيلي يجب وقفه ولا يجوز السماح "لإسرائيل" باستمرار هذا التصعيد، مشيرًا إلى أنَّ "الموقف الفلسطيني سيكون واضحًا وضوح الشمس بأنَّ التجاوزات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال تهدّد السلام والاستقرار في المنطقة"

وتأتي زيارة كيري إثر التوتر الذي تشهده مدينة القدس المحتلة منذ أشهر، والذي ازداد حدة في الأسابيع الأخيرة، بعد تزايد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين في المسجد الأقصى والقدس، وبسبب التخوف من أن تقوم إسرائيل بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.

وأكد أبو ردينة أنَّ الرئيس عباس سيؤكد لكيري أنَّ الفلسطينيين عازمون على التوجه إلى مجلس الأمن في الشهر الجاري؛ لاستصدار قرار لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بسبّب أنَّ الوضع أصبح متفجرًا ولا يسمح بالانتظار"، موضحًا أنَّ قرار الذهاب إلى مجلس الأمن هو الخيار الوحيد، ما دامت الأمور عالقة وما دامت الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح بسبب سياسات الاحتلال.

يُذكر أنَّ مشاورات واسعة تجري بين الجانب الفلسطيني والكثير من الدول لتوطئة تقديم مشروع قرار فلسطيني عربي إلى مجلس الأمن الدولي يُحدد تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، سقفًا زمنيًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي 1967، ومن المتوقع تقديم مشروع القانون إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في وقت لاحق هذا الشهر بعد استكمال المحادثات مع فرنسا التي يتوقع أن تقود الموقف الأوروبي بهذا الشأن.

من جهة أخرى، بحث الرئيس عباس، وملك الأردن عبد الله الثاني، أمس، جهود تحقيق السلام، ومجمل التطورات الراهنة في المنطقة والقضايا التي تهم الجانبين، فيما أعرب الرئيس عن "تقديره وشعبنا للجهود الكبيرة التي يبذلها الملك عبد الله الثاني، حفاظا على المسجد الأقصى وحرمته وحمايته من الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية، ودعم الأردن المستمر لشعبنا في نيل حقوقه المشروعة، وصولًا إلى إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني".

ومن جانبه، أكد ملك الأردن مجددًا موقف بلاده الداعم لتحقيق السلام، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة ومبادرة السلام العربية، مشدّدًا على مسؤولية المجتمع الدولي في تكثيف جهوده لدعم جهود السلام، وحل القضية الفلسطينية، التي تشكل جوهر النزاع في المنطقة، حلًا عادلًا ودائمًا وشاملًا.

وحذر الملك عبد الله، من أنَّ تكرار الاحتلال لاعتداءاته وإجراءاته الاستفزازية في القدس واستهداف المقدسات فيها، خصوصًا المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي، أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، إضافة إلى أنَّ استمرار سياسة الاستيطان، ستقوض جميع مساعي إحياء جهود السلام.

وأكد الرئيس عباس وملك الأردن حرصهما على إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف التحديات والظروف والتطورات الراهنة في المنطقة، وفي مدينة القدس بشكل خاص.

وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني، الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ورئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وسفير فلسطين لدى الأردن عطا الله خيري، وعن الجانب الأردني، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب الملك، ومدير المخابرات العامة.

ومن المفترض أن يكون كيري وصل إلى المملكة في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء، قادمًا من الصين، فيما ستستمر زيارته إلى صباح الجمعة، حيث سيغادر عمان متجهًا إلى أبو ظبي.

ويلتقي كيري الملك عبد الله الثاني ويبحث الوضع في القدس، بما في ذلك التوترات الأخيرة في المسجد الأقصى، والحرب ضد تنظيم "داعش"، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية، وأكد الأردن انه عازم على الاستمرار في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية كلما حصلت.

وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جوده أنَّ جميع خياراته الدبلوماسية والقانونية متاحة لحماية الحرم الشريف تطبيقًا للدور التاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية في القدس الشريف وفقا لمعاهدة السلام الأردنية مع الاحتلال.