عالقون يحتجون على إغلاق معبر رفح

طالب أطفال وطلبة محتجون، جمهورية مصر العربية، بضرورة فتح معبر رفح البرى أمامهم، وإدخال كل ما يلزم قطاع غزة من مواد للإعمار ومواد غذائية ومستلزمات طبية. ودعوا خلال وقفة احتجاجية نظمتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، أمام بوابة معبر رفح البري مساء الخميس، مجلس الأمن الدولي للتدخل والتحرك الفوري والضغط لفتح المعبر أمام "المظلومين والمسجونين" داخل قطاع غزة.

وردد المحتجون شعارات تندد باستمرار إغلاق المعبر وتطالب بفتحه، كما رفعوا لافتات كتب على بعضها: "كفى صمتا، كفى حصارا"، "افتحوا المعبر لأبي المريض"، "أنقذونا من الموت والأمراض"، "أريد أن أستكمل دراستي في الخارج، أين حقي في التعليم؟"، "لماذا تحرموني فرصة السفر في الخارج؟"، "ضاعت علينا مقاعدنا الدراسية في جامعات الخارج بسبب إغلاق معبر رفح".

وحمّل الطالب العالق حافظ خالد في مؤتمر صحافي عقد خلال الاحتجاج، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن انتهاء المنح الدراسية وموت المرضى، مطالبًا حكومة التوافق والرئيس محمود عباس بالتدخل السريع والفوري لفتح المعبر، والوقوف مع الطلاب لكي يسافروا ويكملوا مسيرتهم التعليمية.

وأضاف خالد: "نطالب الشقيقة مصر بفتح معبر رفح البري بشكل يومي على مدار الساعة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات الذي فاقم معاناة السكان في جميع مناحي الحياة"، مضيفا: "وقفنا أمام بوابة معبر رفح لنطالب بأبسط حقوقنا التي أقرتها الأعراف والمواثيق الدولية وضمنت حرية التنقل والسفر دون قيد أو شرط".

ولفت النظر إلى أنَّ "الأصل ألا تكون حدود بين مصر وغزة"، متابعًا "نحن شعب واحد تجمعنا عقيدة واحدة ولغة واحدة وامتداد واحد امتداد العرق والنسب والعلاقة التاريخية المتأصلة قبل أن يأتي الاحتلال في الثمانينات ويضع هذه الحدود ويفصل بين الشعبين، لكنه لم ينجح بكسر التواصل فيما بيننا".

واستطرد "نقف هنا في ظل وضع صعب ومأساة حقيقية يمر بها نحو مليون وثمانمائة ألف محاصرًا منذ ثماني سنوات"، موضحا أنَّ إغلاق معبر رفح الذي يعتبر الشريان الوحيد لسكان القطاع يكمل حلقات الحصار لتصبح الحياة فيها كأنها في سجن كبير.

وأشار إلى أن فئة الطلاب العالقين هي إحدى الفئات الإنسانية الأشد تأثرًا جراء استمرار إغلاق المعبر، قائلا: "كثير منا فقدوا مقاعدهم ومنحهم الدراسية، وهذا يعكس عليهم آثارا نفسية واجتماعية سيئة ويقتل الإبداع والطموح لديهم".

من ناحيته، تساءل الطفل مؤيد الندى في كلمته عن أطفال غزة المحاصرين: "ألا يكفي موت عشرات المرضى بسبب إغلاق المعبر؟"، مشيرًا إلى أنَّ قرابة 2 مليون إنسان يعيشون حصارًا خانقًا في قطاع غزة بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء.

ولفت إلى أنَّ الأطفال في غزة لا ينعمون بأدنى مقومات الحياة الكريمة، مضيفًا: "أي ظلم هذا ونحن لا نملك حق اللعب، فكيف نلعب وطائرات الاحتلال تخيفنا ليل نهار تحلق كالغربان في سماء بلادنا".

وتساءل الندى: "أي حرية وأي حقوق التي يعلموننا إياها في كتاب حقوق الإنسان، والتي لا تحفظ إلا الأقوياء؟"، متابعًا "فهل الحرية أن يمنع أبي من السفر للعلاج؟ وهل الحرية أن يمنع أخي من استكمال دراسته؟".

وأضاف "كيف للعالم أن يريد مني أن أتفوق وبيتي مهدوم وأسرتي مشردة بلا مأوى أو مسكن؟"، متابعا حديثه باستغراب: "يمنعون إدخال مواد البناء لأعيش أنا وأسرتي في العراء ويريدون مني أن أتفوق".

وطالب الطفل الندى أحرار العالم بضرورة الوقوف مع أطفال فلسطين، قائلاً: "افتحوا المعابر واكسروا الحصار وحرروا أطفال غزة، مدوا يد العون لنا، أغيثونا، انصرونا، فكروا وقدروا وبما يستطيعه كل واحد منكم لا تبخلوا".