جماعة "الحوثيين"

شهدت معظم جبهات القتال في اليمن الخميس، مزيدًا من المواجهات العنيفة بين مسلحي جماعة "الحوثيين" والقوات الحكومية الموالية لها من جهة ومسلحي القبائل وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي وعناصر "الحراك الجنوبي" من جهة أخرى، في حين واصل طيران التحالف العربي قصف مواقع لـ "الحوثيين" ومخازن أسلحة ومعسكرات موالية للرئيس السابق علي صالح، في صنعاء والبيضاء ولحج وعدن وتعز وحجة وصعدة، بالتزامن مع تقدم مسلحي المقاومة في تعز.

وجاءت هذه التطورات غداة خطاب تلفزيوني لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، دعا فيه أنصاره إلى مواصلة القتال وفتح باب التجنيد، ورفض ما اتفقت عليه القوى السياسية في مؤتمر الرياض "إعلان الرياض"، مشيرًا إلى موافقته على حوار ترعاه الأمم المتحدة في دولة محايدة ويستند إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق "السلم والشراكة".

وأكدت إيران الخميس تأييدها حوارًا بين الأطراف اليمنيين، لكنها كررت رفضها تدخُّلًا خارجيًا في هذا الحوار.

وشن مسلحو المؤيدين لشرعية هادي هجومًا وسط مدينة تعز للسيطرة على مواقع لـ "الحوثيين" ومبنى المحافظة، وخاضوا اشتباكات عنيفة معهم، رافقها قصف عنيف بالدبابات وقذائف "الهاون" والمدفعية في أحياء حوض الأشراف والجمهوري والخط الدائري، في حين قصف الطيران مواقع "الحوثيين" في قلعة القاهرة ومتنزه زائد في جبل صبر.

وصد أنصار هادي في مدينة الضالع محاولة "حوثية" للتقدم نحو مدخل المدينة الشمالي، تحت ستار قصف كثيف بالمدفعية والدبابات، وأجبروا مسلحي الجماعة على التراجع، وشنّوا هجمات غرب عدن وشرقها على مواقع "الحوثيين" الذين قصف طيران التحالف مواقع لهم في خور مكسر والعريش ومطار عدن ومعسكر قوات الأمن الخاصة "الصولبان".

وامتدت الغارات إلى قاعدة العند الجوية في لحج شمال عدن، ومعسكر اللواء 15 في زنجبار عاصمة محافظة أبين المجاورة، بالتزامن مع اشتباكات في مدينة شقرة الساحلية في المحافظة ذاتها.

وتواصلت المواجهات في منطقة اليتمة بين محافظتي الجوف وصعدة بكل أنواع الأسلحة، وحاول مسلحو القبائل الموالون لحزب "الإصلاح" التقدُّم نحو مديرية البقع شرق صعدة، حيث معقل "الحوثيين"، وأفادت مصادر محلية بسقوط عشرات الإصابات بين قتيل وجريح خلال المعارك العنيفة بين الطرفين في اليومين الأخيرين.

وجدّدت طائرات التحالف قصف قاعدة الديلمي الجوية ومعسكر ألوية الصواريخ في فج عطان، وضربت معسكر خشم البكرة في مديرية بني حشيش شمال شرقي العاصمة، وسُمِع دوي انفجارات ضخمة وتحليق للطيران رافقته أصوات المضادات الأرضية، وطاول القصف معسكر اللواء 26 في الحرس الجمهوري في مديرية السوادية في محافظة البيضاء، وروى شهود أن عشرة صواريخ استهدفت المعسكر.

 

وتواصل القصف المدفعي والصاروخي للجيش السعودي على امتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن في محافظتي صعدة وحجة، مستهدفًا تجمعات لـ "الحوثيين" ومواقع يطلقون منها قذائف باتجاه الأراضي السعودية، وذكرت مصادر محلية أن قذيفة أصابت في مديرية ميدي مركزًا لمنظمة إغاثة ما أدى إلى إصابات.

ويرفض "الحوثيون" الانصياع إلى شرعية الرئيس هادي ويخوضون منذ نحو شهرين معارك في كل الاتجاهات مع أنصار هادي، من العسكريين الموالين له أو من مسلحي القبائل الموالين لحزب "الإصلاح" أو من عناصر "الحراك الجنوبي".

وأكدت إيران مجددًا الخميس خلال زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن تأييدها الحوار بين أطراف النزاع اليمني بلا تدخُّل خارجي.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله في استقباله المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن بلاده تؤيد المبادرات من أجل إعادة المجموعات اليمنية إلى طاولة المفاوضات، وترى أنه يجب ألاّ يشارك في الحوار أي بلد آخر، غير الأطراف اليمنيين.

وأضاف أن بإمكان الدول الأخرى أن تلعب دورًا مساعدًا في هذه العملية، مكرّرًا الدعوة إلى وقف النار في اليمن.

وشدّد الموفد الدولي على ضرورة عدم استبعاد أي مجموعة من الحوار الذي يقدّم فرصًا أكبر للتوصُّل إلى حل سياسي للنزاع.

وكشف وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي عن سقوط 1820 شخصًا، وجرح 7300، ونزوح أكثر من نصف مليون يمني منذ 26 آذار / مارس 2015، معتمدًا في إحصاءاته التقريبية على تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وأكد الأصبحي خلال مؤتمر صحافي في مقر السفارة اليمنية في الرياض الخميس، شارك فيه وزيرا النقل والإدارة المحلية اليمنيين، أن عناصر "الحوثي" وصالح لم تتوقف عن ارتكاب الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين العزل خلال هدنة الأيام الخمسة، مشيرًا إلى أن محافظة تعز نالت النصيب الأكبر من جرائم القصف العشوائي والقتل قنصًا ودهسًا، فضلًا على عمليات الاختطاف في محافظتي الضالع وشبوة.

وذكر أن العناصر اقتحمت مؤسسة للمجتمع المدني ونهبت جميع محتوياتها في صنعاء، وقتلت امرأتين في قصف منزلهما في الحوطة، وأنها قتلت في المدينة نفسها رجلًا قنصًا خلال ذهابه إلى البحث عن المواد الغذائية.