غزة - فلسطين اليوم
اغلق موسم العمرة أبوابه في وجه آلاف المواطنين الراغبين في أداء المناسك لهذا العام، وتكبدت معه شركات الحج والعمرة العاملة في قطاع غزة خسائر فادحة قدرها رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور بنحو مليون دينار أردني.
وأعرب أبو مذكور عن أسفه لفشل الموسم نظرًا للإغلاق المتكرر لمعبر رفح من جانب السلطات المصرية التي تتذرع دائما بالأوضاع الأمنية المضطربة وغير المستقرة في شبه جزيرة سيناء.
وتعمل في قطاع غزة 78 شركة مرخصة مختصة في شؤون الحج والعمرة، يبين أبو مذكور أن متوسط مصروف كل شركة شهريا يقدر من 1200 إلى 1300 دينار أردني: أجرة موظفين واستئجار مقر ونثريات.
وذكر رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة أن هذه الشركات لا تعمل منذ ثمانية شهور، أي منذ بداية موسم العمرة لهذا العام الذي بدأ في شهر كانون الأول/ ديسمبر وحتى شهر تموز/ يوليو المقبل، وقد لحقت بها خسارة تقترب من 800 ألف دينار أردني تقريبا.
وإضافة إلى الرقم السابق، نوه أبو مذكور إلى أن الشركات التي لها عقود مع المملكة العربية السعودية تضررت بـ 25% من قيمة الحجوزات الأولية، حيث قامت بحجز الغرف الفندقية لنحو 1000 معتمر وهذه خسائرها تقدر لوحدها بحزمة واحدة، وهي تقرب من 160 ألف دينار إذا ما أضيفت إليها كفالات بنكية للمملكة، وتبلغ عدد الشركات المتضررة من هذه الإجراءات نحو 20 شركة.
وأفاد أبو مذكور بأنَّ أكثر من 15 ألف معتمر في قطاع غزة حرموا من أداء مناسك العمرة لهذا العام، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن كل الأموال أعيدت للمواطنين الذين سجلوا ودفعوا رسوم رحلة العمرة ولم تحصل شركات الحج والعمرة على أي شيء منها.
وكانت وزارة "الأوقاف والشؤون الدينية" في غزة قد دعت المواطنين في وقت سابق المسجلين لموسم العمرة هذا العام إلى ضرورة استرداد أي مبالغ أو رسوم تم دفعها لشركات الحج والعمرة، نظرًا لعدم وجود رؤية واضحة تتعلق بالموسم.
وأكد أبو مذكور أن شركات الحج والعمرة طالبت حكومة التوافق الوطني بضرورة تعويضها عن الخسائر التي لحقت بها، فدعتهم الحكومة إلى تقديم مطالبها "لكن حتى هذه اللحظة لم نتلق أية مساعدات".
واتهم الجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية بالتهرب من تحمل مسؤولياتها من خلال ترحيل وزير "الأوقاف" لمطالبهم للحكومة التي بدورها أخبرتهم بأنها ستعرض الأمر على الرئيس محمود عباس.
وشدد على أن الشركات تمر بظروف اقتصادية سيئة وليس لدى العاملين فيها أي وظيفة أخرى أو دخل إضافي. وبين أن بعض الشركات أجبرت على دفع نصف راتب لموظفيها لكن لا توجد شركة تخلت عن موظفيها رغم ما مرت به من أزمات مالية.
ونوه رئيس أصحاب جمعيات شركات الحج والعمرة إلى أن قرابة 230 موظفًا يعملون في شركات الحج والعمرة، وتستوعب الشركة الواحدة في المتوسط 3 عمال، وتابع: "تأملنا أن يخرج 2000 معتمر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لكن كل شيء انتهى".
وحول إمكانية استئناف رحلات العمرة خلال الشهور المقبلة وقبل بدء موسم الحج أفاد أبو مذكور أن نظام التسجيل الالكتروني المترابط مع السعودية انتهى هذه الأيام "وحينها لا نستطيع إدخال معلومات أي معتمر جديد لتفييز جوازه".
وأكد أبو مذكور أن شركات الحج والعمرة كانت دائمة التواصل مع وزير "الأوقاف والشؤون الدينية" الدكتور يوسف ادعيس لحل هذه الإشكالية، كما تم التواصل مع القوى الوطنية
والإسلامية في هذا السياق، لكن القاهرة تربط الموفقة الرسمية بفتح المعبر بناءً على الأوضاع الأمنية في سيناء والتي تشهد أحداث عنف دامية في بعض الأوقات.
ولم يخف قلقه من فشل موسم الحج القادم ما دام أن موسم العمرة قد فشل، ما لم يكن هناك تطمينات واضحة من الرئاسة الفلسطينية أو وزارة "الأوقاف والشؤون الدينية" بهذا الخصوص.
وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري المتنفس الوحيد أمام مليون و800 ألف مواطن في قطاع غزة منذ عدة أشهر ولا تفتحه إلا لأيام معدودة كل عدة أسابيع أمام الحالات الإنسانية.