غزة – محمد حبيب
اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة والسلسلة وحطة، وهاجمت المرابطين داخله بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
وبيّن شهود عيان أن مواجهات اندلعت بين المرابطين وقوات الاحتلال التي كانت تحاول تأمين اقتحام المستوطنين للأقصى والمسجد القبلي، منذ صباح الأحد، في باحات المسجد.
وذكرت أن قوات الاحتلال فرضت قيوداً على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، منعت من خلالها الرجال دون الخمسين عاماً من دخول المسجد لأداء صلاة الفجر.
وأغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى القدس المحتلة، منذ مساء السبت، تمهيدًا لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى ، في مسيرات ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل".
وأوضح شهود عيان من القدس المحتلة أن مسيرة دعت إليها جمعية "نساء بالأخضر" الإسرائيلية انطلقت مساء السبت، متجهة نحو حائط البراق في المدينة.
وأبرزت أن الاحتلال منع دخول المصلين من النساء والرجال من الأعمار كافة بعد الساعة السابعة تزامناً مع اقتحام المسجد الأقصى المبارك. ولفتت مصادر إلى أن سيدة مقدسية أصيبت في رأسها بقنبلة غاز إضافة إلى وقوع حالات إغماء جراء استنشاق الغاز الذي أطلقة الجنود بكثافة عند باب السلسلة.
واعتدت قوات الاحتلال على حراس الأقصى، وأبعدتهم بالقوة عن محيط المسجد القبلي، كما منعتهم من التحرك داخل الساحات، بعدما انتشرت في ساحات المسجد الأقصى.
وأدى دفاع المرابطين في المسجد الأقصى وتصديهم لاقتحام المستوطنين إلى خروجهم من المسجد الأقصى عبر باب السلسلة.
ونصبت قوات الاحتلال عددًا من الحواجز الحديدية عند مداخل عدة مفضية إلى البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، حيث لا تزال الأجواء المتوترة تسود محيط البلدة القديمة عقب اقتحام قوات الاحتلال المسجد ومهاجمة عشرات المعتكفين داخله.
واعتكف مساء السبت عشرات المواطنين داخل المسجد وبقوا داخله لحمايته عقب تهديد منظمات الهيكل المزعوم لاقتحام الأقصى وأداء صوات تلمودية فيه لإحياء ما أسموه "ذكرى خراب الهيكل" الأحد.
واعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف أدعيس، أنّ ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد، من اعتداء همجي على المرابطين والحراس في المسجد الأقصى وإطلاق قنابل الغاز والعيارات المطاطية يعد انتهاكًا لقدسية المسجد واعتداء صارخ على مشاعر المسلمين الذين ينظرون بألم إلى التطورات الأخيرة والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها من طرف قطعان المستوطنين الذين تكررت دعوات اقتحامهم للمسجد مرات كثيرة خلال الأيام الأخيرة وكان آخرها التهديد بالاقتحام في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل، بالإضافة إلى الإساءات المتكررة في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أدعيس أن "على الاحتلال صد الهجمات من طرف المستوطنين على المسجد الأقصى، لا أن يهاجم حراسه وسدنته ومرابطيه، وأن يمارس هو الاقتحامات الخطيرة بدلالاتها السياسية والأمنية".
وطالب علماء الأمة بالانتباه إلى ما يجري في الأقصى من انتهاكات واعتداءات ممنهجة يمارسها الاحتلال في ظل الأحوال التي يعاني منها العالمين الإسلامي والعربي، والعمل بشكل جدي لوضع حد لهذه الممارسات التي تنذر بعواقب خطيرة. كما ناشد مؤسسات المجتمع الدولي بحماية الأماكن الدينية والثقافية والحضارية والتدخل لحماية المسجد الأقصى الذي يعتبر درة هذه الأماكن في فلسطين المحتلة.