قمة واشنطن لمكافحة التطرف

يحذر منتقدو قمة واشنطن لمكافحة التطرف العنيف في جميع أنحاء العالم، والتي كان قد أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أنها قد تعزز الخوف والكراهية تجاه المسلمين.

 ويستعد الرئيس أوباما لاستضافة قمة واشنطن لمكافحة التطرف الداخلي، فيما يواجه ردة فعل عنيفة من قبل قادة المجتمع الإسلامي، في الولايات المتحدة، الذين يحذرون من أن القمة تنطوي على مخاطر تشويه صورة المسلمين، وتعريضهم للتهديد. 

وستهيمن مناقشة القتل الوحشي لثلاثة طلاب المسلمين في ولاية كارولينا الشمالية الأربعاء الماضي، على قمة واشنطن لمكافحة الإرهاب  التي ستعقد يوم الثلاثاء وحتى الخميس في البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

 وأكد زعماء المسلمين في أعقاب عمليات القتل، بعضهم التقى "أوباما" أخيرًا، أنه مهما كانت النوايا التي تنطوي عليها القمة، لكنها ستشعل شرارة "إرهاب الإسلام" أو الإسلاموفوبيا في وسائل الإعلام وعلى شبكة الإنترنت.

وذكرت المديرة التنفيذية لمجموعة الحقوق المدنية "الدعاة المسلمين" فرحانة خيرا: " يؤكد مقتل شادي بركات (23 عامًا) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عامًا)، وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة (19 عامً)، الخطورة التي تواجهها حكومة الولايات المتحدة، بما في ذلك البيت الأبيض.

 وشددت على ضرورة التركيز على مجابهة التطرف العنيف، الذي يواجه الأميركيين المسلمين في المقام الأول".

 وأضافت: "لقد تحدثنا منذ فترة طويلة، مع الإدارة الأميركية، بشأن توجيه الجزء الأكبر من موارد القمة لمسلمي الولايات المتحدة، بما يقوض سلامة كل واحد منا، ويهدد المسلمين في الولايات المتحدة، لأنه يرسل رسالة مفادها أن مجتمعنا يتعرض للخوف والشك وحتى الكراهية "، وبدون دعم المجتمع المحلي.

وقالت خيرا إن مبادرة واشنطن لمكافحة الإرهاب تتعرض لخطر، وتهدف هذه القمة إلى توثيق العلاقات بين المجتمعات التي تتعرض للإرهاب، كما تدعو إلى إنفاذ القانون.

وقد كشفت إدارة "أوباما" لأول مرة عن هذه القمة في 2010، وبالرغم من تجنبها الإشارة إلى أنها تستهدف فقط المجتمعات المسلمة، إلا أن الجهود العملية المبذولة من قبل المحامين في الولايات المتحدة، ومسؤولي وزارة الأمن الداخلي، كانت تسلط الضوء على المجتمعات الإسلامية.

وتتحدث الإدارة الأميركية عن المعنى الشامل لمبادرة واشنطن، لتشمل خدمات اجتماعية أكبر، إلا أن المسلمين الأميركيين يرون أن الوجه الذي تكشفه الحكومة الأميركية هو الشرطة والمدعين العامين وغيرهم من عناصر الأجهزة الأمنية.

وأوضح المدير التشريعي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية كوري سايلور  :"هناك قلق حقيقي جدًا في المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة، أن ينخرط الكثير من أعضاء هذا المجتمع  في أعمال تطرف عنيفة.

وتابع "لا توجد ثقة في الجهود التي تبذلها الحكومة الأميركية، في سبيل عقد قمة واشنطن لمكافحة التطرف العنيف".

 وأضاف سايلور: "وذلك لأن الحكومة الأميركية كانت في كثير من الأحيان تمد يدها لصداقة المجتمع الإسلامي، بينما تحمل وراء ظهرها في اليد الأخرى الأصفاد أو الكلبشات".