مسيرة دولية ضد التطرف

صرَّح رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، بأنَّ الهجوم الذي شنَّته القوات التونسية أمس الأحد على أحد المنازل الذي تختبئ فيه أكبر خلية متطرفة في ولاية قفصة جنوب البلاد، أسفر عن قتل 9 متطرفين بينهم قيادي بارز مسؤول عن الهجوم المتطرف الذي استهدف متحف "باردو".

وأوضح الصيد في تصريحات صحافية، أنَّ خالد شعيب الذي يعرف أيضًا باسم "لقمان أبو صخر" قد قتل الليلة الماضية خلال عملية في منطقة قفصة القريبة من الحدود الجزائرية.

وأكدت مصادر أمنية تونسية، أنَّ شعيب يعتقد بأنَّه من أبرز قيادات "القاعدة" المتواجدة شمال أفريقيا ويوصف بأنَّه واحد من أخطر المتطرفين في تونس، حيث يشتبه في تورطه أو شروعه في الهجوم الذي وقع في 18 آذار/ مارس على متحف "باردو" الوطني الذي أسفر عن قتل 21 شخصًا غالبيتهم من السياح الأجانب.

وأضافت المصادر أنَّ هؤلاء المسلحين هم أعضاء في اللواء المتطرف الذي يعرف باسم "عقبة بن نافع"، وفي نطاق هذه الأحداث اعتقلت القوات التونسية عددا من الأشخاص الذين لهم علاقة بالهجوم الذي يُعد الأسوأ منذ 13 عامًا.

وبدا واضحًا في لقطات بثتها قناة "CCTV" أنَّ المسلحين يتجولون بحرية حول المتحف، ما يضع علامة استفهام كبيرة ويوحي بانعدام الأمن في أكبر متاحف تونس.

وشهدت البلاد، أمس الأحد، مشاركة عشرات الآلاف من التونسيين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة معلنين تضامنهم للقضاء على التطرف، يتقدمهم الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي، إلى جانب نظيره الفرنسي فرنسواه هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ولفيف من وزراء الخارجية والمسؤولين من بلدان أخرى تضامنوا مع تونس في مكافحتها للتطرف وينضمون للمراسم المنعقدة في تونس في سبيل ذلك بعد آذار / مارس الجاري.

وكانت الحكومة التونسية وجهت الدعوة إلى جميع الأحزاب السياسية للانضمام في مسيرة متجهة من مقر الحكومة في باب إسعدون إلى المتحف الذي شهد الهجوم المتطرف الذي أعلن فيه "داعش" مسؤوليته.

يُشار إلى أنَّ "داعش" في سورية يضم الكثير من المقاتلين الذين يحملون الجنسية التونسية ويصل عددهم لأكثر من 10 مقاتل، وأصدر التنظيم المتطرف بيانًا مكتوبًا ومسموعًا عبر الانترنت يحيي فيه المقاتلين الذين قتلوا من صفوفها على "غزوهم المبارك لأحد أوكار الكفر في تونس المسلمة وتصفهم بالفرسان".