معبر بيت حانون

أكّد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنَّ مئات المواطنين من سكان قطاع غزة، الذين يسمح لهم باجتياز معبر بيت حانون "إيرز"، شمال قطاع غزة، منعوا من السفر، وذلك بسبب خلافات فلسطينية داخلية، ومناكفات سياسية بين موظفين تابعين لهيئة الارتباط والتنسيق الفلسطيني من جهة، وبين هيئة المعابر المشكلة من الحكومة السابقة في غزة من جهة أخرى.

وحذر المركز، في بيان صحافي وصل "فلسطين اليوم"، من التداعيات الكارثية الناجمة عن حرمان مئات المواطنين، ومعظمهم من الحالات الخاصة والإنسانية، من السفر ومغادرة القطاع، داعيًا إلى "ضرورة حل الإشكالات بصورة عاجلة وسريعة، بغية تفادي تفاقم معاناة المواطنين، لاسيما أنّ معبر بيت حانون هو المنفذ الوحيد المتاح لسكان غزة للسفر، وهو المعبر الذي يربط القطاع مع الضفة الغربية والعالم الخارجي".

وبيّن المركز أنّه، صباح الخميس الماضي، أوقف موظفو مكتب التنسيق والارتباط التابع لهيئة الشؤون المدنية العاملين على نقطة 5/5، الواقعة إلى الجنوب من معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، عملهم، احتجاجًا على قيام الأمن التابع للمعبر العامل على نقطة 4/4 بوضع غرفة متنقلة"كرفان"، عند مدخل الممر الأمني الواصل ما بين الجانب الإسرائيلي ونقطة الارتباط، دون علمهم المسبق بهذه الخطوة.

وأشار إلى أنه "سمحت قوات الاحتلال بدخول الحالات المرضية ومرافقيهم دون وجود الموظفين داخل النقطة، أثناء ما تبقى من ساعات عمل المعبر، الخميس، إضافة ليومي الجمعة والأحد، وقد تم منع دخول ما تبقى من الفئات، من تجار وصحافيين وأجانب وأصحاب الحاجات الخاصة، وغيرهم".

وعبّر المركز عن قلقه الشديد من منع مئات المواطنين من السفر عبر معبر بيت حانون بسبب، خلافات فلسطينية داخلية ومناكفات سياسية، معتبرًا أنّ "منع الفئات المحدودة المسموح لها بالسفر من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، يشكل قيودًا إضافية غير مقبولة على حرية حركة وتنقل الأفراد، والتي تضاف إلى جملة القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية المحتلة على سكان قطاع غزة".

وأكّد أنّ "التطورات الجديدة تضاعف من إجراءات تنقلهم وسفرهم التي وسط قيود مشددة، تتخللها ساعات انتظار طويلة في معظم الأحيان، ومعاملة قاسية وحاطة بالكرامة الإنسانية".

يذكر أنَّ الأمن العامل على نقطة 4/4 بيّن أنَّ "وضع الكرفان جاء بسبب أنّ رجل الأمن المفرز على مدخل الممر الأمني لا يجد مكانًا للجلوس فيه، والاحتماء من الأجواء الماطرة".

وأوضح الأمن أنّه "يسمح بدخول جميع الفئات من نقطة 4/4 لنقطة 5/5، على الرغم من أنّ موظفي مكتب الارتباط والتنسيق غير متواجدين، وأنّ الجانب الإسرائيلي لا يسمح بدخول جميع الفئات، ويسمح فقط بدخول المرضى".

ومن جانبه، أكّد مدير عام المعابر في هيئة الشؤون المدنية في قطاع غزة موسى أبو غزة أنّ "إغلاق مكتب الارتباط والتنسيق على معبر بيت حانون جاء بناءً على قرار من هيئة الشؤون المدنية"، مبرزًا أنّ "الجانب الإسرائيلي لا يسمح بدخول جميع الفئات، مستثنيًا الحالات المرضية والمرافقين لها".

بدوره، أعلن مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الوطنية الفلسطينية نظمي مهنا، في تصريحات صحافية، عن قيام الجانب الاسرائيلي بإبلاغ الجانب الفلسطيني، الخميس الماضي، بإغلاق معبر بيت حانون أمام المواطنين، بعد قيام أمن غزة بوضع كرفان متنقل لعناصر الأمن الداخلي داخل المعبر".

وأبرز مهنا أنّ "وضع الكرفان له تداعيات خطيرة سلبية جدًا على سكان قطاع غزة"، مطالبًا بـ"الالتزام بآلية التنسيق اليومية على المعبر، وعدم السماح بوصول أي فرد من أفراد أمن حماس إلى المعبر، للسماح بحرية التنقل لأبناء القطاع كافة".

وفي السياق ذاته، أكّد مدير هيئة المعابر المشكلة من الحكومة السابقة في غزة ماهر أبو صبحة، أنّ الارتباط الفلسطيني التابع لأمن الضفة هو من بادر بإغلاق معبر بيت حانون، (ايريز)، وترك المواطنين عالقين على الحاجز، وسمح للأجانب فقط بالعبور.

وأوضح أنّ "ما حدث، الخميس الماضي، على حاجز بيت حانون، هو قيام الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية في غزة بوضع صندوق حديدي، بطول متر وعرض متر، ليحتمي به رجال الشرطة من المطر والبرد، فتذرع الارتباط الفلسطيني بأن الجانب الإسرائيلي رفض هذا الإجراء من طرفنا".