خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز

في أول قراراته عقب توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تنفيذه لأمر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين 
الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليًا للعهد. 

وكان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادماً للحرمين الشريفين وملكًا للسعودية، مشيراً إلى

أن مبايعته من المواطنين ستتم بعد صلاة عشاء اليوم الجمعة، في قصر الحكم في الرياض.

ويأتي قرار العاهل السعودي الجديدإثر البيعة، رسالة تأكيد على سلاسة انتقال السلطة في المملكة العربية السعوديّة.

وقراره يأتي استناداً لأمر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الصادر بتاريخ 27 آذار 2014، الذي يقضي باختيار الأمير مقرن ولياً لولي العهد، إذ جاء بنص الأمر الملكي وقتها "في يوم الخميس الموافق 26 جمادى الأولى 1435 أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمرًا ملكيًا يقضي بأن يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد".

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة مسجّلة وجهها لشعبه، "الحمد لله القائل (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه".

وأضاف "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ومليئة بالحزن والأسى، أتوجه إلى الشعب السعودي الوفيّ، والأمّة العربيّة والإسلاميّة، بالعزاء في فقيد الأمّة الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي شاء الله عز وجل أن يختاره إلى جواره، بعد أن أمضى حياته مبتغيًا طاعة ربه، وإعلاء دينه، ثم خدمة وطنه وشعبه، والدفاع عن قضايا الأمّتين العربيّة والإسلاميّة".

وأردف "إننا لنسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء عما قدمه من أعمال جليلة في خدمة دينه ثم وطنه وأمته. كما نسأله سبحانه أن يرزقنا الصبر والأجر، ولا نقول إزاء هذا المصاب الجلل إلا ما أمرنا الله به (إنا لله وإنا إليه راجعون)".

وتابع موجهًا خطابه للشعب السعودي، "إنني، وقد شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إليه سبحانه مبتهلًا أن يمدني بعونه وتوفيقه، وأسأله أن يرينا الحق حقًا، وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه. وسنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وعلى أيدي أبنائه من بعده ـ رحمهم الله ـ ولن نحيد عنه أبدًا، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".

وأشار إلى أنَّ "أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها، وسنواصل في هذه البلاد، التي شرفها الله بأن اختارها منطلقًا لرسالته، وقبلة للمسلمين، مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا. مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال".

وشدّد على أنه "الله أسأل أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء ومكروه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

ويأتي ذلك بعدما أعلن الديوان الملكي عن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة.