القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
نجحت حركة حماس في تجنيد مستوطنين في محيط قطاع غزة؛ لتوريد الحديد لها من داخل إسرائيل مقابل المال.
وسمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، الاثنين، بنشر تفاصيل اعتقال الشرطة الإسرائيلية، الشهر الماضي، 3 مستوطنين إسرائيليين، من بينهم مستوطن ساكن في إحدى المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، لاتهامهم بالتورط في نقل بضائع ممنوعة إلى قطاع غزة؛ لإعادة إنشاء الأنفاق التي تم تدميرها خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وبحسب التفاصيل، فإنَّ أحد المستوطنين في غلاف غزة، وهو صاحب شركة للصناعات الزراعية، استغل التصريح الذي معه لنقل بضائع إلى القطاع وتواصل مع تاجر فلسطيني من أجل تنفيذ التهريب.
هذا واعترف المتهمون خلال التحقيق بالأمر، وقالوا: "كان علينا أنَّ نجد دخلاً لنا"، مؤكدين أنهم قاموا بتحويل المواد مقابل مبالغ كبيرة.
واتضح من خلال التحقيق أنَّ تاجرًا من غزة تواصل مع التجار ودعاهم إلى تنفيذ الأمر، وكان يدفع لهم كل مرة بطريقة مختلفة، وتم التنسيق لنقل البضائع عن طريق معبر كرم أبوسالم بعد تخبأتها في شاحنات.
كما أظهرت التحقيقات أنَّ البضائع كانت تصل إلى بيت التاجر في "أشكول"، وهناك يتم تفريغها بما فيها كميات كبيرة جدًا من الحديد، ويتم تحميلها مرة أخرى وتخبئتها لتوصيلها إلى غزة.
وأشار موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الاثنين، إلى أنه سبق وحذر جهاز "الشاباك" التجار الإسرائيليين من التعامل مع أحد التجار في غزة كونه مرتبط مع حركة حماس، ولكن التاجرين الإسرائيليين قاما بخطوات تجارية ومالية عدّة، منها فتح حسابات بنكية جديدة وغيرها لمنع جهاز "الشاباك" من ملاحقتهم، ومن ثم ارتبطوا مع إسرائيلي من سكان "أشكول" لتنفيذ عمليات التهريب.
وأشار الموقع إلى أنه جرى ضبط شاحنة بداية شهر كانون الثاني/يناير 2015 على معبر "كرم أبو سالم" بناءً على معلومات قدمت من جهاز "الشاباك" ، والتي قادت إلى اعتقال المتهمين الثلاثة، إذ تبين في التحقيقات أنَّ المواد تم تحميلها وسط إسرائيل على الشاحنة، ومن ثم وصلت إلى الإسرائيلي في "اشكول"، فأعاد تحميل المواد وتغليفها بطريقة يصعب اكتشافها كي يتم تهريبها إلى غزة.
وضمن هذه القضية اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 تجار فلسطينيين من قطاع غزة أحدهم من مدينة خان يونس والباقي من مدينة غزة بمساعدة جهاز "الشاباك" وذلك خلال منحهم تصاريح دخول إلى الضفة الغربية والأراضي المحتلة العام 1948، إذ وجهت لهم لائحة اتهام بتهريب مواد إلى حركة حماس تستخدم في تأهيل الأنفاق.
وأشار الموقع إلى أنَّ جهاز "الشاباك" حقق مع 26 إسرائيليًا وفلسطينيًا في هذه القضية، وتشير التقديرات بأنه تم تحقيق أرباح في النصف الثاني من العام 2014 ملايين من الشواكل.
وقدرت المصادر الأمنية أنَّ حماس اشترت حديد خلال هذه الفترة بقيمة 30 مليون دولارًا، وكانت تدفع للتجار الإسرائيليين مبلغ مليون ونصف شيكل شهريًا جراء ذلك، كذلك قامت حركة حماس بشراء مواد اتصالات وأجهزة "UPS" بقيمة تصل من 8 إلى 9 مليون شيكل في السنة، مولدات كهرباء وسيارات بقيمة 360 ألف شيكل شهريًا، ومواد كهربائية وكوابل اتصالات بقيمة مئات الآلاف الشواكل شهريًا.