غزة – محمد حبيب
كشفت اعترافات قدمها جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن محاولة مقاتلي كتائب "القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، أسر جندي إسرائيلي بواسطة كمين واشتباكات عنيفة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة إبان الحرب الأخيرة خلال الصيف الماضي.
وجاءت اعترافات الجنود خلال تكريم قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدد من جنود لواء "النحال" الذين وقعوا في كمين لـ"القسام" في بيت حانون وخاطروا بحياتهم لمنع المقاومة الفلسطينية من أسر أحد الجنود.
واعترف ضابط ومسؤول فصيل في وحدة "نحال" يدعى جلعاد يسترنك بمحاولة مقاتلي "حماس" خطف جثة أحد الجنود من أمامهم حينما كان ومجموعة من الجنود في أزقة بيت حانون.
وأضاف يسترنك في اعترافه "كنا في أحد الأزقة وكان برفقتنا أربعة أفراد من وحدة "يهلوم" كانوا يستعدون لتفجير عبوات مزروعة في الشارع، وقبل تفجيرها ببرهة أُطلقت عليهم قذيفة مضادة للدروع ما أدى لإصابتهم بجراح وقتل أحدهم فوراً وهو يغال يسون.
وتابع "بعد إطلاق القذيفة انهال علينا إطلاق النار من كل مكان كأبواب جنهم، أُطلق علينا الرصاص الخفيف والقذائف المضادة للدروع والقنابل اليدوية، مشيرًا إلى أنَّه بعد برهة قصيرة لاحظ جنديين من وحدته ملقيين تحت البوابة الحديدة فزحف باتجاههم وأزالها عنهم، لافتًا إلى أنه ألقى ثلاث قنابل يدوية على المقاومين وأعلن عبر جهاز اللاسلكي عن وجود إصابات كثيرة في المكان.
ولفت الضابط يسترونك إلى أنَّ مقاتلي "حماس" بدؤوا بالالتفاف حول المكان، وشاهد اثنين منهم يقتربان من الجنود فأطلق عليهم القنابل والرصاص دون أن يدري ما حل بهم، وأضاف "بعد خمس دقائق وصل إلى المكان الضابط يوغاف أوفير الذي قتل الجندي بعدما أصيب بطلق ناري، فيما بدأ مرافقه بإنقاذ الجرحى إلا أنه أصيب خلال الاشتباك".
وبيَّن أنه بدأ بعدّ الأفراد لديه خوفًا من أسر أحدهم، وخلال ذلك لاحظ وجود جثة الجندي في يهلوم غال يسون ملقاة في الشارع وحاول أحد الجنود سحبها لكنه لم يستطع بسبب كثافة النيران، وتابع شاهدت مجموعة من المقاتلين تحاول الاقتراب من الجثة، ما دفعني للمناداة على الجندي القريب منه بأن يسحبه من قدميه قبل خطف الجثة، فسحبها وبدأنا ننسحب وحينها ألقيت علينا قنبلة.
ويصف ضابط في وحدة "النحال" بنيف هرتمان في اعترافه الكمين الذي وقع فيه، قائلًا "في الجمعة 25 تموز/ يوليو كنا 70 جنديًا على ثلاث مجموعات في ثلاثة منازل متجاورة، فجأة سمعنا صوت انفجار ضخم في باب الغرفة التي كنا فيها وعليه سقط جنديان من المجموعة التي كنت فيها وبعدها بدأت النيران تنهمر علينا من كل اتجاه".
ونوّه إلى أن الانفجار تسبب في خلع أحد الأبواب الحديدية التي طارت باتجاه الجنود وملأت الجو غبارًا وجعلتهم لا يرون شيئًا، مشيرًا إلى أنّ مقاتلي "حماس" أطلقوا قذيفة هاون على المكان ما تسبب بإصابة جندي يدعى غال غانون.