جيش الاحتلال الإسرائيلي

اعترف قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بأنهم لم يحققوا أيًا من أهداف العدوان الأخير على غزة والذي استمر 51 يومًا وأحدث دمارًا هائلًا في القطاع إضافة لسقوط أكثر من 2000 شهيد وآلاف الجرحى. ووجه قائد المنطقة الجنوبية الأسبق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء يوأف غالانت انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، متهمًا إياها بعدم تحقيق أي هدف خلال الحرب على غزة.

وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن غالانت وجه انتقادات لنتنياهو قائلاً: "لم تكن هناك قيادة جيدة".

وصرّح غالانت، خلال مقابلة مع موقع الصحيفة: أن نتنياهو لم يعرف كيف يتخذ قرارات ضد "حماس" خلال الحرب على غزة.

وكان معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي نشر أخيرًا تقريرًا مفصلًا عن العدوان الأخير على قطاع غزة، بما فيه من تداعيات ونتائج وأسباب.

وجاء في التقرير الواقع في 191 صفحة أن حركة "حماس" أعدت نفسها جيدًا للمعركة عبر حفر الأنفاق الهجومية والدفاعية والعابرة للحدود، وكذلك إعداد ترسانة صواريخ ضخمة بالإضافة لقذائف الهاون القاتلة، وتسببت في قتل حوالي ثلث الجنود الإسرائيليين.

وأضاف اللواء السابق أن "حماس" كانت تهدف من وراء ذلك إلى تجاوز عقبات منظومة القبة الحديدية التي اعترضت العدد الأكبر من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى.

 وركزت الحركة ضرباتها صوب أهداف استراتيجية إسرائيلية كمطار بن غوريون شرق تل أبيب ومفاعل "ديمونا" بالنقب.

وأردف قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، أن الحركة كانت تخطط لعمليات قتل جماعية داخل المستوطنات القريبة من القطاع، بالإضافة لأسر الجنود والمستوطنين داخل القطاع عبر خطة معدة سلفًا وممتدة على طول القطاع وعرضها من خلال عشرات الأنفاق الهجومية العابرة للحدود.

واستغلت حماس – بحسب التقرير- إخلاء سكان مناطق غلاف غزة خلال الحرب للتدليل على انتصارها في المعركة، كما بنت مقرات سرية للقيادة والسيطرة مكنتها من مواصلة القتال على مدار أيام المعركة عبر سلسلة أوامر قيادية ومنظمة.

وأشار التقرير إلى تمكن "حماس" من بناء قوتها على مدار السنوات الماضية، والاستفادة منها عبر الجولات السابقة، مشيرًا إلى منظمات كبيرة كحزب الله ستستفيد من تجربة "حماس" في الحرب الأخيرة.

وجاء في التقرير، أن أحد أهداف الحرب كان عزل "حماس" عن محيطها المجتمعي، ودق إسفين بينها وبين حاضنتها المجتمعية في القطاع، وتمثل ذلك بقصف الأبراج السكنية في الأسبوع الأخير من المعركة؛ وذلك في محاولة لفك هذا التحالف بين رؤوس الأموال في غزة و"حماس".

ولفت التقرير إلى فشل هذا المخطط إلى حدٍ ما؛ بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين ما عكس الصورة، وجعل المزيد من هذه الطبقات تؤيد نهج "حماس".

ورأى التقرير أن فرصة نادرة أتيحت لـ"إسرائيل" من أجل خلق تعاون إقليمي مع الدول المعتدلة التي وقفت ضد "حماس" خلال الحرب، بل وانتظرت أن تقضي "إسرائيل" عليها كالسعودية ومصر والأردن.

 لكن "إسرائيل" لم تكن ترغب في توطيد علاقاتها مع هذه الدول في حينها حتى لا يطلب منها دفع ثمن سياسي من قبيل العودة للمفاوضات، أو تبني مبادرة السلام العربية.

ونوّه التقرير إلى أن المعركة لم تعرف بعد المنتصر فيها؛ فحماس تقول إنها انتصرت عبر قدرتها على الصمود على مدار 51 يومًا من المعركة، وقدرتها على مواصلة إطلاق الصواريخ والهاون على المدن والبلدات الإسرائيلية، بالإضافة لعمليات الأنفاق.

 وترى "إسرائيل" أنها انتصرت كونها نجحت في ضرب البنية التحتية لـ"حماس"، وتمكنت من قتل أربعة من كبار قادة الجناح العسكري للحركة.

وذكر التقرير أن مصطلح النصر لا يمكن أن يناسب الحرب مع منظمات "إرهابية" كحماس وحزب الله، ويناسب الحروب مع الجيوش النظامية أكثر كحرب الأيام الستة عام 1967.

وأضاف التقرير أنه "بالإمكان الإشارة إلى نصر إسرائيلي في المعركة لو تمكنت من منع تسلح "حماس" وباقي المنظمات الفلسطينية".

وكانت إسرائيل شنت عدوانًا على قطاع غزة استمر 51 يومًا "7 حزيران/يونيو-26 آب/أغسطس" أدى إلى استشهاد نحو 2160 فلسطينيًا وجرح أكثر من 11 ألفًا آخرين، بينما قتل 74 جنديًا إسرائيليًا وجرح أكثر من ألف، بحسب اعتراف جيش الاحتلال.

يُشار إلى أن قائد المنطقة الجنوبية "يوأف غالانت" انضم الآن لحزب " كولانو _ جميعنا "، موشيه كحلون.