لندن ـ سليم كرم
وصف الجهاديّ البريطاني سيدارثا دهار، انضمّ أخيرًا إلى تنظيم "داعش" في سورية، شرطة المملكة المتحدة بـ"البلهاء"، بعدما هرب عبر الحدود الأوروبيّة عقب الإفراج عنه بكفالة، على ذمّة التحقيق الجاري في شأن تورّطه وسبعة أخرين بالتخطيط لأعمال عنف.
ونشر دهار صورة له، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يظهر فيها ممسكًا ببندقية، ويحمل في يده الأخرى طفلاً صغيرًا، وكتب مغرّدًا "مع طفلي حديث الولادة وهاشتاج لإسم أمير داعش".
ودعا في تغريدات لاحقة الآخرين إلى الهجرة إلى أيّة منطقة تقع تحت سيطرة "داعش"، فيما غرّد، الثلاثاء، "يالها من شرطة بلهاء في المملكة البريطانة التي سمحت لي بالانتقال إلى أوروبا ومن ثم الانضمام لداعش"، وأضاف "نأمل قريبًا أن ننضم للقوات لمحاربة الحملة الصليبية العالمية ضد الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".
وكان دهار من بين الثمانية، ومنهم الداعية المتطرف أنجم تشودري، الذين اعتقلتهم الشرطة، وحققت معهم، في أيلول/سبتمبر الماضي، على خلفية الاشتباه بهم في التورط في أعمال إرهابية، قبل إطلاق سراحهم بكفالة، والطلب منهم العودة إلى الشرطة في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، في حال اتهامهم بأية تهم أخرى.
ونشرت التغريدات عقب ما صرح به النواب من ارتكاب المخابرات والأمن لأخطاء فادحة في تأخر التحقيقات مع مايكل أديبولاجو، وميشيل أدوبوائل، قاتلي الحرس النظامي لي ريجبي، في وولويتش، العام الماضي.
وكشف المدعي العام، قبل أسبوعين، لقضاة محكمة ويستمنستر، أن دهار قد هرب من الرقابة على الحدود، واستقل مركبة إلى باريس مع زوجته وأولاده، بعد يوم من إطلاق سراحه بكفالة، ومن المرجح أنه في سورية.
وفي جلسة الاستماع، التي تمّت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أكّد لوقا بونتي أنَّ "المتهم لم يمتثل لتلك الشروط بتسليم وثائق سفره إلى الشرطة، وأعتقد أنه لم يعد في السلطة القضائية، وأنه موجود في سورية".
وانتقد وزير الداخلية السابق ديفيد ديفيز الأجهزة الأمنية للسماح لدهار بالهروب، على الرغم من اعتقاله أخيرًا، وشهرته على وسائل الإعلام، حيث ظهر دهار في الصيف الماضي على شبكات "CNN"، و"BBC"، معلنًا عن دعمه لـ"داعش"، ومبديًا رغبته في السفر للانضمام إلى المسلحين.
واعتبر المحلل في مؤسسة "كويليام" لمكافحة التطرف تشارلي وينتر، أنَّ التهاون مع دهار ورحلته إلى باريس، ومن ثم إلى وجهته ومقصده، أظهر حقيقة مدى انتشار الأجهزة الأمنية.
وأضاف "من المرجح أن دهار قد انضم إلى داعش، رغم أنه قالها صراحة في العديد من المناسبات على شبكات التليفزيون الوطني ومع ذلك تمكن من الفرار، وهذا مؤشر على مدى انتشار الأجهزة الأمنية والقدرة على تتبع الأفراد الذين هم عرضة لخطر الانضمام إلى الجهاديين في سورية والعراق".