طرابلس - فاطمة السعداوي
امتدّ الحريق الذي اندلع في أكبر صهريج لتخزين النفط الليبي، إلى صهريجين آخرين، جرّاء الاشتباكات المتواصلة بين قوات "فجر ليبيا" المتطرفة والتي تحاول منذ 13 كانون الأول/ ديسمبر السيطرة على "الهلال النفطي" من جهة، وحرس المنشآت النفطية التابع لقوات الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وارتفع عدد القتلى إلى 50 جنديًا ومقاتلًا من الجانبين.
وأكدت مصادر ليبية مطلعة، الجمعة، أنَّ الحريق الذي اندلع في صهريج في ميناء السدر النفطي، في ليبيا، امتد إلى صهريجين آخرين، بعد أن أصاب صاروخ أكبر مرفأ في البلاد أثناء الاشتباكات المستمرة بين قوات "فجر ليبيا" وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضحت المصادر أنَّ ما لا يقل عن 50 شخصًا قتلوا وجرح العشرات منذ ليل الخميس الماضي، في هجمات واشتباكات مستمرة في مدينتي سرت وبنغازي، ومحيط ميناء السدرة النفطي، ومنطقة بئر الغنم غرب البلاد.
وكشفت مصادر طبية في مدينة سرت، عن وصول 18 جثة لجنود ينتمون إلى الكتيبة 136مشاة المكلفة بحراسة محطة الخليج البخارية لتوليد النفط في منطقة القبيبة غرب المدينة إلى مستشفى "ابن سيناء"، بعدما تعرضوا لإطلاق نار من مجهولين يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم "أنصار الشريعة" الذي ينشط بحرية في سرت منذ مدة طويلة بعدما نهب العام الماضي أكثر من 50 مليون دولار من بنوك المدينة.
وفي السياق نفسه، أكد مستشفى مدينة سرت، استلام جثة ابنة الدكتور المصري الذي قتل وزوجته الأربعاء الماضي في المدينة، وكانت الضحية اختطفت بعد اغتيال والديها وعثر على جثتها لاحقا, فيما بيّنت مستشفى الزاوية التعليمي، الجمعة، استلامها 3 جثث لمسلحين قتلوا في الاشتباكات المتواصلة منذ صباح الخميس في منطقة بئر الغنم، إضافة إلى استقباله 14 جريحًا منهم.
فيما قتل جنديان في مطار وقاعدة "الأبرق" الجوية شرق مدينة البيضاء إثر محاولة اقتحام من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيمات متطرفة متركزة في مدينة درنة المجاورة.
وصرّح مصادر في الحكومة المؤقتة، بأنَّ حراس القاعدة تمكنوا من إفشال مخطط لزرع عبوات ناسفة تحت الطائرات الحربية الرابضة في المطار، فيما كشف مجلس "شورى مجاهدي درنة" عن تدمير طائرتين حربيتين من طراز "ميغ 23" داخل القاعدة باستخدام عبوات لاصقة.
وشهدت المناطق القريبة من وادي كحيلة اشتباكات عنيفة الخميس، بين حرس المنشآت النفطية وقوات "فجر ليبيا" التي تحاول منذ 13 ديسمبر السيطرة على الهلال النفطي الممتد من بن جواد غربا إلى اجدابيا شرقا، وأصابت قذيفة للقوات المهاجمة خزان للنفط في ميناء السدرة ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، والتي امتدت لاحقًا إلى صهاريج أخرى.
وعلى الصعيد نفسه، تتضارب الأنباء والتصريحات بشأن، إعلان متحدث باسم "فجر ليبيا" للمرة الثانية سيطرة قواته، على ميناء السدرة النفطي، بينما نفى مصدر من حرس المنشآت النفطية سيطرة الجماعة المتطرفة على الميناء، موضحًا أنَّ قوات الحرس تمكّنت من صد الهجوم وإجبار المهاجمين على التراجع إلى بن جواد.
وكانت الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليًا برئاسة عبد الله الثني، أصدرت بيانًا، الخميس، بأنَّ تجدد هجوم قوات "فجر ليبيا" على منطقة السدرة النفطية "يهدد الوحدة الوطنية الليبية، وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية".
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الإجراءات من خلال مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية لمنع سيطرة "الجماعات المتطرفة على الموارد النفطية للشعب الليبي".
وتسبَّبت العمليات العسكرية في منطقة الهلال النفطي في انخفاض إنتاج ليبيا من النفط إلى نحو 200 ألف برميل مقابل 800 قبل الأزمة، وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط في هذا الصدد من العواقب الخطرة لوضع موانئ النفط ووحدات الإنتاج الحالي.
وأشارت إلى أنَّ مستويات إنتاج النفط في البلاد متدنية وهي لا تلبي حتى متطلبات الاستهلاك المحلي، داعية إلى تحييد النفط "قوت كل الليبيين في هذه الصراعات"، محذرة من أنَّ "الصراع الدائر في البلاد يؤشر إلى احتمال الانزلاق نحو نفق مظلم حيث المجهول".