غزة – محمد حبيب
اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين اليهود صباح الخميس باحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية لليوم الخامس عل التوالي.
ونشر حزب "الليكود" اليميني الحاكم في دولة الاحتلال، إعلانًا عبر مواقعه الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، دعا فيه أنصاره للمشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الأقصى صباح الخميس.
وجاء في الإعلان: "اعمل لأجل القدس، المدينة المقدسة، اعمل لأجل تسيون... شباب الليكود يدعوكم لمشاركتنا في الصعود إلى جبل الهيكل يوم الخميس"، وجاء الإعلان، حسب الحزب، احتفالا بأيام التوبة التي تسبق عيد الغفران التلمودي، وأكد أن الاقتحام للمسجد الأقصى سيكون "نوعيًا".
يذكر أن قوات الاحتلال ومستوطنيه يقتحمون الأقصى منذ الأحد الماضي، وأحرقوا جزءًا من محتويات المصلى القبلي عند محاولتهم إخلاء المرابطين من داخله في محاولة منهم لترسيخ التقسيم الزماني والمكاني في المسجد، بالإضافة إلى إغلاق باب المغاربة والسلسلة بالسلاسل والجنازير وتحطيم باب الجنائز.
وبالرغم من الضغوطات التي مارسها مكتب رئيس وزراء إسرائيل زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، فإن العشرات من ناشطين الحزب "الشبيبة" يستعدون لاقتحام المسجد الأقصى، وفقا لما نشره موقع الإذاعة العبرية "ريشت بيت".
وأشار الموقع إلى أن ناشطين حزب "الليكود" وجهوا أمس دعوة لشبيبة الحزب لاقتحام المسجد الأقصى اليوم صباحا، ضمن ما أسموه حقهم في دخول المستجد الأقصى والتأكيد بأن إسرائيل هي التي تسيطر على هذه المنطقة.
وبحسب الموقع حاول مكتب نتنياهو منع وصول ناشطين الحزب إلى المسجد الأقصى ومارس ضغوطات عليهم، ومع ذلك فأن هؤلاء الناشطين لم يرضخوا لهذه الضغوطات وسيتوجهون اليوم للمسجد الاقصى.
في هذا السياق دعت حركتي حماس و الجهاد الإسلامي لاعتبار يوم غد الجمعة يوم غضب ونفير عام في كافة مناطق فلسطين نصرة للمسجد الأقصى والمرابطين في ساحاته.
وطالبت الحركتين في بيانات منفصلة، جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في التظاهرات التي ستخرج في كافة المناطق الفلسطينية.
وانتشرت قوات الاحتلال الصهيوني بشكل كبير في منطقة صور باهر القريبة من المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، لتأمين زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فيما تجمهر المقدسيون في المنطقة للتصدي لزيارة نتنياهو الاستفزازية.
في السياق ذاته، اقتحم الحاخام الصهيوني المتطرف يهود غليك المسجد الأقصى برفقة عدد من المستوطنين بالتزامن مع زيارة نتنياهو لصور باهر، فيما تصدى له المرابطين في المسجد الأقصى، وأصيب عدد منهم جراء الاعتداء عليهم من جنود الاحتلال.
وكان مكتب نتنياهو أعلن أمس عن نيته زيارة المناطق "الحساسة" في مدينة القدس، والتي يتم فيها إطلاق الحجارة على المستوطنين، على خلفية الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية خلال ما يسمى بعيد رأس السنة العبرية.
كما أن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي حذر، العدو الصهيوني من مغبة التصعيد العدواني ضد المسجد الأقصى، مهددًا الاحتلال بأن استمرار الاعتداء عليه وعلى المرابطين داخله وفي باحاته خطًا أحمرًا، سيقلب كل حساباتهم.
وأكد الدكتور الهندي، أن ما يحدث في المسجد الأقصى هو نية مبيتة عند حكومة الاحتلال لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتقسيمه مكانيًا بتخصيص أماكن خاصة لليهود في باحات الحرم.
من جهته، قال الرئيس محمود عباس "نحن في القدس وسنبقى فيها وسنحمي مقدساتنا المسيحية والإسلامية، ولن نغادر بلدنا، وسنبقى متمسكين بكل ذرة من ترابها".
وأضاف: "كل قطرة دم أريقت في القدس هي دماء زكية ما دامت في سبيل الله، وكل شهيد سيكون في الجنة، وكل جريح سيكون له الثواب"، متوجهًا بالتحية إلى المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى.
فيما اعتبرت حركة "حماس" التصعيد الصهيوني ضد المسجد الأقصى المبارك هو "إعلان حرب"، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف جريمة الاحتلال قبل انفجار الوضع.
وقال الناطق باسم الحركة، الدكتور سامي أبو زهري، في تصريح صحافي أمس: "إن التصعيد "الإسرائيلي في المسجد الأقصى هو إعلان حرب، والمجتمع الدولي عليه أن يتحرك لوقف الجريمة "الإسرائيلية" قبل انفجار الوضع بأكمله، وشعبنا لن يسمح بتمرير المخطط "الإسرائيلي" المجرم".