رام الله/غزة ـ وليد أبوسرحان/محمد حبيب
واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح الثلاثاء، غاراتها العنيفة على قطاع غزة، واستهداف الأبراج السكنية، وتدميرها بصورة كاملة، طالت برجي المجمع الإيطالي، وبرج الباشا وسط قطاع، بصواريخ ثقيلة، أدت إلى تسويتهما مع الأرض، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من يوليو/ تموز الماضي إلى 2138 شهيدًا، من بينهم 578 طفلاً، و261 امرأة، و102 مسن، فضلاً عن إصابة 10930 آخرين.
وأعلنت المصادر الطبية الفلسطينيّة، بعد ظهر الثلاثاء، عن استشهاد مواطنين اثنين في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في حي الشعف شرق مدينة غزة.
وأوضح شهود عيان، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ طائرات الاحتلال أطلقت صاروخًا واحدًا على الأقل تجاه مجموعة من المواطنين كانوا يسيرون قرب مسجد البشير، شرق حي الشعف، إلى الشرق من مدينة غزة.
وأصيب مواطنان جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي قرب كراج البلدية في شارع الوحدة، وسط مدينة غزة، كما قصفت الطائرات منزلاً يعود لعائلة البلتاجي في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، مما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه.
وأصيب نحو عشرين فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على برج رقم واحد في المجمع الإيطالي في شارع النصر، غرب مدينة غزة، بينهم خمسة من المسعفين.
ودمرّت طائرات الاحتلال الحربية، في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، البرج بشكل كامل بواسطة طائرات "أف 16" بعد أن قصفته بطائرات الاستطلاع، ويضم البرج قرابة المئة شقة سكنية، وعشرات المحلات التجارية، ويقع وسط مجموعة من الأبراج التي أخليت تمامًا.
كما دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، برجًا سكنيًا مكونًا من 14 طابقًا وسط مدينة غزة، هو الثاني خلال أقل من خمس ساعات، دون الإعلان عن وقوع إصابات.
وأشار شهود عيان إلى أنَّ مقاتلات حربية إسرائيلية قصفت برج "الباشا" بثلاثة صواريخ، ما أدى لاشتعال النيران فيه، وتدميره بشكل شبه كامل، وإلحاق أضرار بالغة في عشرات المنازل المحيطة به، موضحين أنَّ "البرج المستهدف يضم نحو 48 شقة سكنية، ويحتوي على مكاتب صحافية ومؤسسات مدنية فلسطينية"، لافتين إلى أنَّ "جيش الاحتلال الإسرائيلي استبق القصف الحربي للبرج بقرابة النصف ساعة بتحذير سكانه ومطالبتهم بإخلائه".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب أشرف القدرة أنَّ "القصف الإسرائيلي لبرج الباشا لم يسفر عن وقوع أيّة إصابات في صفوف الفلسطينيين".
هذا، واستمر القصف الجوي العنيف على مناطق مختلفة من قطاع غزة، الثلاثاء، ما أسفر عن استشهاد شابين، جراء قصف في شارع النفق وسط غزة، وهما محمد معين أبو عجوة وحسن عمر الصواف، وإصابة نحو 25 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم 4 من طواقم الدفاع المدني، وصحافيين اثنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، مبنى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني غرب مدينة غزة، دون أن يتم الإعلان عن وقوع إصابات.
وأفاد شهود عيان أن مقاتلات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد مبنى مقر المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني في حي الرمال غرب مدينة غزة، ما أدى لإلحاق أضرار بالغة في المبنى.
ودمرت طائرات الاحتلال منزل المواطن حسام شلدان في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ومنزل عائلة العيماوي في حي الصبرة، بعد قصفه بصواريخ طائرات بدون طيار، في حين أصيب نحو ثلاثين فلسطينيًا في قصف منزل في محيط مدرسة الزهراء وسط غزة.
في سياق متّصل، أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق أنّ "ما يقوم به جيش الاحتلال من تدمير للمنازل والأبراج السكنية في غزة، هي دليل على سياسة التخبط والجنون التي أصابتهم، بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم بالحرب على قطاع غزة".
واعتبر الرشق، في تصريح صحافي الثلاثاء، أنَّ "هذه السياسة تعبّر عن حالة غل كبير لدى الاحتلال، وهو سلوك لصوص ومرتزقة"، موضحًا أنَّ "إسرائيل تحاول إحداث خسائر كبيرة لشعبنا في الربع ساعة الأخيرة، من أجل كسر إرادته وتدفيعه ثمن احتضانه للمقاومة".
وأضاف "نحن لا نقرأ هذا الفعل الإسرائيلي علامة إنجاز أو انتصار، هذا سلوك المنهزم"، مشدّدًا على أنَّ "هذا البطش والدمار لن يزعزع إرادة الشعب الفلسطيني التي ستفشل هذه السياسة، كما أفشلت المقاومة أهداف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو".
وتابع "شعبنا سيبقى أكبر من بطش الاحتلال وجبروته، ولن تؤثر عليه كل هذه الوسائل الإجرامية، وسيعيد بناء ما دمره الاحتلال".
وأبرز أنَّ "قضية إعادة بناء كل ما دمره الاحتلال هي المعركة المقبلة لكل القوى الفلسطينية، وهي معركة البناء واحتضان الشعب الفلسطيني الوفي للمقاومة".
وأشار إلى أنّ "هذه القضية قاتلت من أجلها المقاومة طيلة فترة المفاوضات وكانت على رأس أولوياتها".
وأردف "بالتواصل مع المجتمع الدولي والأصدقاء، سنعوض الناس، وبعد أن يتم ذلك سنضمد جراحهم ونعمل على تخفيفها بكل ما أوتينا"، مبيّنًا أنّه "حق المواطن الذي قدم كل شيء وبقي محتضنًا للمقاومة برغم الثمن الباهظ الذي حاول نتنياهو أن يدفعه له، أن نقف معه ونضمد جراحه".
إلى ذلك، تواصل القصف الصاروخي، صباح الثلاثاء، من قطاع غزة نحو البلدات والمدن الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، مرورًا بأسدود ومدينة عسقلان، ووصولاً إلى حيفا وتل أبيب.
وأعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، في بيان لها، أنّها "قصفت مدينة حيفا بصاروخ من طراز (R160) وتل أبيب بـ 4 صواريخ (M75)، صباح الثلاثاء".
وأضافت أنَّ "هذا القصف جاء ردًا على سياسة قصف الأبراج السكنية ومنازل الآمنين في قطاع غزة"، مبرزة أنها "قصفت عسقلان بصاروخين من نوع (قسام)".
وفي المقابل، أكّدت الإذاعة الإسرائيلية أنّ صواريخ عدة أطلقت من قطاع غزة تجاه "غوش دان" وتل أبيب، زاعمة أن نظام "القبة الحديدية" تمكن من اعتراض صاروخ واحد متجه نحو وسط "غوش دان".
وتابعت أنَّ صافرات الإنذار دوت في أسدود وعسقلان "رامات هشارون" والمجالس الإقليمية في الجنوب، وأن أحد الصواريخ أصاب منزلاً في عسقلان أوقع أضرارًا مادية.
وأفادت مصادر طبية إسرائيلية أنَّ من 18إلى 36 شخصًا أصيبوا بحالات هلع، نتيجة شظايا وسقوط صاروخ بصورة مباشرة على مبنى سكني في عسقلان.
وأشار رئيس بلدية عسقلان ايتمار شمعوني إلى أنّه "تم استعمال صواريخ جديدة لم نراها في الماضي".
وأردف "ليعلم الجميع، لن يتم فتح العام الدراسي في عسقلان، لن نشكل خطرًا على حياة 30 ألف من طلاب مدارسنا".
وأعلنت مصادر طبية في مؤسسة "نجمة داوود الحمراء" الإسرائيلية أنَّ شخصين أصيبا بجروح طفيفة، جراء سقوطهم في الطريق إلى مكان آمن في "بيت تكفا، ريشون لتسيون"، وأصيب ثلاثة أشخاص بالهلع في "هرتسيليا" وتل أبيب وأسدود.