القاهرة - إيمان إبراهيم
عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جلسة محادثات الخميس، مع الملك الأردني عبد الله الثاني، في قصر رغدان في العاصمة عمان، لبحث آخر المستجدات في العالم العربي، لاسيما التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن، والأوضاع الخطيرة في سورية والعراق.
وصرَّح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، بأنَّ المحادثات شهدت تأكيدًا على الحرص المتبادل بين مصر والأردن لتعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، بما يساهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين، ولاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وأوضح يوسف، أنَّ الزعيمين استعرضا عددًا من مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما في أعقاب الزيارة التي أجراها ملك الأردن إلى واشنطن أخيرًا، واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الأميركيين، حيث تم تبادل وجهات النظر والرؤى بشأن آفاق جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتطورات على صعيد مشروع القرار العربي المرتقب تقديمه إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الفلسطيني في غضون فترة زمنية محددة.
ودعا الجانبان جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة إلى العمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي وتذليل كل العقبات التي تقف حائلًا أمام استئناف المفاوضات وفقًا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وعلى الصعيد السوري، توافقت رؤى الجانبين على أهمية وجود أفق سياسي لحل الأزمة السورية، يحفظ وحدة الأراضي ويحافظ على سلامتها الإقليمية ويصون لشعبها مقدرات الدولة الاقتصادية ومقوماتها الأساسية، المتمثلة في مؤسسات الدولة الوطنية، مما يمكنها من تطويرها وتفعيلها عقب الانتهاء من تلك الأزمة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في العراق، تناول اللقاء التقدم الذي تم إحرازه على صعيد مكافحة التنظيمات المتطرفة في العراق، وتأكيد لأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، ودعم جهود الحكومة للم الشمل الوطني وتحقيق وحدة وتكاتف أبناء الشعب العراقي.
وعلى صعيد مكافحة التطرف، اتفقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على تصويب الصورة السائدة عن الإسلام وإظهاره بطبيعته السمحة الحقيقية التي تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر، حيث شهد اللقاء تأكيدًا على ضرورة تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية لتحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال التنسيق والعمل المشترك.
وفي هذا الإطار، تم التأكيد على محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الإسلامي الوسطي، تساهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتكافح الأفكار المتطرفة والهدامة، فضلًا عن أهمية توفير سبل الدعم والمساندة له ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأكمل.