غزة – محمد حبيب
صرَّح عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود الزهار، بأنَّ الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة سيكسر، وأنَّ حركته تمتلك ألف وسيلة لرفعه. وأكد الزهار خلال كلمة ألقاها، مساء الجمعة، على أنقاض مسجد الشافعي وسط مدينة غزة، أنَّ حركته لن تقبل بأن تواصل "إسرائيل" حصار قطاع غزة. ووجه حديثه لدولة الاحتلال، قائلًا "لقد عرفتمونا جيدًا في معركة العصف المأكول، وحماس ضربت نظرية أمنكم في مقتل، وعليكم أن تتعظوا وترفعوا الحصار عن غزة"، مشيرًا إلى أنَّ المقاومة في قطاع غزة لن تتخلف عن الضفة المحتلة، مؤكدًا أنها ستصل إليها رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي ومعاونيه، على حد قوله.
وطمأن الزهار الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أن حركته لن تنساهم، وستحررهم كما في صفقة وفاء الأحرار، ولفت إلى أنَّ العلاقة بين حركة "حماس" وبعض الدول العربية عادت لتتحسن، مبينًا أنَّ "حماس" ستعمل جهدها لأجل ذلك.
وختم قائلًا أنّ بندقيتهم لا يمكن أن توجه لأي جندي مهما كان، لأن إستراتيجية "حماس" موجهة صوب الاحتلال الإسرائيلي فقط، مبينًا أن حركته لن تغير إستراتيجيتها ومقاومتها، لأن كل انتصار تحققه بمثابة شرف للأمة العربية والإسلامية.
وطالب مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان خليل أبو شمالة، حركة "حماس" بالإعلان عن هدنة مشروطة لمدة عشرة أعوام لتمكين نفسها وشعبها من إعادة بناء ما دمره الاحتلال.
وأوضح أبو شمالة على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنّ ذلك سيعطي فرصة للضغط على الرئيس من أجل تنفيذ المصالحة، وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، وتقديم "حماس" لنفسها بوجه يقبله المجتمع الدولي.
وأضاف إنّ "من لا يرى كيف وصلت الأمور بين السكان والأسر الفلسطينية من فقر وبطالة وانعدام لأسس ومقومات الحياة فهو يعيش في عالم آخر غير غزة"، مشيرًا إلى أنّ السياسة لا تحقق نتائج كبرى بنظرية واحدة في ظل المتغيرات و"تسونامي" الذي يضرب المنطقة.
وشدَّد القيادي في حركة "حماس" يحيى موسى، على أنَّ أي مقترحات تتعلق بالتهدئة تقدم للحركة، ويشتم منها أي أمر بهدف التجزئة أو الاستفراد بجزء من الوطن، لا يمكن لحركة "حماس" أن تقبل بها أيًا كانت.
ونوَّه موسى في تصريح صحافي بأنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل "حماس" بتجزئة الوطن، وبجزء دون الآخر، وهي ملتزمة بوحدة الأرض ووحدة الشعب الفلسطيني، وبيّن أنّ موضوع "التهدئة" يتحدث به بعض الزوار الذين يأتون لزيارة قطاع غزة، لكن لا يوجد شيء بالمعنى الصحيح يمكن البناء عليه.
ودعا موسى، الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إلى أن يأخذ قرارًا فوريًا بتحقيق الوحدة مع حركة "حماس" والمجموع الوطني؛ لأنه الطريق للتصدي لنزوح المجتمع الإسرائيلي باتجاه التطرف الصهيوني.
وأكد أنّ القضية ليست قطاع غزة بل "إنّ العدو يريد أن يستفرد بالضفة الغربية ويهودها"، لافتا إلى أنَّ الرئيس عباس الذي راهن على تحولات ونتائج الانتخابات الإسرائيلية أصبحت الحقيقية واضحة أمامه تمامًا الآن، وهي "أنَّ المجتمع الصهيوني ينزاح نحو مزيداً من التطرف والعدوان على شعبه".
وأضاف إنّه عليهم أخذ العظة والعبر، فلا يمكن أن يلجموا الاحتلال إلا في التصدي له جبهة واحدة، وأن يكون التزامًا وطنيًا جماعيًا كفاحيًا واحدًا، مشددًا على أنّه ليس أمامهم إلا هذا الحل.
وطالب القيادي في "حماس" وعضو المجلس التشريعي، بأن تتوقف السلطة بالمراهنة على التفاوض، وأن توقف التنسيق الأمني، لتكون مرحلة جديدة بإستراتيجية كفاحية تجمع الكل الفلسطيني، وأن "ينفذ أبو مازن ما تم الاتفاق عليه في المصالحة، وعدم التردد والمراهنة على أطراف هنا أو هناك".
وكان عضو الدائرة الإعلامية في الحركة طاهر النونو، أكد أنّ حركته تدرس مقترحات تقدمت بها أطراف دولية بشأن تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن المقترحات تأتي استكمالًا لجهود تثبيت وقف إطلاق النار.
وأكدّ النونو في تصريح صحافي أمس، أنَّ الحركة ستعرض هذه المقترحات على الفصائل الأخرى، وستتشاور معها بغرض الخروج بموقف موحد، وستعلن بعد ذلك عن ردها بهذا الخصوص، مشيرًا إلى أن هذه الرسائل لم تتبلور بعد وما زالت طور الدراسة.
ونوه بأنه لا يعرف حتى الآن بالتحديد من هي الجهات التي تقدمت في مقترح التهدئة الذي تقوم حركة "حماس" بدراسته، وهل هو ما ذكر في الإعلام الإسرائيلي بأن المبعوث الأممي روبرت سيري قد قدم مقترحاً إسرائيليًا يقضى بإبرام تهدئة مع "حماس" لمدة خمسة أعوام على الأقل أم أنّ هناك أطرافًا أخرى، وربما عربية تلعب دوراً في موضوع التهدئة.