غزة – محمد حبيب
كشف عضو الإطار القيادي لمنظمة "التحرير" ورئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ياسر الوادية، عن اجتماع رئيس الوزراء رامي الحمد الله مع الفصائل الفلسطينية سيعقد الخميس في قطاع غزة لمناقشة القضايا العالقة.
وذكر الوادية في تصريحٍ صحافي، الخميس، أن اجتماع ممثلي الفصائل الفلسطينية مع الحمد الله ووزراء الحكومة المتواجدين في غزة، سيعقد الخميس الساعة الواحدة ظهرًا في الفندق الذي يتواجد فيه الوفد.
وأشار إلى أن الاجتماع سيعقبه لقاءًا آخرًا للشخصيات الفلسطينية المستقلة مع رئيس الوزراء والوفد الزائر؛ بغرض مناقشة القضايا والأزمات الخدماتية التي يعانيها القطاع.
وأجمع محللون سياسيون على أن زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الدكتور رامي الحمد الله إلى غزة لن تقدم شيئًا للملفات العالقة في القطاع وذلك لأسباب متعددة أبرزها أن الحكومة لا تملك أي قرار سياسي لحل الملفات.
وأوضح المحللون في تصريحات منفصلة أن الزيارة تأتي لاستكشاف المواقف وليس لوضع الحلول كما أنها رسالة سياسية إلى الدول العربية التي ستعقد القمة العربية بعد يومين.
وشدد المحللون على أن توجه السلطة الفلسطينية لبدء حوارات المصالحة يأتي بعد الضغوط الشديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ظل تكليف بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة والتي يُعتقد أنها ستكون أكثر تطرفًا وعنجهية من الحكومات السابقة.
ويرى المحلل السياسي أسعد أبو شرخ، أن زيارة الدكتور رامي الحمد الله لقطاع غزة لن تحقق نتائج إيجابية ملموسة على الأرض لعدم جدية السلطة في إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية إلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
وأضاف أبو شرخ: "كلما وجدت السلطة نفسها في مأزق اتجهت نحو المصالحة لذلك فهي تتلاعب بالشعب الفلسطيني تارة بالمفاوضات وتارة بالذهاب إلى المؤسسات الدولية وتارة أخرى بالمصالحة دون جدية في ذلك".
وأوضح: "عندما أفرزت الانتخابات "الإسرائيلية" حكومة بنيامين نتنياهو التي تعتبر من أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفًا، فإنه ذهب إلى المصالحة، مشيرًا إلى أن الشعب يريد مصالحة حقيقية تكون على برنامج المقاومة واستراتيجية وطنية لتحقيق ما لم تحققه المفاوضات على مدى 20 عامًا.
وبشأن ما يتعلق بمشاكل قطاع غزة قال: "لا أعتقد أن هناك جدية في حل مشاكل قطاع غزة، وكان الأولى على السلطة أن تضع غزة على سلم اهتماماتها بعد حرب 2008-2009 إلا أن عدم اهتمام السلطة بغزة بعد ثلاثة حروب يؤكد أن السلطة تريد أن تعاقب سكان قطاع غزة لأسباب لا نعرفها".
وأشار إلى أن الموظفين سواء مدنيين أو عسكريين يجب أن يتم توظيفهم في الحكومة فالتوظيف ليس حكرًا على تنظيم بعينه فيجب أن تضم الحكومة كافة الأطياف من فتح وحماس وفصائل أخرى.
ووصف المحلل السياسي حسن عبدو زيارة الحمد الله لغزة بالاستكشافية لطرح مواقف السلطة والإطلاع على مواقف الفصائل الفلسطينية.
وذكر عبدو في تصريح صحافي: "نأمل أن تُشكل الزيارة اختراقًا واسعًا في جدار الانقسام الصلب وأن تضع مفتاحًا لحل تلك المشاكل التي يعاني منها سكان قطاع غزة".
وأردف: "رغم تلك الأمنيات إلا أنه في الحقيقة لا أتوقع أن تُحدث الزيارة تقدمًا ملموسًا في كل المشاكل التي تتراكم بشكل يومي في غزة".
وأوضح عبدو، أن المطلوب عقد ورش عمل بشكل متواصل بين الحكومة والمواطنين لوضع الحلول الإبداعية لإنهاء أزمات قطاع غزة، فإنجاز ملفات القطاع من كهرباء وماء وإعمار وموظفين ومعابر وحصار لا يمكن أن يتم من خلال زيارة أو زيارتين من قبل رئيس الحكومة فنحن بحاجة إلى زيارات متتالية لإنهاء مشاكل قطاع غزة.
ولم يبد المحلل السياسي طلال عوكل تفاؤلًا كبيرًا من إحداث الزيارة تقدم في الملفات العالقة والمشاكل التي يعاني منها قطاع غزة.
وقال عوكل في تصريح له: "أزمات قطاع غزة لا تُحل إلا بقرار سياسي وحكومة الدكتور الحمد الله لا تملك القرار السياسي لذلك فهي لا تملك الحل، فقد شكلت لجانًا مع حركة حماس لبحث المشاكل وأخشى أن تكون هذه الزيارة ككل الزيارات السابقة التي لم تحدد شيئًا".
ولفت المحلل السياسي إلى أن خطاب الحمد الله حمل رسائل سياسية موجهة إلى الدول العربية خاصة مع قرب عقد القمة العربية بأن الفلسطينيين بدأوا بمعالجة مشاكلهم وبالتالي على العرب ألا يلعبوا بالتناقضات الفلسطينية الداخلية.
وطالب عوكل الفصائل بحوار استراتيجي لمواجهة التحديات الجديدة مع تشكيل حكومة المتطرفين الإسرائيليين.
وكان خليل الحية القيادي في "حماس" أعلن عقب اجتماع الحمد الله ووزراء الحكومة، تشكيل لجنة مشتركة من الحكومة والحركة لحل الإشكاليات التي يعانيها قطاع غزة، وعلى رأسها الإعمار والموظفين والكهرباء.
ووصل وفد حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله إلى قطاع غزة ظهر الأربعاء، فيما من المقرر أن يلتقي نائب رئيس حركة "حماس" في غزة إسماعيل هنية خلال زيارته التي تستمر ليومين.