الاعتداءات ضد المواطنين في الضفة

صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" الإسرائيلي في ختام جلسة مطوَّلة عقدها الليلة الماضية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على سلسلة من الإجراءات والاعتداءات ضد المواطنين في الضفة بما فيها القدس.وكلّف نتنياهو وزيرة القضاء الإسرائيلي المتطرفة بتقصير مدة الإجراءات المطلوبة لهدم منازل المواطنين.

وقرر استمرار تكثيف قوات الاحتلال في الضفة، كما سيتواصل تعزيز قوات الاحتلال والشرطة في القدس بمئات من أفرادها وتكليفها بالعمل في عمق الأحياء العربية شرق المدينة.
وصادق المجلس المصغر أيضًا على تكثيف الاعتقالات الإدارية ضد المواطنين وفرض غرامات مالية وأحكام سجن على الفتية الذين يتهمهم الاحتلال بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات المستوطنين.

وقرر المجلس إبقاء الوضع القائم في المسجد الأقصى، مما يعني استمرار السماح للمستوطنين باقتحام المجلس ومنع المصلين تحت سن 50 عامًا من دخول المسجد.
وفي المقابل اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الأثنين، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، مع أعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية، في حضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم.
ووضع الرئيس، المجتمعين في صورة الوضع السياسي على ضوء جولته الأخيرة واجتماعاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورفع علم فلسطين، ولقاءاته مع العديد من الرؤساء والمسؤولين ووزراء الخارجية، حيث أكد الرئيس أن "موقفنا السياسي في وضع جيد وأن التأييد الدولي لحقوقنا الوطنية وقضيتنا العادلة تتسع رقعته ويتعمق، دعمًا لمطالبنا العادلة بإقامة دولتنا المستقلة".

وأمام هذا الوضع، طالب الرئيس أعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية باليقظة والحذر وتفويت الفرصة على المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصعيد الوضع وجره إلى مربع العنف.
وأصدر الرئيس تعليماته لاتخاذ عدد من الإجراءات لضمان حفظ الأمان للوطن والمواطنين، وستستمر اجتماعات المجلس العسكري لمتابعة التطورات والأحداث الحالية.
ميدانياً فجّرت قوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، منازل تعود إلى ثلاثة شهداء في القدس، وأغلقت منزل شهيدٍ رابع بالأسمنت المسلح، تنفيذًا لقرارات المجلس الوزاري المصغر في حكومة الاحتلال 'الكابيبنت'.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، بعد منتصف الليلة الماضية، وشرعت بضرب طوق عسكري حول منازل شهداء في الحي، قبل أن تُفجّر منازل عائلات الشهداء: غسان وعُدي أبو جمل، ومحمد جعابيص، في حين أشرف رئيس بلدية الاحتلال، المتطرف 'نير براخات' شخصيًا على إغلاق منزل الشهيد معتز حجازي في حي الثوري في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بصب الباطون المسلح.

وأعلنت لجنة أولياء أمور الطلبة في جبل المكبر عن إضراب شامل في المدارس احتجاجًا على تفجير منازل الشهداء، في ما تم نقل سيدة بسيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر بعد إصابتها بحالة إغماء خلال عملية التفجير.
وصاحب عملية التفجير مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال التي أطلقت وابلًا من القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية. في حين يسيطر التوتر الشديد على المنطقة والأحياء المجاورة.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بعد منتصف الليلة الماضية منازل الشهداء محمد جعابيص وغسان أبو جمل في قرية جبل المكبر، ومعتز حجازي في سلوان، وأخرجت من فيها واحتجزتهم في جهة معينة، ومنعتهم من الحركة، لتنفيذ أوامر 'الكابيننت' بحق منازلهم، علمًا بأن قوات الاحتلال اقتحمت قبل يومين محيط منازل الشهداء وصوّرت مداخلها والطرق المؤدية لها.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على الشاب علاء داود أبو جمل، كما حطمت أثاث بعض منازل العائلة قبل اخلائها.
يذكر أن الشهيد محمد نايف جعابيص 20 عامًا، من حي جبل المكبر ارتقى بتاريخ 4-8-2014، بعد إطلاق 47 رصاصة عليه من مسافة قريبة، بعد اصطدامه بحافلة 'ايجد'، في شارع رقم “1” مقابل حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، ورغم أن الشهيد كان يتواجد في عمله وكان قد تناول طعام الغذاء مع مسؤول العمل ورفاقه، إلا أن سلطات الاحتلال تصر على ادعائها بأن جعابيص نفذ عملية فدائية في جرافته.

أما الشهيد الأسير المحرر معتز إبراهيم خليل حجازي 32عامًا، ارتقى شهيدًا بتاريخ 30-10-2014، بعد اغتياله من قبل وحدة خاصة أثناء محاصرته على سطح منزله في حي الخلة- الثوري في بلدة سلوان، بحجة أنه أطلق النار على الحاخام اليميني المتطرف يهودا غليك غربي القدس، في حين ارتقى الشهيدان غسان محمد أبو الجمل 32 عامًا، وعُدي عبد أبو الجمل 21 عامًا، بتاريخ 18-11-2014، بعد تنفيذهما هجومًا على كنيس يهودي في مستوطنة “هار نوف” في قرية دير ياسين في القدس المحتلة، وأغلق الاحتلال بالباطون منزل عدي خلال شهر تموز/يوليو الماضي.

واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، ليلة الأثنين، وصباح الثلاثاء، خمسة مواطنين على الأقل من مناطق متفرقة من محافظة الخليل، فيما تسبب مستوطن بانقلاب سيارة فلسطينية على طريق دورا الظاهرية نتج عنه إصابة السائق بكدمات ورضوض.
وأفاد محمد عياد عوض الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت أمر، بأن قوة من جيش الاحتلال داهمت البلدة فجر الثلاثاء، واعتقلوا الشاب مهند خالد سليمان العوادي (26 عامًا) وهو أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال أكثر من عامين.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال قد اعتقلت قبل منتصف الليلة، الأشقاء الثلاثة: عدي وقصي وعبد الله إبراهيم مسالمة خلال مرورهم بسيارتهم من منطقة مثلث خرسا جنوب دورا.

وأضافت المصادر، أن جنود الاحتلال حطموا سيارتهم خلال مرورها من ساحة المواجهات في مثلث خرسا، كما واعتقلت قوات الاحتلال الشاب هاني الجولاني خلال تواجده في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، الليلة الماضية.
وتسبّب مستوطن في انقلاب سيارة فلسطينية، ليلة الأثنين، وخروجها عن الشارع الرئيسي بين الظاهرية ودورا، بعد تعرضها للمضايقة من قبل سيارة المستوطنين، ما أدى إلى إصابة سائقها علي عبد الرحيم أبو شيخه، بكدمات ورضوض.

وفي ساعات الفجر، هاجمت مجموعة من مستوطني مستوطنة "بيت يتير" شرق مدينة يطا، منزل المواطن محمود خليل ابو قبيطة بالحجارة، ما أدى إلى إصابة نجله أسامة 10 سنوات، ونقل إلى مستشفى أبو الحسن القاسم في يطا لتلقي العلاج ووصف أطباء حالته بالمستقرة.
وقالت مصادر محلية، إن المستوطنين، هاجموا منزل أبو قبيطة بالحجارة ما أدى إلى تحطيم زجاج نوافذه وتحطيم الحمامات الشمسية وإلحاق أضرار بالمنزل، كما تم ترويع الأطفال داخل المنزل.