المسجد الأقصى المبارك

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء، الشاب المقدسي خضر العجلوني من أمام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب السلسلة، واقتادته إلى أحد مراكزها في المدينة للتحقيق، بينما واصلت منع النساء من دخول المسجد.

وأوضح شهود عيان أن شرطة الاحتلال الخاصة واصلت، لليوم التاسع على التوالي، منع النساء والفتيات من كافة الأعمار من دخول المسجد الأقصى المبارك، لصالح اقتحاماتٍ جديدة لعصابات المستوطنين اليهود والتي تستمر حتى ساعات الظهيرة.

وصرح أحد العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية بأن الأقصى بات خلال فترات المنع شبه فارغ من المصلين بفعل إجراءات الاحتلال المتواصلة منذ عدة أيام بحق النساء والفتيات والطالبات والشبان ممن تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

ونظمت النساء والفتيات اعتصامٍ أمام باب السلسلة أحد أبواب الأقصى، ورفعن لافتات احتجاجية، فيما تصدح حناجرهن بهتافات التكبير بوجه المستوطنين الخارجين من المسجد الأقصى بعد انتهاء اقتحاماتهم له.

وهددت قوات الاحتلال المعتصمات بالاعتداء والسجن والإبعاد عن القدس القديمة، وحاولت إبعاد النساء عن الحواجز العسكرية الحديدية مما تسبب بتوتر في المنطقة.

أما عصابات المستوطنين فجددت اقتحامها للأقصى من باب المغاربة عبر مجموعات صغيرة ومتلاحقة وبحراسات شُرطية معززة ومشددة خلال جولات المستوطنين الاستفزازية في رحاب الأقصى المبارك.

ونصبت شرطة الاحتلال منذ صباح اليوم الحواجز الحديدية على أبواب المسجد الأقصى، ومنعت كافة النساء من الدخول إليه ، فيما منعت بعض الشبان من دخوله، كما عرقلت دخول طلاب مدارس الأقصى الشرعية (الذكور والبنات) إلى مدارسهم داخل الأقصى .واقتحم اثنان من عناصر مخابرات الاحتلال بأسلحتهما الأقصى، وقاما بجولة فيه كما قاما بتصويره.

واعتقلت قوات الاحتلال مواطنين من عند باب السلسلة، كما اعتدت على المرابطين بالضرب والدفع.

وأوضح مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني أن الاحتلال يواصل فرض حصاره على الأقصى، بمنع المسلمين من الدخول إليه ونشر الحواجز على الأبواب.

وقال الشيخ الكسواني:" إن الاحتلال يلاحق المسلمين ويمنعهم من دخول الأقصى والصلاة فيه بحرية، كما يلاحق أموات المسلمين باقتحامه مقبرة باب الرحمة الإسلامية ووضع أسلاك وأعمدة فيها، فالاحتلال يصعد من إجراءاته في الأقصى ومحيطه لتهويد القدس ومصادرة كل شيء فيها.

وتواصل النساء الرباط على أبواب المسجد خاصة عند باب السلسلة، رافعات شعارات تطالب بالسماح لهن بالدخول إلى الأقصى وعدم حرمانهن من الوصول إلى المسجد.
في سياق متصل صادرت سلطات الاحتلال صباح الأربعاء أجزاء من أراضي مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى، بالتزامن مع فرض حصارها على المسجد للأسبوع الثاني على التوالي.واقتحمت قوات كبيرة من عناصر ما يسمى "سلطة الطبيعة" بحراسة من قوات الاحتلال مقبرة باب الرحمة، وشرعوا في وضع أسلاك شائكة حول مساحة واسعة من أراضي مقبرة باب الرحمة، تمهيدًا لتحويلها "لمسارات للحدائق الوطنية".

وأوضح رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية مصطفى أبو زهرة أن سلطات الاحتلال صادرت اليوم أجزاء واسعة وجديدة من مقبرة باب الرحمة بعضها فارغ من المقابر وبعضها فيه مقابر، بوضع أسلاك شائكة حولها، لرسم حدود جديدة للمقبرة.

وأضاف أبو زهرة أن مقبرة باب الرحمة هي أملاك للأوقاف الإسلامية، وعملت سلطات الاحتلال منذ أعوام على مصادرة أجزاء واسعة من أراضيها ومنعت المسلمين من دفن مواتهم فيها لتحويلها "لمسارات سياحية للحدائق الوطنية"، واليوم تم وضع أسلاك شائكة وأعمدة حديدية على طول المنحدر الشرقي للمقبرة.ولفت أبو زهرة إلى أن بعض القبور تم مصادرتها اليوم حيث وضعت خارج الأسلاك الشائكة.

وكانت سلطات الاحتلال قامت قبل حوالي أسبوعين بوضع أسلاك شائكة على أراض خاصة لعائلتي الحسيني والأنصاري وهي أرض ملاصقة لمقبرة باب الرحمة تقع مقابل سور المسجد الأقصى من الجهة الشمالية الشرقية.

وأضاف أبو زهرة أن الاحتلال يريد اليوم وضع حدود جديدة لمقبرة باب الرحمة الإسلامية، إلا أن مقبرة باب الرحمة لها أسوارها وحدودها المعروفة منذ مئات السنين.

وأضاف أن الاحتلال يدعي أن بحوزته قرار من المحكمة للعمل ووضع أسلاك في المنطقة، لكنه لم يبزر وذلك.وأضاف شهود عيان أن أكثر من 40 شابًا من أهالي سلوان حضروا إلى مقبرة باب الرحمة، وتصدوا للعمال بخلع الأعمدة والأسلاك من المنطقة، وأجبروهم على التوقف عن العمل داخل المقبرة، حيث أن جزءًا كبيرًا من مقبرة باب الرحمة مخصص لدفن أهالي قرية سلوان، الملاصقة للمقبرة.