تدهور الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين

تدهورت الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بشكل خطير جراء الإهمال الطبي الذي تتبعه مصلحة سجون ومعتقلات الاحتلال حيالهم، لاسيما وأنَّهم يعانون من البرد القارس جرَّاء نقص الأغطية الحاد في فصل الشتاء. وتلجأ سلطات الاحتلال إلى تعذيب الأسرى الفلسطينيين ببرد الشتاء وعدم توفير الأغطية الشتوية لهم في حين تترك أجسادهم عرضة للبرد، الأمر الذي ينعكس بصورة خطيرة على صحة المرضى منهم الذين يتعرضون للإهمال الطبي.

وحذَّر المشاركون في الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، الثلاثاء، من أنَّ استمرار الإهمال الطبي بحق الأسرى سيؤدي إلى حدوث كارثة حقيقية يدفع ثمنها الأسرى من أجسادهم.

وصرّح رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع، خلال الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة، بأنَّ الاحتلال يشن حربًا حقيقية ضد الأسرى وعائلاتهم، فقد زاد عدد المحرومين من الزيارة، ويسمح لتنظيم دون آخر بالزيارة، لافتًا إلى أنَّ إدارة السجون تتعمد ممارسة أساليبها القمعية، خصوصًا في فصل الشتاء، حيث منعت إدخال الملابس والأغطية الشتوية، ما فاقم معاناتهم.

وأشار قراقع إلى أنَّ الوضع داخل السجون قابل للانفجار في أي لحظة، مضيفًا أنَّ المطلوب مساندة حقيقة للأسرى ودعمهم في خطواتهم الاحتجاجية، والتي ربما يتبعها إضراب مفتوح عن الطعام إذا لم تستجب إدارة السجون لمطالبهم.

وحمّل الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى المرضى، الذين لا يقدم لهم الاحتلال الإسرائيلي العلاج اللازم، حيث باتوا يعيشون وضعًا صحيًا خطيرًا بسبب الإهمال، وعزل بعض الأسرى في أوضاع صعبة.

وحول الأسرى الإداريين، أوضح قراقع، أنَّ هناك 550 أسيرًا محكومين بالسجن الإداري، وتم تجديد الاعتقال للكثير منهم، بالإضافة إلى إعادة الأحكام لعدد من الأسرى المحررين في صفقة شاليط، مناشدًا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ الأسرى.

من ناحيته، أفاد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، بأنَّ هناك أسرى جددًا ومن ضمنهم سعيد البنا من مدينة طولكرم، والأسير حسين سواعدة من رام الله ضحايا للإهمال الطبي المتعمد من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، حيث أجريت لهما عمليات جراحية وأوضاعهما الصحية غاية في الخطورة.

ومن جهتها ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أنَّ أسرى سجن "عوفر" يشتكون بشكل متواصل من البرد القارص وقلة في الحرامات والملابس والأغطية الشتوية، لاسيما مع تزايد أعداد المعتقلين الجدد الذين يدخلون السجن بشكل يومي ولا يملكون سوى ملابسهم.

وأوضح بيان الهيئة الصادر عنها الثلاثاء، أنَّ أسرى "عوفر" يشتكون كباقي السجون من منع أهالي الأسرى من إدخال الأغطية والحرامات من خلال الزيارات، وكذلك من إلغاء تردد قناة تلفزيون فلسطين، وحرمان مئات الأسرى من الزيارات.

ولفت البيان إلى أنَّ الأسير أحمد إبراهيم مزاحم، دخل عامه الـ13 في سجون الاحتلال، كما دخل الأسير إبراهيم سمحان من رام الله عامه الـ14 في السجن، وكلاهما يقبعان في عوفر.