غزة – علياء بدر
تتواصل معاناة المزارعين الغزيين في المناطق الحدودية القريبة من مستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية، جرّاء الاعتداءات المتواصلة لجرّافات الاحتلال التي لم تتوقف يومًا عن تجريف أراضيهم وتنقيبها بحثًا عن أنفاق أو منصاتٍ للصواريخ، إضافة إلى حرمان المئات منهم من الوصول إلى أراضيهم المتاخمة للسياج الفاصل بين حدود القطاع والأرض المحتلة عام 1967.
يقول المزارع إبراهيم النجار الذي تعرّض بيته للتدمير في الحرب الأخيرة على القطاع في بلدة خزاعة المنكوبة، أنَّه اعتاد على زراعة قطعة أرض مستأجرة بمحاذاة الشريط الحدودي، موضحًا أنَّه زرعها في هذه الموسم بالقمح والشعير على أمل أن يحصد ما تجود به عليه، لسد رمق عائلته الكبيرة، مضيفًا "استأجرت جرّافة على حسابي الخاص لتسوية الأرض التي جرّفتها آليات الاحتلال التي خلَّفت فيها حفرًا يزيد عمق الواحدة منها على 10 أمتار، أثناء عمليات البحث عن الأنفاق".
ويضيف النجار، أنَّه بعد إعادة تسوية الأرض وردم الحفر التي تسبّب بها الاحتلال، حاول أن يستفيد منها لتعويض خسارته في المواسم السابقة، لاسيما بعد تجريف الأشجار كلها وتدمير شبكة الري فيها، موضحًا "حتى بعد العدوان لم يتركنا الاحتلال وحالنا وكل ما حل بنا من دمار بل يلاحقنا يوميًا بإطلاق النار علينا وعلى جراراتنا الزراعية التي باشرت حرث الأراضي لزراعة هذا الموسم"، هكذا بدا حال المزارع النجار في آخر حديثه .
الوجع ذاته موزع على كل أشكال الحياة الزراعية في البلدة، المزارع يوسف النجار وعضو لجنة الطوارئ في البلدة، أشار إلى أنَّ "ما مساحته 350 دونمًا من الدفيئات الزراعية جرَّفها الاحتلال، كانت تسد حاجة عشرات العائلات في البلدة والتي باتت من دون دخل أو عمل".
وبيّن عضو لجنة الطوارئ أنَّ كارثة زراعية حلت بالبلدة التي كانت تعتبر سلة غذائية مهمة في القطاع، جراء عدوان الاحتلال المتكرر عليها، مشيرًا إلى أن لجنة الطوارئ عملت جهدها من أجل مساعدة المزارعين في عودة النشاط الزراعي في البلدة.
من جانبه، أكد رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك، أنَّ البلدية سعت وبالتعاون مع بعض المؤسسات الدولية على تقديم مشاريع خدماتية للمزارعين، من أهمها تسوية الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية لضمان عودة المزارعين لها في أقرب فرصة.
و اشتكى أبو روك من قلة الإمكانات التي تعاني منها البلدية وتعيق تقديم خدماتها للمواطنين بشكل يناسب حجم الدمار الذي حل بالبلدة وخصوصًا المنازل والأراضي الزراعية، موضحًا أنَّ البلدية وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية تبذلان جهودًا كبيرة في خدمة المزارعين والتخفيف من معاناتهم.
وأوضح رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، أنَّ التواصل مع الجهات الدولية قائم على مدار الساعة من أجل وقف اعتداءات الاحتلال على المزارعين والذين كفلت حقوقهم كل الشرائع والقوانين الدولية، مؤكدًا أنَّ الخطوة الأبرز هي دعم مقومات الصمود لهذا المزارع الذي بدأ يعود إلى أرضه ويمارس نشاطه الزراعي.
واستطرد الشوا "يومًا بعد يوم يؤكد الاحتلال بعدوانه واعتداءاته على أهالي القطاع احتقاره لكل مظهر من مظاهر الحياة في القطاع، لكن المواطن الفلسطيني يبرز له كصخرة في وجه كل المخططات التي تحاول إبعاده عن أرضه، ويضع الجميع أمام مسؤولياته لدعم صموده في وجه الاحتلال".