عملية الجرف الصامد

قدَّمت لجنة التحقيق الخاصة بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، التي عينتها الأمم المتحدة برئاسة مري مكغفان ديفس، الاثنين، تقريرها الذي اتهمت فيه إسرائيل والفصائل الفلسطينية بارتكاب جرائم حرب خلال العملية المعروفة باسم "الجرف الصامد".

وأوصت اللجنة في تقريرها الذي قدمته للأمم المتحدة في مقرها في جنيف، المجتمع الدولي بدعم عمل وامتداد ولاية المحكمة الجنائية الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واقتبس التقرير أقوال أحد الشهود من سكان مدينة رفح التي شهدت في آب/أغسطس المنصرم، عملية إسرائيلية واسعة بعد أن خشيت من وقوع أحد جنودها في أسر الفلسطينيين "كل عشر ثوان كان انفجار".

وبيّنت رئيسة اللجنة القاضية ديفيس "حين تتعرض حياة جندي إسرائيلي للخطر فإنهم يتجاهلون القوانين كافة". وأشارت في تقريرها إلى جمعها معلومات كثيرة تشير إلى احتمال ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب وكذلك الفصائل الفلسطينية المسلحة.

وأضافت في إيجاز قدمته خلال مؤتمر صحافي عقدته الاثنين، في مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة جنيف، "كان حجم الدمار والمعاناة في غزة شيئا غير مسبوق من حيث الحجم والانتشار وسيصل تأثيره إلى الأجيال القادمة، هناك في إسرائيل يوجد تجمعات سكنية تعيش تحت تهديد الخوف الدائم أيضا".

وأشار التقرير إلى تميز الأعمال العدائية التي دارت العام المنصرم بالزيادة الكبيرة والجوهرية في حجم وقوة النار التي استخدمت خلال الحرب حيث نفذت إسرائيل 6 آلاف غارة جوية وأطلقت أكثر من 50 ألف قذيفة دبابة ومدفعية وقتل خلال 51 يوما من الحرب 1462 فلسطينيا ثلثهم من الأطفال، كما أطلقت الفصائل الفلسطينية 4881 صاروخا وقذيفة إضافة إلى 1753 قذيفة "هاون" في اتجاه الأراضي الإسرائيلية وأدت الحرب إلى قتل 6 مدنيين إسرائيليين وجرح 1600.

وقتل مئات الفلسطينيين داخل منازلهم خصوصًا من النساء والأطفال ووصفت الشهادات التي أدلى بها الناجون وبعض شهود العيان الذين شاهدوا الغارات الجوية القاسية، الغارات التي حولت المنازل إلى ركام وغبار وتراب خلال ثوان معدودة .

وأصدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تعليماته لوزراء حكومته بعدم إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام للرد على تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخاص بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. ومن المرجح أن يصدر بيانًا موحدًا من مكتبه للرد على التقرير.

ويظهر من الإحصاءات التي قدمها تقرير الأمم المتحدة، خطأ كبير في الأرقام تتنافى مع الإحصاءات الصادرة من قطاع غزة عن العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوماً والذي خَلَفَ الكثير من الخسائر البشرية بلغت آلاف الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين.

وبلغ عدد ضحايا الحرب 2147 شهيداً, بينهم 530 طفلا, و302 امرأة بينهن أكثر من أربعين مسنّة, و23 من الطواقم الطبية, و16 صحافياً, و11 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ووصل عدد جرحى العدوان إلى 10870 فلسطينيا تراوحت إصاباتهم بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، بينهم 3303 أطفال و2101 امرأة.

ورحبت حركة "حماس"، الاثنين، بإدانة الأمم المتحدة للاحتلال الإسرائيلي لارتكابه جرائم حرب خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة في تموز/ يوليو ، وفق تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة.

وأبرزت الحركة في بيان صحافي أنّ "هذه الإدانة الصريحة للاحتلال تستلزم جلب قادته إلى المحكمة الجنائية الدولية، والمحاكم الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم في حق شعبنا".

وأكدت "حماس" على ضرورة وضع حد لهذا الاحتلال ووقف العدوان والحصار الاسرائيلي المتواصل على الشعب والارض الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة.