مواجهات في القدس

أصيب أربعة مواطنين بجروح والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، الجمعة، جراء قمع الاحتلال الإسرائيلي مسيرة: بلعين وكفر قدوم والنبي صالح الأسبوعية.

وأكدت اللجنة الشعبية لمقاومة "الجدار والاستيطان" في بلعين، في بيان صحافي أنّ "جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، صوب المشاركين في المسيرة عند اقترابهم من جدار الفصل العنصري القديم؛ ما أدى إلى إصابة عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، كفاح منصور (33 عامًا) برصاصتين معدنيتين في ساقيه".

وأوضحت اللجنة أن "منصور، نقل إلى مجمع "فلسطين الطبي" في رام الله، والعشرات من المواطنين وناشطين سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق الشديد".

ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.

وذكرت اللجنة، في بلعين، أنّ "فعالية الجمعة؛ تأتي استكمالًا لفعاليات "يوم الأرض" الخالد، وإحياء لليوم العالمي للتضامن مع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال خصوصًا والأسرى عمومًا".

وناشدت المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولي، "للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ لإطلاق سراح جميع الأسرى، ومحاكمة الاحتلال على جرائمه المتكررة في حقهم".

وفي السياق ذاته، ناشد ناشطون ومتضامنون، خلال مسيرة المعصرة الأسبوعية "المجتمع الدولي؛ للتدخل لوقف سياسة الاحتلال الغاشمة بسلب المزيد من الأراضي للأغراض الاستيطانية".

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية مرددين الهتافات الوطنية، والشعارات المطالبة بجلاء الاحتلال وبتمكين شعبنا من تقرير مصيره.

وأفاد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية أنّ "المسيرة انطلقت من أمام المدخل الرئيس للقرية وصولًا إلى مكان إنشاء الجدار، حيث نظم المشاركون اعتصامًا ألقيت فيه الكلمات التي شددت جميعها على أهمية توسيع المشاركة الشعبية ضد الاستيطان والجدار لتشمل مواقع أخرى".

كما أصيب الشاب مجد أبو خالد (23 عامًا) بعيار ناري في الرجل، وعشرات بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط خلال قمع الاحتلال لمسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية.

وشارك في المسيرة محافظ محافظة قلقيلية، اللواء رافع رواجبة، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، وقائد منطقة قلقيلية، العميد ركن مهدي سرداح، ونائبه وأمين سر إقليم نابلس، جهاد رمضان، وأمين سر إقليم قلقيلية، محمود ولويل، ومنسق هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية، نعيم مرار، ومسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، ومديرو المؤسسات المدنية في المحافظة، واللواء عبد الإله الأتيرة، وقادة العمل الشعبي في عدد من المواقع.

وأشار منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، إلى أنّ "قوات الاحتلال أغلقت مداخل القرية منذ ساعات الصباح عبر الحواجز العسكرية، وأعلنت عنها منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت طواقم الإعلام والمواطنين من الدخول إليها، فضلًا عن إعاقتها لدخول الطواقم الطبية؛ مما دفعها إلى استخدام طرق ترابية وعرة لدخول القرية".

وبين شتيوي، أنّ جيش الاحتلال "استخدم الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط في قمع المسيرة، فضلًا عن المياه الملوثة؛ مما أدى إلى إصابة الشاب مجد بعيار في الرجل، نقل على إثره إلى مستشفى "رفيديا" الحكومي في نابلس؛ لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمتوسطة، بينما تم علاج الحالات الأخرى ميدانيًا من طرف طواقم: الهلال الأحمر والخدمات الطبية العسكرية.

وتأتي هذه المسيرة التي شارك فيها المئات من المواطنين، وعدد من المتضامنين الأجانب وناشطي السلام الإسرائيليين؛ في إطار الفعاليات الشعبية التي دعت إليها حركة "فتح" في إقليم قلقيلية؛ لمناسبة الذكرى "39 ليوم الأرض".

كما أصيبت بعد ظهر الجمعة، الناشطة في المقاومة الشعبية، منال التميمي، وشاب ثاني، في مواجهات اندلعت في المنطقة الشرقية من قرية النبي صالح غرب رام الله في المسيرة الأسبوعية التي خرجت احتجاجًا على استمرار الاستيطان.

وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان، بلال التميمي إنّ "الاحتلال أطلق الرصاص الحي من نوع "طوطو" ما أدى إلى إصابة الناشطة، منال بجراح بكسر في ساقها".

وذكر التميمي، أنّ "الجنود أطلقوا الرصاص المعدني المغلق بالمطاط والقنابل الغازية؛ ما أدى إلى اختناق عدد من الشبان، فيما رشق الشبان الجنود بالحجارة بعد مجيء تعزيزات إلى النقطة العسكرية المقامة على المدخل الشرقي".

في السياق ذاته، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، تكثيف تواجد قواته في مناطق الضفة الغربية المحتلة لمناسبة حلول عيد "الفصح اليهودي".

وأوردت الإذاعة العبرية العامة، أنّه "سيتم نشر القوات حتى بدء العيد مساء الجمعة، على الطرقات الرئيسة؛ لتأمين السيارات، ثم يجري انتشارها خلال العيد حول المستوطنات، سعيًا لمنع أية محاولات للتسلل إليها، وأنّه سيستمر التواجد الأمني المكثف في الضفة الغربية طيلة أيام عطلة عيد الفصح".