حركة "حماس"

أعربت مصادر عسكرية في جيش الإحتلال الإسرائيلي، عن قلقها العميق من التجارب الصاروخية الأخيرة التي اجرتها حركة "حماس" في عرض البحر والتي تزايدت وتيرتها أخيرًا.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال، عن تلك المصادر، أنَّ الصواريخ الأخيرة والتي تم رصدها بدقة كانت أكثر دقة وأطول مدى وبإمكانها حمل رؤوس متفجرة أكبر، ما يتيح لها فرصة إيذاء أكبر من سابقاتها خلال حرب "الجرف الصامد".

وزعمت المصادر، أنَّ إيران لا زالت تزود جناحي حماس والجهاد العسكريين بالسلاح، وتعمل على تطوير قدراتهما النوعية استعدادًا للحرب المقبلة، موضحةً أنَّ عمليات حفر وترميم الانفاق لا زالت مستمرة ما يشكل تهديدًا لسكان المستوطنات الجنوبية.

وتدعي مصادر عبرية، أنَّ 100 صاروخ تجريبي أطلقت من غزة بعد الحرب الأخيرة، وهذا يعني حدوث مائة تجربة وتطويرات بنفس العدد أيضًا، وأنَّ عمليات تصنيع الصواريخ تسير كالصاروخ نحو هدف كبير تريد المقاومة أن تستغل الهدوء لتحقيقه.

بدوره، أوضح الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، أنَّ التجارب الصاروخية تدلل على أنَّ حركة "حماس" أجرت تقييمًا على قوتها الصاروخية بعد معركة "العصف المأكول"، قائلًا: "اعتمدت صواريخ كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) في الماضي على قوة المادة الدافعة للصاروخ مقابل قوة أقل لشحنة الصاروخ المتفجرة مقارنة بالصواريخ التقليدية".

وبين الشرقاوي، أنَّ "الكتائب من خِلال تجاربها، من الممكن أن تعكس العملية أو توازي بين قوة الحشوة الدافعة والقوة التدميرية للصاروخ".

وأشار إلى أنَّ حركة "حماس" لم تسقط الخيار العسكري رغم ما أصابها في ضوء الحصار، لافتًا إلى أنَّها تواصل تطوير منظومتها الصاروخية وتوجه من خلالها رسالة "الخيار العسكري قائم لتحقيق توازن الردع".

ورأى أنَّ الاحتلال قلق ويعلن عن أعداد التجارب الصاروخية التي تجريها كتائب القسام، مضيفًا أنَّ "المقاومة تسعى لزيادة قوة نار صواريخها حتى تستطيع الوصول إلى أي مكان في الجبهة الداخلية التي تشكل نقطة ضعف للاحتلال".

ورجح الخبير، أنَّ استراتيجية المقاومة في المعركة القادمة تتمثل في حماية الشعب الفلسطيني في قِطاع غزة ومنع قتله من قِبل الاحتلال، بواسطة قوة النار الفلسطينية، مؤكّدًا أنَّ الاحتلال بات يخشى قوة المقاومة.

ولفت إلى سباق أدمغة بين الاحتلال والمقاومة، إذ أنَّ الأول يطور من منظومة "القبة الحديدية"، لاسيما بعد أن تحدتها أن المقاومة علانية خلال معركة "العصف المأكول" وسقطت الصواريخ في (تل أبيب)، في المقابل تستمر المقاومة في تطوير صواريخها.

ونوْه الشرقاوي، أنَّ الاحتلال يروج "للقبة الحديدية" لتسويقها عالميًا بعد أن أثبتت أن نسبة نجاحها في اسقاط الصواريخ لا تتعدى 15في المائة، متممًا "المقاومة تعتمد على مفاجأة الاحتلال، والجيش الإسرائيلي لا يستطيع حماية نفسه أولًا ولا دولته.

يشار إلى أنَّ كتائب القسام تمتلك صواريخ "R160"، و"J90"، و"M75"، و"S55"، وصواريخ "قسام" بمديات تتراوح ما بين 40، و30، و20 كيلومترًا، إضافة لصواريخ "فجر 5" إيرانية الصنع، و"غراد"، نجحت في إدخالها إلى القطاع.

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أنَّ القسام والمقاومة تهدف لإرسال رسائل للاحتلال من خلال استمرار إطلاق الصواريخ كنوع من التجريب، موضحًا أنَّ تلك الصواريخ تأتي في إطار تطوير استخدامها وصناعتها لأنّ كتائب القسام تعتمد بشكل أساسي على الصواريخ في إطلاقها على المناطق المحتلة أثناء المعارك.

وقال المدهون: "لا يمكن أن يكون هناك نية لدى القسام أن تكون الصواريخ استعراضية أو إعلامية، تدلل التجارب الصاروخية على الوصول إلى مرحلة متقدمة في تطوير عجلة التصنيع، والأسلحة العسكرية، في ضوء وجود كثافة في عملية الإطلاق".

وأضاف أنَّ للصواريخ التجريبية مدلول آخر، إذ أنَّ المقاومة لم تعد تخشى الاحتلال فتنشئ المخيمات وتحفر الانفاق علانية من دون أنّ تلتفت إلى الاحتلال، وهذا دليل قوة، وأنّ أي خرق للتهدئة من قِبل الاحتلال سيكلفه كثيرًا".

وبيّن أنَّ "المقاومة استطاعت إيجاد معادلة ردع بالانتقال من العمل السري إلى عمل أكثر علانية وتحركًا".

وعلق على مراقبة الاحتلال لهذه التجارب، قائلًا: "ينظر الاحتلال بقلق ويحملها محمل الجد ويعرف أن القسام تجهز نفسها من خِلال الإعداد وهو يدرك مغزى هذه التجارب ويراقبها".

وتابع المدهون: "الاحتلال وصل لمرحلة لا يدري ما يستطيع فعله كي لا تسقط تلك الصواريخ".

وأشار إلى أنَّ الاحتلال شدّد الحصار وأرسل عدة رسائل من خِلال بعض الأطراف لوقف التجارب الصاروخية، وقدم عروضًا لتخفيف الحصار مقابل وقف هذه الصواريخ.

ولفت إلى أنَّ لا تأبه لتلك العروض وتركز على تطوير قدراتها، منوهًا أنَّ حجم الصواريخ التجريبية يعطي مؤشرًا أن الحصار ظالم ولا يحقق أهدافًا إسرائيلية معلنة في الحد من القوة العسكرية للمقاومة، بل أن التضييق يصيب فقط القطاعات المدنية وهذا ما تدلل عليه كثافة التجارب الصاروخية.