الصراع على المسجد الأقصى المبارك

تشهد الساحة السياسية والإعلامية الإسرائيلية تحذيرات من خطورة تورط إسرائيل في حرب دينية مع العالم الإسلامي بسبب الصراع على المسجد الأقصى المبارك وما يشهده من اقتحامات متكررة للمستوطنين وبعض وزراء ومسؤولي اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وعزز قرار الأردن استدعاء سفيره من تل أبيب للتشاور وتقديم شكوى أردنية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن ممارسات الاحتلال في الأقصى واتصال الرئيس التركي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس من مخاوف إسرائيل بشأن خطورة تحويل الصراع على الحرم القدسي لصراع ديني مع العالم الإسلامي.

وتلقى عباس، الليلة الماضية، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اطمأن خلاله على الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، لاسيما في المسجد الأقصى المبارك، حيث أكد دعم تركيا لخطوات الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن الدولي لوقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

وفي ظل التحرك الإسلامي نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الخميس، عن مسؤولين كبار في شرطة الاحتلال تأكيدهم أن استخدام القوة لن يكون بمقدوره وقف العنف المتصاعد في مدينة القدس.

ووفقًا لتقديرات استخبارات شرطة الاحتلال فإن الشرطة تلقي ظلالًا من الشك "حول قدرتها على إنهاء جولة العنف في القدس عن طريق استخدام القوة".

وجاءت هذه التقديرات في إطار تقييم للوضع عقدته قيادة شرطة الاحتلال فيما يتعلق بالأحداث في مدينة القدس، وتبين أن الشرطة قادرة على معالجة أحداث محددة وفي أماكن محددة وليس بأحداث على صورة الوضع القائم حاليا من أعمال الشغب - حسب وصفهم - أما تهدئة الوضع بشكل تدريجي فلن تتم إلا من خلال المستوى السياسي .

وحسب مسؤولين في الشرطة الإسرائيلية فإن الأحداث في محيط المسجد الأقصى هي السبب وراء جميع الأحداث الأخيرة التي تجري في القدس، وليس الغضب في أعقاب استشهاد الفتى محمد أبوخضير أو ظروف المعيشة الصعبة للمقدسيين.

وحذّرت الشرطة المستوى السياسي من استمرار اقتحام أعضاء الكنيست للأقصى والتصريحات عديمة المسؤولية التي تدلي بها الشخصيات العامة الإسرائيلية والتي تؤدي إلى تصعيد الموقف.

وفي إطار تقييم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الجهات الأمنية للوضع في القدس، عرض قادة الشرطة تقديرات الاستخبارات التابعة لها وقسم العمليات في الجهاز، والتي بموجبها أكدت أن تعزيز القوات لن يؤدي بالتأكيد إلى إنهاء الأزمة.

وأشار قادة الشرطة أمام نتنياهو إلى أن القوانين التي فرضت على ذوي المتظاهرين ستجر إلى غرامات كبيرة، مما سيؤثر على مستوى الاشتعال في المدينة، ولكن كما هو مفهوم لن تنهي دوامة العنف.

ونقل مفتش عام شرطة الاحتلال توصيات جهاز الشرطة لرئيس الحكومة وطلب منه التأكيد على أعضاء الكنيست بالتخفيف من تصريحاتهم حول الأقصى من أجل منع أي تصعيد في الموقف في الأيام القريبة.

ووفقا للشرطة فإن نتنياهو تقبل هذه التقديرات واتفق مع وجهة نظر الشرطة، ودعا أعضاء الكنيست للتخفيف من لهجتهم عند الحديث حول المسجد الأقصى.