قوات الاحتلال الإسرائيلي

تتحسب الدوائر الأمنية في إسرائيل لعملية نوعية لـ"حزب الله" اللبناني، ردًا على الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت مقاتلين للحزب، مساء الأحد الماضي، في منطقة القنيطرة السورية، مما أدى إلى استشهاد جهاد مغنية، ابن القائد الشهيد عماد مغنية، الذي تم اغتياله قبل أعوام في سورية أيضًا، ووجهت أصابع الاتهام للموساد الإسرائيلي. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية لموقع لـ"تيك ديبكا" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، الثلاثاء، أنّ "جيش الاحتلال، يتخوف من قيام حزب الله بعملية مفاجئة انتقامًا لمقتل عناصره".

وأشارت المصادر، إلى أنَّ المتوقع هو ليس بإطلاق "حزب الله" صواريخ نحو إسرائيل بل تنفيذ عملية مفاجئة عبر نفق في الجليل الأعلى، أو الجليل الغربي، لذلك أعطت قيادة الجيش وحدات حماية القرى التعاونية والكيبوتسات (المجمّعات الاستيطانية) القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان وسورية، بفتح الملاجئ، وتحضير السلاح، وعدم ترك قراهم.

وأكّد الموقع، أنَّ قائد عصبة الجليل في جيش الاحتلال العميد أمير برعام اجتمع مع رؤساء القرى التعاونية، وقدم لهم الإرشادات والتعليمات، خشية من رد محتمل من طرف "حزب الله"، وتأثير الرد على ربع مليون إسرائيلي.

وتأتي مخاوف إسرائيل، عقب ما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التي أكّدت أنه "لن يكون باستطاعة إسرائيل منع حزب الله من إدخال قواته للجليل"، مشيرة إلى أنَّ "رد حزب الله على عملية القصف الجوي في القنيطرة سيكون قريب جدًا".

وأبرز المحلّلون أنَّ "هناك احتمالين أمام حزب الله للرد، يتمثلان في إدخال قواته للجليل  للقيام بعملية خاطفة، مثل السيطرة على قرية إسرائيلية قرب الحدود، أو تسلل قواته عبر نفق لداخل الجليل".

وشكل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحدات مختارة من صفوفه لمواجهة أنفاق فصائل المقاومة الفلسطينية على الحدود مع قطاع غزة، وتهديدات "حزب الله" اللبناني على الحدود اللبنانية شمال فلسطين.

وقررت قيادة جيش الاحتلال رفع رتبة قيادة الوحدات المختارة لسلاح الهندسة "يهلوم" إلى رتبة عقيد، بهدف توسيع هذه الوحدات، وإعادة هيكلتها، تحسبًا للتهديد المتمثل في أنفاق غزة، وزيادة التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان.

ويقود الوحدات المختارة من سلاح الهندسة ضابط برتبة مقدم في الجيش الإسرائيلي، منذ تشكيلها، وبعد قرار الجيش فإن من يتسلم قيادة هذه الوحدات يجب أن يكون برتبة عقيد، ما يعني توسيع هذه الوحدات المختارة بجنود من القوات النظامية، وكذلك من الاحتياط .

وتحذو، بهذا القرار، الوحدات المختارة لسلاح الهندسة، حذو الوحدة المختارة في الجيش الإسرائيلي "سيرت همتكال"، وكذلك وحدة الكمومانوز البحري "شيطت 13"، حيث يقود هذه الوحدات ضباط يحملون رتبة عقيد .

وجاء هذا التغيير في هذه الوحدات بناء على تجربة الجيش في العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث تعاملت تلك الوحدات أثناء الحرب مع 32 نفقًا، وكذلك عدد كبير من العبوات الناسفة والبيوت المفخخة، ما دفع قيادة الجيش لتغيير طبيعة عملها، وتوسيع هذه الوحدات.

يذكر أنه منذ انتهاء العدوان تجري تدريبات لأعداد أكبر من الجنود تحاكي وجود أنفاق، فضلاً عن تشكيل وحدة للعمل تحت الأرض، تابعة للوحدات الخاصة لسلاح الهندسة .

ولن يكون عمل هذه الوحدات مقتصرًا على الحدود الجنوبية، لاسيما مع قطاع غزة، بل سيمتد للجبهة الشمالية، مع لبنان وسورية، في ضوء الحديث عن احتمال مواجهة عسكرية مع "حزب الله".