قبة الصخرة المشرفة

أحبطت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولة مستوطن، آت من الولايات المتحدة الأميركية، تفجير قبة الصخرة المشرفة، في الحرم القدسي الشريف، قبل وقت قليل من تنفيذ العملية، التي كانت كفيلة بإشعال الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط. وأعلنت مصادر صحافية، أنَّ جهاز "الشاباك" الإسرائيلي نجح في إحباط عملية تفجير لقبة الصخرة المشرفة، قبيل تنفيذه بقليل، من طرف مهاجر أميركي الجنسيّة، مبرزة أنَّ "إفشال العملية جنّب إسرائيل حريقًا هائلًا في الشرق الأوسط".

وكشفت المصادر أنَّ "المهاجر الأميركي آدم ليفيكس (30 عامًا) أعدّ خطتين لتنفيذ الهجوم، الأولى بصاروخ، والثانية بواسطة طائرة صغيرة بلا طيار، مفخخة، وبتوجيه من منظمات صهيونية ومسيحية متطرفة".

واعترف ليفيكس، أثناء التحقيق معه من طرف "الشاباك"، أنّه "رأى في المنام ثورًا غاضبًا يجرّ عربة محملة بالمتفجرات، ويندفع بسرعة داخل أزقة القدس العتيقة، حتى بلغ قبة الصخرة وانفجر داخلها".

وأوضح أحد محققي "الشاباك" أنَّ "ليفيكس روى باعتزاز أنّ هذه الرؤيا كانت بمثابة رسالة له، كونه ينتمي إلى (برج الثور)".

ولفتت المصادر إلى أنَّ "رؤيا ليفيكس لم تتحقق لأن المخابرات اعتقلته قبل شهر ونصف الشهر داخل بيت في تل أبيب وبحوزته أسلحة وذخائر وصاروخ ومتفجرات"، مبرزة أنَّ "المخابرات الإسرائيلية اعتقلت شريكه في الشقة، وهو جندي إسرائيلي، تحظر المحكمة كشف هويته".

واتهم الجندي بتزويد المهاجر الأميركي بوسائل قتالية، ومتفجرات، سرقها من قاعدة عسكرية خدم فيها".

واعتبر "الشاباك" هذا الموضوع أحد أخطر الملفات الأمنية في مسيرة إسرائيل، مبرزًا أنَّ "ليفيكس وأمثاله يمثلون الكابوس الأكبر، لأنهم يتحركون بمفردهم دون تنظيم إرهابي مما يصّعب إحباط عملياتهم، التي تعتبر بمثابة عود ثقاب يمكنه إشعال كل الشرق الأوسط".

ويُستدل من التحقيقات إلى أنّ ليفيكس وصل إسرائيل في السابع من آذار/ مارس 2013، كسائح، وبقي فيها بعد نفاد صلاحية تأشيرة الدخول.

وورد في لائحة الاتهام أنَّ "ليفيكس تحدث مرات عدة على مسامع معارفه عن أنه يكره الفلسطينيين، وأبدى رغبته في المساس بالمقدسات الإسلامية".

وعن الدافع للتضحية بنفسه من أجل دولة لم يولد فيها، أوضح الشاب الأميركي أنّه "يعتبر الحرم القدسي الشريف مكانه المفضل والأكثر قدسية في العالم، ويؤلمه ما يفعله العرب لإسرائيل".

وأضاف "عندما زرت القدس للمرة الأولى، قبل أعوام، حبست أنفاسي انفعالاً، فروائح المدينة العتيقة وألوانها وحجارتها المقدسة ملأتني بمشاعر السعادة، ويستبد بي الغضب عندما ألاحظ تقسيمها بين يهود وعرب".

ووجد ليفيكس لنفسه تبريرات باتهام المسلمين بأنهم "قتلة"، وأخذ عليهم عدم اعترافهم بحق اليهود في البلاد، زاعمًا أن القرآن لم يذكر القدس ولو مرة.

ودلّلت أقواله على توجهاته الغيبية، بالقول إنه "يحلم بحرب كبرى في المنطقة يشارك فيها، ويساهم في محاربة المسلمين"، موضحًا أنَّ "كراهيته لهم ولدت بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001".

وتوقع الشاب الأميركي أن تصبح إسرائيل، بعد 50 عامًا، إمبراطورية تشمل سورية ولبنان والعراق، وتكون خالية من الفلسطينيين.

يذكر أنَّ ليفيكس، المتزوج من شابة إسرائيلية، تربى في بيت إنجيلي معمداني متأثرًا بالتوراة، وروى أنَّ طفولته كانت بائسة، نظرًا لطلاق أبويه، وموت والده بالسرطان، وزواج أمه من رجل آخر.

وتجوّل في أرجاء فلسطين المحتلة رفقة زوجته، وجمع أسلحة وذخائر، على الرغم من انتهاء صلاحية تأشيرة دخوله.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية ليفيكس بعد شكوى قدمها رجل أميركي، سمع منه صدفة قصة الرؤيا، وأطلعه على ما بحوزته من متفجرات سيستخدمها لتدمير قبة الصخرة.

وفي محضر التحقيق، اعترف الشاب الأميركي بأنَّ "الاعتقال وقع قبل 90 دقيقة من شروعه في مرحلة تنفيذ خطته، لكن لائحة الاتهام الموجهة له تقتصر على حيازة سلاح غير قانوني ومكوث غير شرعي بالبلاد".